مصيدة أمريكية إسرائيلية لقتل الجياع في رفح

قوات الاحتلال تقتل وتصيب عدد من الفلسطينيين في مركز تديره الولايات المتحدة لتوزيع المساعدات

استشهد 3 فلسطينيين وأصيب 46 آخرين، إثر إطلاق النار عليهم من قبل جنود إسرائيليين قرب موقع تديره الولايات المتحدة الأمريكية لتوزيع المساعدات في رفح جنوبي قطاع غزة، مما يؤكد أن هذا المركز يستخدم كمصيدة لقتل الفلسطينيين واستغلال جوعهم.

وأكد “المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا”، فقدان عدد من الفلسطينيين بعد توجههم أمس الثلاثاء لاستلام المساعدات غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وقال المركز، إنه “يتابع بقلق فقدان عدد من المواطنين بعد توجههم عصر أمس إلى إحدى نقاط توزيع المساعدات الأميركية في رفح حيث لم يعودوا إلى منازلهم بعد ولا تتوفر حتى الآن معلومات مؤكدة عن مصيرهم”.

وحمّل المركز في بيان له “الاحتلال المسؤولية الكاملة عن اختفائهم”، مطالباً بـ”الكشف الفوري عن مصير المفقودين وضمان حماية آمنة وعادلة لعمليات توزيع المساعدات الإنسانية”.

كما حذر من “خطورة تكرار مثل هذه الحوادث في ظل الفوضى الأمنية وغياب ضمانات الحماية للمدنيين”.

تمرير خطط عسكرية

من جهته أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين ” الأونروا” فيليب لازريني، أنه لا يمكن التصدي للأزمة في غزة من خلال استغلال المساعدات الإنسانية لتمرير خطط سياسية وعسكرية.

وقال أن آلية توزيع المساعدات المقترحة من “إسرائيل” لا تلائم المعايير الإنسانية، موضحاً أن حصر توزيع المساعدات في 3 أو 4 نقاط تجبر سكان غزة على النزوح في حين كنا نوزع من خلال 400 نقطة.

وأضاف لازريني بأن هناك حملة تضليل تستهدف الوكالة وموظفيها وتصورهم كإرهابيين أو متعاطفين مع الإرهاب.

وشهد مركز توزيع المساعدات في غرب مدينة رفح حالة من الفوضى العارمة، بعد تدافع آلاف المواطنين الجوعى، وقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال عدد من الشبان، وسط إجراءات أمنية مهينة شملت أخذ بصمات العيون.

وترافق ذلك مع إطلاق نار أدى إلى سقوط شهداء، وتحليق مروحيات، ما فاقم حالة الاحتقان الشعبي والاتهامات باستخدام الإغاثة كغطاء لتحرك أمني واستخباري.

تعليق المتحدث باسم الأمم المتحدة

ووصف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك مقطعا مصورا يُظهر آلاف الفلسطينيين وهم يقتحمون اليوم الثلاثاء موقعا لتوزيع المساعدات من جانب مؤسسة إغاثة غزة بأنه “مُفجع”.

وأضاف للصحافيين: “نحن وشركاؤنا لدينا خطة مفصلة وقائمة على مبادئ وسليمة من الناحية العملية، بدعم من الدول الأعضاء، لإيصال المساعدات إلى السكان المحتاجين”.

وتابع: “نواصل تأكيد أن توسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل فعال أمر ضروري للحيلولة دون وقوع مجاعة وتلبية احتياجات جميع المدنيين أينما كانوا”.

وتابع دوجاريك: “يجب احترام القانون الدولي وتمكين العمليات الإنسانية دون مزيد من التأخير”.

فشل توزيع المساعدات

من جهته، أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان له، الثلاثاء، أنّ مشروع الاحتلال الإسرائيلي لتوزيع المساعدات في ما يُسمّى المناطق العازلة قد فشل فشلاً ذريعاً وفقاً للتقارير الميدانية.

وأوضح المكتب الإعلامي أن ما حدث في مركز التوزيع بمدينة رفح، هو دليل قاطع على فشل الاحتلال في إدارة الوضع الإنساني الذي خلقه عمداً، من خلال سياسة التجويع والحصار والقصف، وهو ما يُشكّل استمراراً لجريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي، لا سيّما المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.

هذا، وتواجه الخطة الإسرائيلية الأميركية الجديدة انتقادات حادة من منظمات الإغاثة الدولية، التي تقول إنها “تقوّض مبدأ الإشراف المحايد على المساعدات”،

وتأتي في ظل حصار خانق على القطاع دام 11 أسبوعًا (من مطلع آذار/ مارس الماضي)، وخطر مجاعة يهدد أكثر من مليوني فلسطيني، بحسب تحذيرات أممية.

وكانت إسرائيل قد سمحت مؤخرًا بدخول كمية محدودة من المساعدات، بعد ضغط دولي متصاعد، تخلله تحذير من مراقبين عالميين من “وصول غزة إلى أسوأ أزمة جوع في العالم”، فيما تستخدمت الخطة الجديدة كأداة عسكرية وسياسية، وفقًا لمواقف رسمية وشهادات ميدانية فلسطينية ودولية.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى