لهذه الأسباب قصفت روسيا قاعدة يافوريف العسكرية

بقي غرب أوكرانيا نسبياً بمنأىً عن القصف الروسي خلال 18 يوماً من الحرب، ولكن استهداف قاعدة يافوريف العسكرية يمثل تحوّلاً كبيراً، إذ تعتبر القاعدة أبعد منطقة إلى ناحية الغرب يستهدفها الروس خلال العمليات العسكرية في أوكرانيا حتى الآن.

وأسفرت الهجمات الصاروخية الروسية على قاعدة يافوريف العسكرية التي لا تبعد أكثر من 70 كيلومتراً عن لفيف غرب أوكرانيا وزهاء 24 كيلومتراً عن حدود بولندا، إلى مقتل 35 شخصاً وجرح 135 على الأقل بحسب ما أعلنته السلطات الأوكرانية، بينما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قصفت مركز تدريب للمرتزقة الأجانب في لفوف غربي أوكرانيا، وقتلت 180 منهم ودمرت مخزنا للأسلحة الغربية التي تتدفق على المعسكر المذكور.

وقال حاكم منطقة لفيف، ماكسيم كوزيتسكي، إن نحو 30 صاروخاً روسياً تمّ إطلاقها من بحر آزوف والبحر الأسود استهدفت القاعدة وأكد أن أكثريتها تمّ إسقاطها من قبل الدفاعات الجوية الأوكرانية “لأنها كانت فعالة”، بحسب ما ذكرته أسوشييتد برس نقلاً عنه.

أهدافاً مشروعة

اسم قاعدة يافوريف الرسمي هو “المركز الدولي لحفظ السلام والأمن”، ويعدّ قاعدة للتدريب العسكري، كما أن قصفها يأتي بعد تحذير الخارجية الروسية، أمس السبت، أن كلّ شحنات السلاح الغربية إلى أوكرانيا صارت “أهدافاً مشروعة”.

وتعتبر لفيف وغيرها من المدن الأوكرانية المنتشرة على الحدود البولندية “أساسية” لتأمين تدفق الأسلحة التي وعد الغرب بتسليمها إلى أوكرانيا. وكانت روسيا قصفت السبت مدينتي إيفانو-فرانكيفسك وأيضاً لوتسك الغربيتين في أبرز توسّع لهجومها العسكري على أوكرانيا.

ورداً على القصف، قال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيك سوليفان إن الولايات المتحدة “نجحت في إرسال كمية مهمة من الأسلحة إلى والمساعدات العسكرية إلى خطوط الجبهة في أوكرانيا”.

ولكن الأمر لا يقتصر فقط على تدفق الأسلحة إلى أوكرانيا. فكما يظهر في الفيديو أعلاه، لقد استضاف المركز العسكري في الماضي دورات تدريبية شاركت فيها القوات الأميركية، وأيضاً قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن نحو 1000 مقاتل أجنبي يخضعون للتدريبات في يافوريف، على أن ينضم هؤلاء إلى كتيبة المقاتلين الأجانب التي أنشأها الجيش الأوكراني.

وتضيف الصحيفة، أن ضباطاً وخبراء أميركيين وكنديين كانوا فيها حتى وقت قريب من أجل مساعدة الجيش الأوكراني وتدريبه.

أما صحيفة “الصنداي تايمز” البريطانية، فرأت أن الضربة التي وجهتها موسكو إلى القاعدة لها أيضاً أبعاد جيوسياسية لا ميدانية فقط. فهي تنقل الحرب التي أعلنها بوتين إلى حدود الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وهذا يثير مخاوف من توسّع رقعة المواجهات العسكرية إلى خارج حدود أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى