قيس سعيد يبدأ بتطهير أجهزة الدبلوماسية التونسية من العناصر الإخونجية

قرارات جديدة اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد، تعزز مسار التصحيح الذي انطلق منذ 25 يوليو/تموز 2021، لينهي تعيينات الدبلوماسية جرت خلال عهد حركة النهضة الإخونجية، وتشمل القرارات على إعفاءات لسفراء وقناصل تونسيين.

واليوم الثلاثاء، صدر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية التونسية إعفاءات تشمل سفراء وقناصل في عدة دول أبرزها إيطاليا والأردن وبريطانيا والجزائر وفرنسا وإيران.

تغلغل الإخونجية

قرارات يرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أنها ستنهي تغلغل الإخونجية وحلفائهم في أجهزة الدبلوماسية التونسية والتي كانت تعمل خدمة لمآرب سياسية.

أعفي من مهامهم كل من نبيل بن خذر بصفة سفير فوق العادة ومفوّض للجمهورية التونسية بلندن.

كما تم إنهاء تسمية سيف الله رجب وزيرا مفوضا بصفة مفوّض للجمهورية التونسية ببلغراد (صربيا)، وخالد السهيلي بصفة سفير فوق العادة للجمهورية التونسية بعمّان.

كما صدرت أوامر بإنهاء تسمية كل من حافظ بن رمضان الوزير المفوّض بصفة قنصل عام للجمهورية التونسية ببون (ولاية شمال الراين- ألمانيا)، والهادي مالك المتصرف العام بصفة قنصل عام للجمهورية التونسية بإسطنبول، وبية بن عبد الباقي الوزيرة المفوّضة بصفة قنصل الجمهورية التونسية بنابولي (فرنسا).

وأيضا بلقاسم العياري (كان الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل) بصفة قنصل الجمهورية التونسية بتبسة (الجزائر)، وسيف الدين فليس الوزير المفوض بصفة قنصل عام للجمهورية التونسية بمرسيليا (فرنسا).

وتم إعفاء خليل الجندوبي مستشار الشؤون الخارجية بصفة قنصل عام للجمهورية التونسية بميلانو (إيطاليا).

وشملت الإعفاءات أيضا مهدي الفرشيشي، وزير مفوض خارج الرتبة، بصفة سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية التونسية بداكار (السنغال)، إضافة لإنهاء تسمية محمد عماد ترجمان، وزير مفوض خارج الرتبة، بصفة سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية التونسية بأوتاوا (كندا).

وأنهيت أيضا مهام غازي الغرايري من منصب سفير مندوب دائم للجمهورية التونسية لدى منظمة اليونسكو والمنظمة الدولية للفرانكوفونية، ومعز الدين السيناوي (كان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في عهد الباجي قائد السبسي)، وزير مفوض خارج الرتبة، بصفة سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية التونسية بروما.

وبالقائمة أيضا سمير المنصر بصفة سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية التونسية بطهران (إيران).

كما تم إنهاء تسمية نبيه العابد، وزير مفوض، بصفة سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية التونسية بسيول .

تغييرات شاملة

ويرى سليم العبيدي الدبلوماسي التونسي السابق أن وزير الخارجية الجديد نبيل عمار يعمل على وضع تغييرات شاملة في الدبلوماسية التي كانت جامدة نوعا ما ولم تشتغل على تحسين صورة تونس في الخارج.

ويقول العبيدي، إن جميع السفراء والقناصل المعفيين تم تعيينهم في عهد الإخوان وحلفائهم ما يعني أن قيس سعيد يعمل على دحر أي أذرع كان تشتغل لصالحهم عن طريق تعيين أشخاص من ذووي الكفاءة تستطيع تونس التعويل عليهم.

وأكد أنه منذ 25 يوليو/تموز 2021، لم تنجح الدبلوماسية التونسية في توضيح قرارات سعيد بعد حل البرلمان وانطلاق قطار محاسبة قيادات الإخوان، مشيرا إلى أنه على العكس فإن مواقف الإخوان تجد لها صدى لدى الاتحاد الأوروبي.

ولفت إلى أن هذه الإعفاءات سيتم من خلالها تجاوز مرحلة الجمود القائمة في العلاقات بملفات ساخنة على غرار أزمة الهجرة غير النظامية، وامتصاص الضغوط الخارجية المسلطة من إيطاليا والاتحاد الأوروبي في علاقة بالمسألة.

والاثنين، شدد الرئيس التونسي قيس سعيد خلال لقائه بوزير الخارجية نبيل عمار، على سيادة الدولة وضرورة التعامل الندّ للندّ.

من جهته، شدد عمّار في مقابلة متلفزة، على أن السيادة الوطنية شيء بديهي , قائلا ’’ مثلما تونس تحترم كل دول العالم, وجب على هذه الدول احترام تونس’’.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى