ليبيا: تيار المفتي يتهم باشاغا “بالخيانة”

غضب تركي على إخونجية ليبيا

تداولت وسائل إعلام ليبية محسوبة على التيار الإخونجي المتشدد خلال الفترة الماضية تصريحات مجهولة المصدر تؤكد غضب رئيس  النظام التركي، رجب طيب أردوغان، من تقاربوزير الداخلية فتحي باشاغا مع فرنسا ومصر.

ويشن نشطاء محسوبون على “تيار المفتي” -نسبة إلى المفتي المعزول الصادق الغرياني المعروف بفتاواه المحرضة على العنف والقتال- حملة على باشاغا متهمين إياه بـ”الخيانة” وإفشاء أسرار عسكرية تتعلق بالنظام التركي خلال زيارته إلى مصر.

ومن بين أبرز هؤلاء، الناشط السياسي نعمان بن عثمان الذي تنقل خلال السنوات الأخيرة من الدفاع عن النظام السابق إلى دعم الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر وصولا إلى الاصطفاف خلف التيار المتشدد “الجماعة الليبية المقاتلة” الذي كان ينتمي إليه خلال التسعينات وقاتل في صفوفه في حرب أفغانستان.

وادعى بن عثمان الذي انتقل للظهور في قنوات ليبية تبث من تركيا أن أنقرة بلغها فحوى الحوار الذي جرى بين باشاغا والأطراف المصرية حيث “طرح مسائل تؤكد خيانته للحليف التركي الذي دافع عن طرابلس لحظة العسر عندما تخلى عنا العالم، وللعلم تركيا لديها أكثر من 28 “شهيدا” تركيا خلال الحرب”.

واعتبر بن عثمان أن باشاغا كان متأثرا بالمبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز عندما أفشى أسرارا تتعلق بتركيا في مصر وأنه فعل ذلك طمعا في دعم مصر له للوصول إلى رئاسة الحكومة الجديدة.

وتزايدت حدة الغضب التركي على إخونجية ليبيا، لاسيما مع ما يبدو أنه إصرار من البعثة الأممية على إنجاح مقترح تعيين عقيلة صالح رئيس البرلمان رئيسا للمجلس الرئاسي الجديد ووزير الداخلية بحكومة السراج فتحي باشاغا رئيسا للحكومة، وسط تكهنات متصاعدة عن توجه تركي لاستبدال الإخوان بما يعرف محليا بـ”تيار المفتي” -أو “الجماعة المقاتلة”- المعروف بمواقفه المتشددة الرافضة لأي تسوية تشرك خصومهم في السلطة.

ويزكي إخونجية ليبيا هذا المقترح الذي يشكل خطرا على مصالح النظام التركي التي تخشى أن يقوم عقيلة صالح عقب وصوله إلى المنصب بإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي كان قد وقعها فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الحالي في نوفمبر العام الماضي وأثارت جدلا دوليا كبيرا، مقابل تدخل أنقرة لصد هجوم الجيش على طرابلس.

لكن مراقبين يرجحون أن يكون الغضب التركي على باشاغا قد بدأ قبل زيارته إلى مصر وفرنسا ويرى هؤلاء أن تعيين وزير الدفاع صلاح الدين النمروش في أغسطس الماضي، كان أحد أهم أسبابه فقدان الثقة في باشاغا.

ويلاحظ المتابع لتصريحات النمروش سعيه الدائم للتصعيد حيث لم يرحب بإيقاف الحرب ولم يبارك الاجتماعات التي تحدث في هذا الإطار، متبنيًا خطابًا إقصائيًا لقيادة الجيش بشكل دائم.

وآخر هذه التصريحات ما أطلقه منذ يومين، بشأن ضرورة السيطرة بالقوة على كافة الأراضي الليبية، مهددًا سكان وقبائل شرق ليبيا المؤيدين للجيش.

ولم تخف أنقرة منذ بداية التسوية السياسية رفضها لها خاصة ما يتعلق بالمسار العسكري في حين تواصل إرسال الأسلحة والتحشيد قرب سرت استعدادا لهجوم مرتقب في صورة ما جاءت نتائج العملية السياسية متضاربة مع مصالحها.

وتراهن تركيا على فوز رجل الأعمال المصراتي المقرب من التيار المتشدد عبد الحميد الدبيبة المدعوم بقوة من عمه رجل الأعمال علي الدبيبة الذي يملك قناة سلام الفضائية التي تبث من تركيا، برئاسة الحكومة، وعبد الجواد العبيدي عن المنطقة الشرقية برئاسة الوزراء.

وسبق أن اتهم الدبيبة (العم وابن الأخ) بالعمل على استمالة أعضاء ملتقى الحوار في تونس مقابل التصويت لمقترح (الدبيبة – العبيدي) وقد أشارت المبعوثة ستيفاني ويليامز إلى حصول تجاوزات وتقديم رشاوى في الملتقى دون ذكر أسماء معينة، وهو ما استفز علي الدبيبة الذي طالبها بتوضيح تلك الاتهامات.

ويحذر مراقبون من أن التيار الإسلامي المتشدد يقترب من السيطرة على ليبيا، لاسيما بعد أن حسمت نتائج التصويت على آلية الترشيح للمجلس الرئاسي ورئيس الحكومة، في اتجاه المقترح الثاني (الدبيبة – العبيدي) من بين الخيارات التسعة التي قدمتها البعثة الأممية.

وينص المقترح الثاني على أن تسمية رئيسَيْ الحكومة والمجلس الرئاسي تتم عن طريق تصويت الأعضاء الـ75، وليس المجمعات الانتخابية (برقة طرابلس فزان)، وذلك من خلال جولتين أمام الجلسة العامة للجنة الحوار.

وجاء المقترح الثالث الذي يمهد لصيغة (عقيلة صالح – باشاغا) في المرتبة الثانية ولم يحظ سوى بدعم 24 صوتا مقابل 39 لمقترح (الدبيبة –العبيدي).

وينص المقترح الثالث على أن مرشح الحكومة أو المجلس الرئاسي الذي لديه سبع تزكيات من إقليمه يدخل المنافسة داخل الإقليم، ويفوز من يحصل على أعلى الأصوات في الإقليم الذي ينتمي إليه.

ومن المنتظر أن تُجرى جولة ثانية حاسمة الاثنين المقبل للتصويت على المقترحين الثاني والثالث، وسط توقعات متزايدة بفوز مقترح (الدبيبة – العبيدي).

 

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى