مشاورات حزبية بشأن رئيس الحكومة الجديد في تونس

توقعات بنشوء تحالفات جديدة في المشهد السياسي التونسي

وسط حذر بعض الأطراف السياسية والبرلمانية من طريقة “المشاورات الكتابية” التي أثبتت فشلها في اختيار رئيس الوزراء المستقيل إلياس الفخفاخ، وتوقعات بنشوء تحالفات جديدة في المشهد السياسي التونسي، منح الرئيس قيس سعيد، الأحزاب والكتل النيابية أسبوعاً واحداً لتقديم مقترحاتها حول الشخصية الأقدر لتقود المفاوضات لتشكيل الحكومة القادمة،

وكان الرئيس التونسي قد وجه الخميس رسائل إلى رؤساء الأحزاب والائتلافات والكتل البرلمانية ، لمدّه بمقترحاتها بخصوص ترشيح شخصية لتولي رئاسة الحكومة المقبلة، طبقاً لما ينص عليه الفصل 89 من الدستور، وذلك في مهلة أقصاها يوم 23 يوليو/تموز الحالي.

المواقف الرسمية للأحزاب من المشاورات مع الرئيس قيس سعيد ومن الأسماء المقترحة ستصدر تباعاً بعد أن تعود مختلف الأطراف إلى هياكلها الحزبية نهاية الأسبوع الجاري وبداية الأسبوع القادم. وتؤكد التصريحات الإعلامية للقيادات الحزبية وجود تباين في المواقف وتوجه نحو تحالفات جديدة، بحثاً عن أرضية سياسية وبرلمانية واسعة.

في هذا الإطار، أكدت “حركة الشعب“، عن طريق أمينها العام زهير المغزاوي، أنها “ستفتح قنوات للتفاوض مع أحزاب التيار الديمقراطي وتحيا تونس وقلب تونس والكتلة الوطنية بهدف الاتفاق حول مرشح أو مرشحين يقدم اسمهما إلى رئيس الجمهورية، ويكون بإمكانهما الحصول على حزامين سياسي وبرلماني متينين”، وفق تصريح للإعلام المحلي أمس الجمعة.

واعتُبر تصريح المغزاوي تطوراً لافتاً في موقف الحركة من حزب “قلب تونس“، الذي كانت إلى وقت قريب تتهمه بالفساد وتصفه بـ”واقي صدمات النهضة”. وينتظر التونسيون لمعرفة ما سيقرره مكتب “حركة الشعب” السياسي الذي ينعقد نهاية هذا الأسبوع.

أما “حركة النهضة الإخونجية” فأفادت عن طريق الناطق الرسمي باسمها عماد الخميري، السبت، أنها “حريصة على إجراء مشاورات لاختيار الأسماء مع مكونات المشهد البرلماني وخاصة المكونات التي تمثل الأغلبية والتي وقّعت على عريضة سحب الثقة من الحكومة”، في إشارة إلى حليفيها في البرلمان حزب “قلب تونس” و”ائتلاف الكرامة”.

بدروه، عبّر “ائتلاف الكرامة”، وهو تيار متشدد يضم 19 نائباً، في مراسلة وجّهها إلى سعيد أمس الجمعة عن اعتراضه على ما سمّاها “المشاورات عن بعد وبواسطة الرسائل”، معرباً عن “استعداده للمشاركة في مشاورات حقيقية ومباشرة تجمع على طاولة واحدة أهم الكتل البرلمانية الراغبة في المشاركة في الحكومة القادمة”، وفق بيانها الصادر الجمعة.

إلى ذلك، دعا رئيس حركة “مشروع تونس” محسن مرزوق إلى “تشكيل حكومة كفاءات مستقلة عن الأحزاب تقودها شخصية مستقلة”، وفق تدوينة نشرها على صفحته في موقع “فيسبوك” الجمعة.

كما ذهب مرزوق إلى أبعد من ذلك، متحدثاً عن السيناريو الآخر المطروح وهو حل البرلمان في حال الفشل في الاتفاق على خليفة الفخفاخ، لكنه اعتبر أن الذهاب لانتخابات مبكرة دون تغيير النظام الانتخابي “هو كمن يعالج ألم إصبع مقطوع بقطع إصبع آخر”، مضيفاً: “نتائج الانتخابات بهذا النظام الانتخابي ستكون مثل سابقتها بنفس النظام”.

يذكر أن رئيس حكومة تصريف الأعمال، إلياس الفخفاخ، قدّم الأربعاء استقالته إلى الرئيس التونسي “لإفساح طريق جديدة أمام رئيس الدولة للخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد، واعتباراً للمصلحة الوطنية واحتراماً للعهود والأمانات، وتكريساً لضرورة أخلقة الحياة السياسية وتجنيب البلاد صراع المؤسسات”، حسب بيان صادر عن رئاسة الحكومة.

وتلاحق الفخفاخ شبهة تضارب مصالح. وتزامنت استقالته مع قرار مجلس شورى حركة النهضة الإخونجية”تبني خيار سحب الثقة من إلياس الفخفاخ” الذي كان اختاره سعيّد في 20 يناير/كانون الثاني الماضي لتشكيل حكومة نالت ثقة البرلمان يوم 27 فبراير/شباط الماضي.

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى