مستشارة الرئاسة السورية: إردوغان بالنسبة لسوريا هو “رجل معتدٍ ومحتل” والإتفاق التركي الأمريكي غامض وغير مكتمل

علّقت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان على الإتفاق التركي الأميركي لوقف العدوان التركي شمال سوريا، أنه اتفاق غامض ومعانيه غير مكتملة، وقالت إن التوصل إلى اتفاق لا يعني أنه يصبّ في مصلحة سوريا أو أنها ستوافق عليه، وينسحب هذا الموقف على روسيا أيضاً، وفق شعبان، لافتة إلى أن هذا الغموض ليس مستغرباً لأنه “تبين أن كل التصريحات التركية الأميركية عن المنطقة الآمنة والاتفاق بينهما لم تكن دقيقة”.

وأكدت شعبان أن سوريا ستتصدى لأي عدوان أجنبي عليها، وستواجه الغزو التركي، مستخدمة الجملة نفسها التي أكد عليها الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه اليوم مع مستشار الأمن القومي العراقي فالح الفياض أن “سوريا ستواجه العدوان التركي بكافة الطرق المشروعة”.

وفي سياق الحديث عن المنطقة الآمنة التي ذكرها الإتفاق الأميركي التركي، علقت شعبان قائلة إنه لا يوجد هناك ما يسمى “منطقة آمنة”، لأنه ووفق شعبان، مجرد وجود قوة أجنبية على أرض سوريا فهي منطقة محتلة، وليست آمنة، مشيرة إلى أن الوسائل التي اعتمدها إردوغان في عدوانه هي وسائل إرهابية. 

وأكدت أن الجيش السوري سيستمر في انتشاره على حدود مناطق الشمال السوري وهو يشخص ضرورة دخوله إلى المناطق، مشددة على ضرورة تعاون كل شرائح الشعب السوري مع الجيش للدفاع عن المنطقة. 

وعن السؤال عمّا إذا كانت دمشق قد أُبلغت بالعدوان التركي من قبل روسيا، بعدما نُشر عن إبلاغ الأتراك لروسيا بالعملية، نفت شعبان بمعرفتهم بالعملية، وقالت إن التصريحات التركية بعيدة عن الحقائق، وأنه لا يمكن لروسيا أن توافق على احتلال تركيا لأراضي سورية، “ونحن واثقون من حليفنا الروسي، ولا نُصدّق التصريحات التركيّة”.

وطرحت قراءتان للأهداف المبيّتة والمعلنة للعدوان التركي، هما أن إردوغان يحلم باعادة السلطنة العثمانية أولاً، ويسعى إلى نشر فكر الأخوان المسلمين في العالم برمّته، “والفكران خطيران جداً على كل الدول”. وعن إمكانية عقد لقاء تركي سوري، علقت شعبان أن إردوغان بالنسبة لسوريا هو “رجل معتدٍ ومحتل، والهدف الأساسي اليوم هو تحرير الأرضي السورية من الاحتلال التركي”. ونفت أن تكون دمشق قد تلقت أي وساطة روسية للقاء إردوغان.

وأكدت شعبان أن التنسيق بين الحليفين الإيراني والروسي دائم ومستمر وشبه يومي، “وهناك ثقة وتبادل في الرأي وتوافق على الاستراتيجية والأهداف”.

أما بالنسبة للدور التركي في أستانة، قالت شعبان إن وزارة الخارجية السورية تعتبر أن ما يقوم به إردوغان في سوريا اليوم ومنذ بداية الأزمة لا يؤهله أن يكون ضامناً، ولا أن يكون في أستانة.

ولفتت إلى أن قسد والجيش السوري في خندق واحد ضد العدوان التركي، وأن دمشق لم تقطع الحوار مع قسد بشكل مباشر أو غير مباشر، وهي كانت دائماً تدعوه إلى العودة عن التعاون مع المعتدي، ولم تتخلّ عنهم طيلة السنوات الماضية، مشددة على أن “سياسة الإنتقام غير موجودة في سوريا”. وأكدت أن الكرد جزء أساسي من النسيج المجتمعي السوري.

وقال شعبان إن لجنة صياغة الدستور قد شُكلت وهي تضم كل أطياف الشعب السوري وبينهم الكرد.

وفي ما خصّ الإنسحاب الأميركي من سوريا، اعتبرت أن هذه العملية هي ورقة يستغلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. والحديث داخل البيت الأميركي أن إيران ستملأ الفراغ الأميركي في سوريا “تدلّ عن جهلهم بإيران”.

ولفتت إلى أن الموقف العربي المناهض للعدوان التركي ليس استراتيجياً إنما لعداء بعض الدول العربية لتركيا، لكن سوريا تقدر المواقف الرافضة للعدوان.

وعن علاقة سوريا مع العراق، قالت شعبان إنها علاقة خاصة لأننا ندرك أهمية الحدود بيننا، وقد بذلت الولايات المتحدة الجهود لمنع التواصل بين سوريا والعراق لأنه “يشكل كتلة عربية وازنة تغير في الصراع العربي الإسرائيلي”. ولفتت إلى أن العراق ينسق مع سوريا ضمن إطار محاولة فتح الحدود ومن الناحية الاقتصادية والتجارية.

وفي ختام الحوار علقت أن الكيان الصهيوني ضالع بكل ما تعرضت له سوريا خلال السنوات الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى