مصر تحذر من المشاركة في جريمة تهجير الفلسطينيين وتعقد اجتماعاً مع الفصائل
رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي يعقد اجتماعاً حاسماً للمصادقة على خطة احتلال القطاع

حذرت مصر من “المسؤولية التاريخية والقانونية التي ستقع على أي طرف يشارك في جريمة تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة، وما تحمله من عواقب وتداعيات سياسية وإنسانية ذات أبعاد إقليمية ودولية”، مؤكدة أنها لن تسمح به باعتباره سيؤدي حتماً إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وقالت وزارة الخارجية المصرية يوم الأحد، إن ما تردد عن مشاورات إسرائيلية مع بعض الدول بشأن تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة يدخل في إطار “سياسة إسرائيلية مرفوضة تستهدف إفراغ الأرض الفلسطينية”.
وأضافت الوزارة في بيان أن “اتصالات مصر مع الدول التي ترددت أنباء عن موافقتها على استقبال الفلسطينيين أفادت بعدم قبولها لتلك المخططات المستهجنة”.
وأكدت الخارجية أن “مصر لن تقبل بالتهجير ولن تشارك فيه باعتباره ظلما تاريخيا لا مبرر أخلاقيا أو قانونيا له”، مضيفة أن القاهرة “لن تسمح به باعتباره سيؤدي حتما إلى تصفية القضية الفلسطينية”.
وجاء في البيان أن مصر “تجدد رفضها القاطع لأي مخططات إسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية”، داعية دول العالم إلى “عدم التورط في هذه الجريمة غير الأخلاقية المنافية لكافة مبادئ القانون الدولي الإنساني، والتي تشكل جريمة حرب وتطهيراً عرقياً وتمثل خرقاً صريحاً لاتفاقيات جنيف الأربع”.
ضغوط إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، قالت إن إسرائيل والولايات المتحدة، تضغطان للمضي قدماً في جهود تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من قطاع غزة، وسط معارضة دول عربية وأوروبية، انتقدت الخطوة وحذرت من أنها تشكل انتهاكاً محتملاً للقانون الدولي.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مصادر قولها، إن إسرائيل والولايات المتحدة تضغطان على مصر لاستقبال الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء، وأن “القاهرة تعارض الفكرة بشدة”.
وأضافت المصادر، وفق الصحيفة، أن الضغوط الإسرائيلية والأميركية قادت إلى “عدد من الاجتماعات المتوترة مع مصر، شهدت مشادات بين المسؤولين المصريين والإسرائيليين”.
لقاء يضم الوسطاء العرب والفصائل في القاهرة
وفي سياق جهود مصر لوقف النار عن غزة، عقدت القاهرة، اليوم الأحد، لقاءً يضم مسؤولين من مصر، وقطر، ووفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية، وقادة الفصائل الفلسطينية.
وقال مصدر فلسطيني مطلع، إن اللقاء سيبحث سُبل الضغط على إسرائيل في ظل تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع جهود الوسطاء.
وسينعقد اللقاء بدعوة ومشاركة من رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد. وفق المصدر ذاته.
ويصعد جيش الاحتلال قصفه على مدينة غزة تمهيداً لتنفيذ خطته لاحتلال القطاع كاملاً، بما في ذلك الاحتلال البري للمدينة.
وبالتزامن مع استمرار القصف والتجويع، يستعد جيش الاحتلال لتهجير سكان مدينة غزة جنوباً، حيث أعلن قبل ساعات أنه سيسمح بتوفير الخيام ومعدات المأوى اعتباراً من اليوم الأحد.
اجتماعا موسعًا للمصادقة على خطة احتلال غزة
ويعقد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير، اليوم الأحد، اجتماعا موسعًا مع قيادة المنطقة الجنوبية للمصادقة الخطط الخاصة باحتلال غزة.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن زامير يجتمع الأحد، مع قيادة المنطقة الجنوبية التابعة للجيش، للمصادقة على الخطط الخاصة باحتلال مدينة غزة.
وأوضحت الإذاعة أن الخطة “لا تقتصر على إخلاء سكان المدينة، كما ورد في تقارير سابقة، بل تشمل أيضًا استكمال تطويقها وتحقيق سيطرة عملياتية داخلها”.
و”يعني ذلك، أن التوغل البري إلى قلب مدينة غزة سيبدأ خلال الأسابيع القليلة المقبلة، في محاولة لتسريع الجدول الزمني المحدد”، وفق المصدر نفسه.
تهجير الفلسطينيين
إذاعة الجيش تابعت: “سيبدأ خلال الأسابيع المقبلة إخلاء السكان (تهجير الفلسطينيين) من المدينة، ومن المستحيل استيعاب مئات آلاف النازحين في المناطق الإنسانية الحالية في مدينة غزة”.
واستطردت أنه “لذلك سيضطر الجيش للانسحاب من جزء من الأراضي التي يسيطر عليها جنوب القطاع”، لتحويلها إلى اسمته “منطقة إنسانية جديدة تستوعب النازحين”.
أما على المستوى العسكري، سيشارك في العملية الجديدة ما لا يقل عن أربع فرق عسكرية، إلى جانب استدعاء ألوية احتياط، وفق الإذاعة.
وفي 8 أغسطس/آب الجاري، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينت” خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.
وفي 11 من الشهر ذاته، وفي إطار تنفيذ الخطة، بدأ جيش الاحتلال هجوما واسعا على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.
وتتضارب الأنباء في إسرائيل بخصوص طبيعة القوات المشاركة في عملية احتلال غزة، إذ نقلت هيئة البث العبرية الرسمية قبل أسبوع، أن الجيش الإسرائيلي سيدفع “بكل قواته النظامية إلى غزة بينما ستُوكل مهمة الجبهات الأخرى إلى قوات الاحتياط”.
لكن صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية ذكرت، الخميس، أن جيش الاحتلال يعتزم استدعاء ما بين 80 ألفا و100 ألف عسكري احتياط للمشاركة في عمليته المحتملة لاحتلال مدينة غزة.
والجمعة، قالت هيئة البث، إن الجيش يستعد لتسريع “العملية العسكرية”، التي تهدف لاحتلال مدينة غزة، كما أعلن الجيش في اليوم ذاته بدء عمل “الفرقة 99” خلال الأيام الأخيرة في حي الزيتون.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل مدعومة أمريكياً، جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، راح ضحيتها 61 ألفا و369 شهيد و152 ألفا و862 مصاب معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.