مصرع أحد قيادات الجيش السوداني جنوب دارفور

أعلن الجيش السوداني، الاثنين، عن مصرع أحد قياداته في نيالا بولاية جنوب دارفور، فيما تدور معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما أعلنت الأخيرة أن قواتها حققت نصراً كبيراً داخل سلاح المدرعات، وكبدت الجيش خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

وقال الجيش السوداني، في بيان عبر “فيسبوك”، أن “قائد الفرقة 16 مشاة، ياسر فضل الله الخضر، تم اغتياله في نيالا”.

وأوضح أن “رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان نعى قائد الفرقة، الذي اغتالته يد الغدر والخيانة.. بنيالا وهو يؤدي واجبه في الدفاع عن الوطن”.

تضاربت الأنباء بشأن المعارك العنيفة التي يشهدها سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوبي الخرطوم، منذ صباح الأحد، وأسفرت عن سقوط ضحايا وجرحى من طرفي النزاع، غير أن المصادر الطبية الرسمية لم تشر إلى أعداد الضحايا.

وأفادت مصادر عسكرية سودانية رفيعة داخل سلاح المدرعات، بأن المواجهات مع “الدعم السريع” مستمرة، فيما قالت مصادر داخل “الدعم السريع”، إن قواتها تمكنت من الدخول إلى مقر المدرعات، مؤكدةً أن “الأمر لم يحسم بعد”، ولم يتسن الحصول على تأكيدات من مصادر مستقلة بشأن هذه المعارك.

من ناحيتها، أشارت القوات المسلحة إلى أن “القوات الخاصة مشطت منطقة المهندسين في أم درمان، الاثنين، ودمرت عدداً كبيراً من ارتكازات التمرد، وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد”.

الدعم السريع

وأعلنت قوات الدعم السريع في بيان عبر منصة “إكس” تويتر سابقاً، إن قواتها حققت نصراً كبيراً داخل سلاح المدرعات، وكبدت الجيش السوداني خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

وأضافت في بيانها، أنها “بسطت سيطرتها على أجزاء واسعة من معسكر المدرعات في عدد من المحاور، دفعت قوات العدو (الجيش) إلى الفرار والاحتماء ببعض المباني المجاورة للمعسكر وجاري مطاردتهم”.

وأوضحت أنه “تم الاستيلاء على عدد ضخم من العتاد العسكري، ومخازن الأسلحة، والذخائر، و 34 مدرعة ودبابة، و 12 مدفعاً، و 78 مركبة، وسقوط 260، وأسر المئات ولا زالت عمليات الحصر مستمرة”.

وكانت “الدعم السريع” نشرت في وقت سابق على منصة “إكس”، مقطع فيديو لقواتها من داخل مقر سلاح المدرعات.

أهمية سلاح المدرعات

ويكتسب مقر المدرعات المحصن أهمية عسكرية بالغة بالنظر إلى أنه يحتوي على آليات ومجنزرات ودبابات علاوة على عديد المقاتلين المتمرسين.

ويمثل سلاح المدرعات إلى جانب حامية عسكرية كبيرة في منطقة “جبل أولياء” على ضفة النيل الأبيض، آخر النقاط العسكرية الحصينة جنوب الخرطوم، بعد سيطرة الدعم السريع على مواقع أخرى من بينها مقر قوات الاحتياطي المركزي، وموقع اليرموك للتصنيع الحربي، فضلاً عن موقع جياد التابع للصناعات الدفاعية.

وشهدت العلاقة بين قادة المدرعات وقائد الدعم السريع توتراً منذ الإطاحة بنظام البشير، ويقول محللون إن ضغوط حميدتي أسفرت عن إقالة قائد المدرعات اللواء نصر الدين عبد الفتاح آنذاك بسبب رفضه القاطع اقتراب قوات الدعم السريع من مقر قواته لأي سبب كان، وتهديده بمواجهة تلك القوات، قبل أن يعيده البرهان إلى الخدمة قبل أشهر.

وعادة ما تتخذ قوات الدعم السريع أسلوب الهجوم على موجات متتابعة لأيام على المواقع المحصنة بغية الاستيلاء عليها.

وتشير تقارير إلى استخدام هذه القوات مسيرات ومدفعية ومدرعات في هذه المعركة فيما أمكن شهود عيان من رؤية طيران الجيش أثناء قصفه لهذه القوات، فضلاً عن استخدام المدفعية والأسلحة المتوسطة والخفيفة لرد الهجوم.

ويقع مقر المدرعات في منطقة الشجرة على ضفة النيل الأبيض جنوبي العاصمة السودانية وهي منطقة حيوية بالنسبة للاقتصاد السوداني حيث تحتضن مستودعات رئيسية للمواد البترولية والغاز.

وأجبر القتال المتقطع في هذه المنطقة منذ أسابيع، آلاف الأسر في أحياء “جبرة” و”الكلاكلة” و”الشجرة” و”اللاماب” على الفرار إلى أماكن أكثر أمناً داخل الخرطوم وخارجها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى