مجلة ألمانية: أردوغان رئيس غريب يدفع بتركيا نحو حافة ديكتاتورية كاملة

قالت مجلة ألمانية، أن تركيا أصبحت على شفا كارثة في ظل حكم “رئيس غريب على نحو متزايد” يدفع البلاد باتجاه ديمقراطية معيبة إلى حافة ديكتاتورية كاملة، ويقوم بتأجيج صراعات خطيرة بما في ذلك في ألمانيا.

وخصصت مجلة ‘شتيرن’ الأسبوعية في عددها الأخير عشرة صفحات عن تركيا شملت إلى جانب صورة كبيرة على صدر غلافها، سلسلة من المقالات والتحليلات حول سياسات أردوغان والانتخابات المقبلة التي تعتبر حاسمة بالنسبة لمستقبله السياسي ومصير حزبه العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ الذي يهيمن على السلطة منذ 2002.

وبنت تقديراتها وتحليلاتها على سلوك وممارسات أردوغان، بينما يكافح للبقاء في السلطة ويريد ترسيخ موقعه كـ”مثير للمشاكل”. ووصفته بأنه “استفزازي” على الصعيدين الوطني والدولي من خلال تأجيج الصراعات في تركيا وسوريا وألمانيا.

ويعرف عن أردوغان أنه يريد استخدام نفوذه على أتراك ألمانيا في الحملة الانتخابية المقبلة. ونقل جورسل كوكسال كاتب العمود في صحيفة ‘بيرغون’ اليومية، عن رئيس تحرير ‘شتيرن’ الألمانية جريجور بيتر شميتز  قوله في افتتاحيته “إنه (أردوغان) يريد أيضا أن يظل محرضا ومُحرِقا على المستويين الوطني والدولي”.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة ‘سوزكو’ اليومية الخميس، فقد وصفت المجلة أردوغان أيضا بأنه شخصية يمكنها إثارة النزاعات وتهدئتها على الساحة الدولية عند الضرورة و “مقامر” يمكنه استخدام مواقف معينة لصالحه.

وقالت شتيرن “أردوغان يتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والغرب ويقلل من شأن الناتو ويبدأ حربا في سوريا”، مضيفة أنه يتعين عليه القتال بلا هوادة من أجل السلطة في الداخل أيضا.

وتابعت أيضا إن بعض الخبراء يتكهنون بأن أردوغان قد يظل في السلطة على الرغم من خسارته في الانتخابات لأن حزب العدالة والتنمية الحاكم وحليفه اليميني المتطرف حزب الحركة القومية “راسخان جدا في الجيش والشرطة”.

وقالت المجلة كذلك إن أردوغان يحتاج إلى كل تصويت في الانتخابات المقبلة وبالتالي يركز على وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما لا يعجبه، في حين أن كمال كيليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي والمرشح الرئاسي المحتمل لحزبه يبرز في البلاد بـ”شخصيته الموحدة”.

ديكتاتورية كاملة

ونقلت عن زعيم حزب الشعب الجمهوري قوله إن أردوغان أصبح “مستبدا” وأنه لا يستطيع فعل أي شيء لصالح المجتمع بهذه الطريقة في الحكم.

وقالت إن الإشارات إلى أن حملة أردوغان الانتخابية ستكون “قاسية” تظهر أيضا في ألمانيا، في إشارة إلى خطاب النائب عن حزب العدالة والتنمية مصطفى أجيكجوز المثير للجدل خلال حدث في مدينة نويس الألمانية في وقت سابق من هذا الشهر.

 وكان أجيكجوز قد دعا في خطابه إلى تدمير أنصار حزب العمال الكردستاني المحظور وحركة غولن الدينية، ودفع ذلك العشرات في ألمانيا إلى رفع شكاوى ضدّه، بينما حذرت الخارجية الألمانية السفير التركي، قائلة إن “خطاب الكراهية لا مكان له في ألمانيا” وأن ما فعله أجيكجوز في نويس “يجب ألا يتكرر”.

وألغى أردوغان زيارة إلى برلين كانت مقررة يوم الجمعة الماضي بعد أن دعته الحكومة الألمانية إلى انتقاد خطاب المشرع علنا.

وأصبح أردوغان في الفترة الأخيرة محط أنظار وسائل إعلام دولية بينما تستعد تركيا لانتخابات ستجري في ظرف استثنائي سياسيا واقتصاديا، فجاءت تغطية المجلة الألمانية بعد أسبوع من تقرير لمجلة الإيكونوميست البريطانية الرائدة التي أوردت على غلافها صورة أردوغان.

واعتبرت أن تركيا أصبحت على شفا كارثة في ظل “رئيس غريب على نحو متزايد” وأن سلوك أردوغان مع اقتراب الانتخابات “يمكن أن يدفع بما هو اليوم إلى ديمقراطية معيبة بشدة على حافة ديكتاتورية كاملة.

وكثف أردوغان في الفترة الأخيرة من الظهور الإعلامي والخطابات الدعائية مطلقا الكثير من الوعود التي يصفها معارضوه في الداخل والخارج بأنها للاستهلاك المحلي ولاستقطاب صوت الناخبين. وخلصوا إلى أن تلك الوعود ستتبخر بمجرد فوزه في الانتخابات القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى