محادثات تركية إسرائيلية لعودة السفراء

أجرى جهاز مخابرات النظام التركي محادثات سرية مع مسؤولين إسرائيليين، وعقدت اجتماعات في الأسابيع الأخيرة مع هاكان فيدان، رئيس المخابرات الذي مثل تركيا في واحد منها على الأقل، بحسب ما نشره موقع “المونيتور”.

وكشف مصادر مطلعة لموقع “المونيتور”، أن الوفود والمفاوضات بين النظام التركي وإسرائيل مازالت مستمرة، إلا أنه لم يخض في التفاصيل.

وأكدت المصادر أن فيدان كان عقد عدة اجتماعات مماثلة في الماضي، لمناقشة المخاوف الأمنية المشتركة في كثير من الملفات بينها سوريا وليبيا، إلا أن المعلومات أكدت أن الجولة الأخيرة كانت تهدف تحديداً إلى رفع مستوى العلاقات إلى مرحلة جديدة وإعادة السفراء.

بدورها، اعتبرت جاليا ليندنشتراوس الباحثة في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، أن هناك فرصة سانحة لطي صفحة الخلافات بين البلدين.

واعتقدت أنه سيكون من مصلحة كلتا الدولتين عدم المبالغة في معنى خطوة إعادة السفراء، نظرا لأن العلاقات لم يتم تخفيضها في عام 2018، فهي من وجهة نظر البروتوكول الدبلوماسي خطوة بسيطة، بحسب تعبيرها.

وكانت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب قد تدهورت بشكل حاد خلال السنوات الأخيرة، إثر مقتل 10 مدنيين أتراك على أيدي عناصر من قوة كوماندوز إسرائيلية في عام 2010، عندما داهمت الأخيرة أسطولاً تركياً للإغاثة الإنسانية متجهاً إلى قطاع غزة.

وإثر الهجوم، طردت تركيا سفير إسرائيل، واستدعت سفيرها، وانسحبت من مناورات حربية مشتركة مع تل أبيب.

وبينما توقفت المبيعات العسكرية الإسرائيلية لتركيا، أثبتت العلاقات التجارية الأخرى صلابتها ومرونتها، وتواصلت كالمعتاد، حيث بلغ التبادل التجاري السنوي بين إسرائيل وتركيا، أكثر من 4.2 مليار دولار في العام 2019، وفق بيان صادر عن وزارة التجارة الإسرائيلية في فبراير/شباط 2020.

ويعود تاريخ العلاقات الرسمية بين تركيا وإسرائيل إلى العام 1949، حيث رفرف علمها فوق مبنى سفارتها في تل أبيب، لتصبح أنقرة الحليف الأول لها بالشرق الأوسط،  ولم تتأثر بتولي حكومة العدالة والتنمية مقاليد الحكم في تركيا عام 2002.

ليعمل الحزب بقيادة أردوغان على تعزيز الاتفاقات السابقة مع إسرائيل، غير آبه بتناقض خطابه الذي يظهر حماسه للقضية الفلسطينية، ويبطن تعزيزا للتجارة والعلاقات العسكرية مع تل أبيب.

ولم يقتصر تعاون أردوغان مع إسرائيل على الاتفاقيات السابقة لينقل العلاقة إلى مرحلة “الاستراتيجية”، فحتى مسرحيته بالانسحاب من قمة دافوس في 2009، لم تؤثر على الاتفاقيات العسكرية بين البلدين، والتي تجعل من إسرائيل المورد الأول للأسلحة بالنسبة لتركيا.

وتحسّنت العلاقات بين البلدين بعدما قررت تركيا تزويد إسرائيل بمعدات طبية في أبريل/نيسان الماضي، تشمل كمامات الوجه والمآزر الواقية والقفازات المعقمة، لمساعدة تل أبيب على مكافحة تفشي وباء كوفيد 19 الناجم عن فيروس كورونا، وارتفع مستوى التعاون الإقتصادي بين تركيا وإسرائيل، إلى مرحلة قياسية غير مسبوقة، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى أكثر 6 مليارات دولار وفقا لما أوردته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى