مباحثات تجمع الرئيس المصري مع ممثلي فرنسا والصين والأردن بشأن ليبيا والتطورات في الخليج

بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسـي، الأربعاء، مع ممثلي فرنسا والصين والأردن، الأوضاع في ليبيا وضرورة وضع حد للتدخلات الدولية غير المشروعة فيها، إضافة إلى التطورات بمنطقة الخليج.

وأكد السيسي، خلال اللقاءات، أهميه التوافق حول استمرار التنسيق المتبادل وتضافر الجهود المشتركة لتهدئة الأوضاع بالمنطقة حفاظاً على أمن وسلامة الخليج، فضلاً عن تأكيد مبدأ التسوية السياسية الشاملة للنزاعات والقضايا في المنطقة بما فيها القضية الليبية.

وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن السيسي شدد خلال لقائه مع بشر الخصاونة مستشار العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، على العلاقات التاريخية الوطيدة بين تربط بين البلدين، معرباً عن تطلعه لمواصلة التنسيق القائم بين البلدين على مختلف المستويات، لا سيما في ظل تعاظم التحديات التي تواجهها المنطقة.

وأضاف راضي أن “الخصاونة نقل تحيات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين للرئيس السيسي، وسلمه رسالة خطية من العاهل الأردني، تضمنت الحرص على استمرار التنسيق والتشاور المكثف مع مصر إزاء مختلف القضايا، وكذلك تطوير آفاق التعاون الثنائي”.

وفي سياق متصل، بحث السيسي مع وانج يي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الصيني، سبل التعاون الثنائي المشترك على مختلف الأصعدة، في إطار “الشراكة الاستراتيجية الشاملة” التي تجمع بين البلدين.

وقال متحدث الرئاسة المصرية إن “السيسي رحب بزيارة المسؤول الصيني إلى مصر، طالباً نقل تحياته إلى الرئيس الصيني شي جين بينج، ومشيداً بما يربط البلدين والشعبين المصري والصيني من علاقات صداقة تاريخية وممتدة”.

وأضاف راضي أن “وزير الخارجية الصيني أكد من جانبه أن بلاده تسعى دائماً للارتقاء بشراكتها مع مصر في جميع المجالات، وتوسيع وتنويع أطر التعاون المختلفة، لا سيما في ضوء الأهمية الاستراتيجية لمصر بمنطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا”.

وأشار إلى أن الجانبين تبادلا الرؤى بشأن تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، حيث ثمّن المسؤول الصيني الدور المصري الرائد في صون السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، من خلال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، أو عن طريق الجهود الفاعلة في تحقيق التسوية السياسية لمختلف الأزمات في محيطها الإقليمي.

ولفت إلى أنه تم التطرق في هذا السياق إلى تطورات الأوضاع بالخليج؛ وتأكيد أهمية استمرار التنسيق المتبادل لاحتواء الأوضاع بالمنطقة وعدم التصعيد والحفاظ على أمن وسلامة الخليج.

وفيما يتعلق بالقضية الليبية، فقد أكد الرئيس حرص مصر على وحدة واستقرار ليبيا وأهمية العمل على حلحلة الموقف الداخلي الليبي الراهن، وكذا وضع حد لحجم التدخلات الدولية غير المشروعة.

وأشار متحدث الرئاسة إلى أنه تم التوافق في هذا الصدد على ما يمثله التصعيد الأخير في ليبيا من خطورة على أمن وسلم المنطقة بأسرها، الأمر الذي يتطلب دعم جميع الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة في ليبيا.

وفي سياق آخر، بحث الرئيس المصري مع جان إيف لودريان، وزير خارجية فرنسا، العلاقات بين البلدين وسبل تعزيز الشراكة القائمة بينهما وتطويرها على مختلف الأصعدة.

وأوضح راضي أن وزير خارجية فرنسا نقل للسيسي تحيات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤكداً اعتزاز بلاده بالعلاقات الوطيدة والمتميزة التي تربطها بمصر، باعتبارها إحدى ركائز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والحرص على دعم تلك العلاقات.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى مناقشة التطورات المتعلقة بعدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم تبادل الرؤي بشأن التطورات الأخيرة للأوضاع في الخليج، وتأكيد أهمية استمرار التنسيق المتبادل لاحتواء الأوضاع والحفاظ على أمن وسلامة الخليج.

وحول الملف الليبي، أكد أنه تم التوافق بشأن تضافر الجهود المشتركة بين مصر وفرنسا، سعياً لتسوية الأوضاع في ليبيا، وذلك في إطار تسوية سياسية شاملة تتضمن تبادل جميع جوانب القضية الليبية وتدعم مؤسسات الدولة وجيشها الوطني لمكافحة الإرهاب والمليشيات المسلحة.

وأكد الجانبان ضرورة تلبية تطلعات الشعب الليبي في مستقبل أفضل من خلال تفعيل إرادته والحفاظ على موارد الدولة والتوزيع العادل لثرواتها، بالإضافة إلى الحد من التدخلات الخارجية وتداعياتها السلبية.

والأحد، أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أن وحدات من الجيش التركي بدأت التحرك إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.

وحذرت دول المنطقة والمجتمع الدولي من إرسال قوات تركية إلى ليبيا؛ حيث سيسهم ذلك في إشعال الأزمة الليبية وتصعيد إقليمي غير مسبوق.

وتنخرط تركيا في دعم حكومة السراج بالعاصمة الليبية طرابلس، والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.

ومنذ بدء عملية “طوفان الكرامة” التي أطلقها الجيش الليبي في أبريل/نيسان الماضي لتحرير طرابلس من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة أسقطت القوات المسلحة أكثر من 30 طائرة تركية مسيرة تابعة للمليشيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى