مستشفيات غزة على شفا الانهيار… كارثة وشيكة تهدد حياة آلاف المرضى والجرحى الفلسطينيين

في خضم حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، وفرضها حصاراً قاتلاً على الفلسطينييين خلق واقعاً كارثياً لا مثيل له، حذر المكتب الإعلامي الحكومي، مساء الاثنين، من “كارثة وشيكة” تهدد حياة آلاف مرضى وجرحى القطاع جراء منع قوات الاحتلال المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى مخازن الوقود المخصص للمستشفيات.
وقال المكتب الحكومي في بيان بعنوان (تحذير عاجل): “مستشفيات قطاع غزة على شفا الانهيار خلال 48 ساعة بفعل منع الاحتلال “الإسرائيلي” المؤسسات الدولية من الوصول للوقود واستمرار الحصار”.
وأوضح المكتب الحكومي من أن مخازن لوقود المخصص للمستشفيات والتي تتبع للمؤسسات الدولية تقع في مناطق مصنفة إسرائيليا على أنها “مناطق حمراء”؛ أي يحظر الوصول إليها.
وعد المكتب الحكومي ذلك “استكمالا لجريمة الحصار والتجويع المتعمد” والتي يرتكبها الجيش في القطاع بالتزامن مع مواصلة هجماته الجوية والبرية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
منع المنظمات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود
والأحد، قالت وزارة الصحة بغزة إن كميات الوقود الموجودة في مستشفيات القطاع “تكفي لمدة 3 أيام فقط”، وحذرت من أن إعاقة إسرائيل لوصول إمدادات الوقود للمستشفيات “يهدد بتوقفها عن العمل”.
وأوضحت الوزارة في بيان أن “الاحتلال الإسرائيلي يمنع المنظمات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود المخصص للمستشفيات، بحجة أنها تقع في مناطق حمراء”.
وجدد المكتب الحكومي في بيانه التحذير من أن كميات الوقود المتبقية تكفي لـ”يومين فقط”، ما يعني أن “المستشفيات باتت على بعد 48 ساعة من الانهيار الكامل بما يشمل أقسام العناية المركزة، والحضانات، وغرف العمليات”.
“كارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة”
وأوضح أن توقف تلك الأقسام عن العمل في حال نفاد الوقود “ينذر بكارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة” في القطاع.
وأدان المكتب الحكومي الجريمة الإسرائيلية الممنهجة بـ”منع وصول الوقود إلى المستشفيات”، معتبرا إياها انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني ومساهمة مباشرة في “تعميق الكارثة الصحية المتواصلة”.
وحمل إسرائيل والدول الداعمة والمشاركة في الإبادة الجماعية “المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة المتعمدة”.
وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية والطبية الدولية بـ”التحرك العاجل والفوري لمنع انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، وإنقاذ الأرواح التي باتت على حافة الموت بسبب نقص الوقود والكهرباء والتجويع”.
وقبل أسبوع، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة عن “نفاد كميات الوقود الخاصة بتشغيل مركباتنا (الإطفاء والإنقاذ والإسعاف) في محافظات جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى توقف 8 مركبات عن الحركة من أصل 12 مركبة”.
وأوضح أن “الاستجابة الإنسانية ونداءات الإغاثة ستقتصر حاليًا على 4 مركبات فقط، مما يهدد حياة مئات الآلاف من المواطنين والنازحين في مراكز الإيواء”.
وفي مطلع مارس/ آذار الماضي، صعَّدت إسرائيل من جرائمها باتخاذ قراراً بفرض حصارا قاتلاً على الفلسطينيين، وأغلقت جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، وحظرت إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل.
وفي 18 مارس الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في القطاع راح ضحيتها أكثر من 171 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء، إضافة إلى نحو 11 ألف مفقود.