مدينة غدامس تستعد لعقد جلسة موحدة للبرلمان الليبي

تستعد مدينة غدامس، لعقد جلسة موحدة للبرلمان الليبي، بغرض توحيد صفوفه وإنهاء صراع دام 6 سنوات، ومناقشة كل النقاط الخلافية العالقة، لكن نتائج هذه الجلسة مازالت غير مؤكدة، ويعتري الكثيرين الشكوك حيال نجاحها في تحقيق أهدافها، في ظل غموض يحيط بجدول أعمال هذا الاجتماع، وإعلان نواب انسحابهم من المشاركة فيه.

وفي هذا السياق، كشف مصدر برلماني لوسائل الإعلام، وجود مساعٍ لتعطيل عقد هذه الجلسة وإفشالها، من طرف أشخاص قال إنهم أحسوا بالخطر على مناصبها، بسبب وجود فئة من الأعضاء تدفع نحو إعادة هيكلة البرلمان وإحداث تغييرات على لجانه وحتى على رئاسته.

وتباينت وجهات نظر النواب المشاركين في اجتماع طنجة المغربية بشأن جدول أعمال الجلسة المرتقبة، فبينما يؤكد بعضهم أن الغرض هو إعادة توحيد البرلمان بجميع أعضائه، تحدّث آخرون عن أن هذه الجلسة ستدرس إحداث تغييرات على لجان المجلس البرلماني وحتى رئاسته، وهو ما يعني الإطاحة برئيسه عقيلة صالح.

وفي هذا الجانب، أوضح المصدر البرلماني، أنه في حالة نجح النواب في توحيد البرلمان والحصول على النصاب، فإن تغيير رئيس البرلمان ولوائحه سيصبح أمرا ممكنا بالانتخاب، لكنه لا يؤيد هذه الفكرة ويدعم بقاء عقيلة صالح في منصبه إلى حين النظر في مخرجات لجنة الحوار السياسي، وذلك لقدرته على تدبير الأمور بطريقة عقلانية ووضعها في الطريق الصحيح، مشيرا إلى أن التوقيت غير مناسب الآن للدخول في مسار إعادة هيكلة البرلمان.

ويصل اليوم الخميس أكثر من 100 نائب من البرلمان إلى مدينة غدامس قادمين من مدينة طنجة، للبدء في اللقاءات التشاورية تمهيدا للجلسة العامة المرتقبة يوم الاثنين القادم، لكن نوابا آخرين قرروا عدم الذهاب إلى غدامس وعدم المشاركة في هذه الجلسة، بسبب مخاوف تلف جدول أعمال الجلسة وشكوك تحيط بأهدافها.

وفي ظلّ هذه التطورات، توقع الكاتب والمحلل السياسي سليمان البيوضي أن يكون مصير تفاهمات اجتماع طنجة بين أعضاء البرلمان من أجل إعادة توحيده، الفشل، وذلك “بسبب المواقف الاستراتيجية المتعلقة بطبيعة الاصطفافات في المشهد السياسي الليبي”، مشيرا إلى أن “جلسة غدامس قد تعقد ولكنها لن تخرج عن إطار اجتماع شكلي وانعقاد لمجموعة البرلمان الموازي في طرابلس”.

وأضاف البيوضي في تصريح لوسائل الإعلام، أن بعض أعضاء البرلمان من المشاركين في اجتماع طنجة والذين ظلوا مقاطعين لـ6 سنوات وكانوا سببا مباشرا في الانقسام الأفقي والرأسي في ليبيا، ما زالوا مصرين على مواقفهم الراديكالية والهادفة لفرض أجنداتهم على الجميع، مشيرا إلى أن هذا التعنّت سيؤدي إلى فشل جلسة غدامس قبل أن تبدأ.

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى