مظاهرات حاشدة منددة بالجرائم الإسرائيلية تجوب العديد من عواصم العالم

جابت العديد من العواصم والمدن حول العالم، أمس الثلاثاء، مظاهرات حاشدة ندد المشاركون فيها بـالجرائم الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعبروا خلالها عن وقوفهم إلى جانب الفلسطينيين في القدس وفي قطاع غزة، وذلك في وقت تصاعد العنف فيه الى مستوى هو الأسوأ في السنوات الأخيرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، بعد مواجهات في باحات المسجد الأقصى.

كما صدرت العديد من ردود الفعل العربية والإقليمية والدولية حذرت من التداعيات الخطيرة للتصعيد الذي تشهده الأراضي الفلسطينية وطالبت بوقف التصعيد فوراً، هذا فيما دعا الزعيم اإيراني آية الله علي خامنئي الفلسطينيين إلى تعزيز قوتهم القتالية للتصدي “لوحشية” إسرائيل.

 العاصمة الأردنية

ففي العاصمة الأردنية، عمّان، تظاهر أكثر من ألف شخص في عمان اليوم تعبيرا عن دعمهم للفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة وقطاع غزة الذي شهد قصفاً إسرئيلياً أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين، بينهم أطفال

وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تتولى السلطة في قطاع غزة أنها أطلقت أكثر من مئة صاروخ على الدولة العبرية، ما أسفر عن مقتل امرأتين حسبما اعلنت اسرائيل.

وأشاد المتظاهرون في عمان وبينهم إسلاميون ويساريون بالصواريخ التي أطلقت من غزة على إسرائيل مؤكدين أن “المقاومة هي الحل”.

وتجمع هؤلاء لليوم الثاني على التوالي على مسافة قريبة (حوالى 500 متر) من مبنى سفارة اسرائيل في منطقة الرابية في عمان وسط انتشار أمني كثيف، وفق مراسل فرانس برس.

ورفع مشاركون بالتظاهرة لافتات كتب عليها “شكرا غزة” و”المقاومة = التحرير” اضافة الى “انقذوا الشيخ جراح”، وهو حي في القدس الشرقية حيث عائلات فلسطينية مهددة بالإخلاء لصالح مستوطنين إسرائيليين.

ومصير هؤلاء السكان هو الذي أشعل فتيل المواجهات التي خلفت أكثر من 500 جريح في الأيام الماضية.

وكانت القدس الشرقية تخضع للسيادة الأردنية كسائر مدن الضفة الغربية قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967 وتضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

 أحرقوا أعلام اسرائيلية

وأقام الأردن حينها مساكن لإيواء الفلسطينيين الذين لجأوا إلى القدس الشرقية بعد قيام دولة إسرائيل في 1948 ولديه عقود إيجار تثبت ذلك، فزود الفلسطينيين بتلك العقود والوثائق.

ويرتبط الاردن بمعاهدة سلام مع اسرائيل منذ عام 1994، لكن العلاقات رسميا بين البلدين في أدنى مستوياتها.

ووصف عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني مرات عدّة السلام مع إسرائيل بأنه “سلام بارد”.

وقال مهندس البرمجيات الأربعيني باسم الوزير الذي ارتدى قميصا حمراء كتب عليها باللون الأبيض “غاز العدو إحتلال” لفرانس برس “رسالتي لحكومتنا وللحكومات العربية هي أنه يجب أن لا يكافأ العدو بالتطبيع المجاني وابرام الصفقات”.

وأضاف “يجب ان تلغي حكومتنا صفقة الغاز وأن تغلق السفارة وتطرد السفير”.

وكان الاردن وقع عام 2016 اتفاقا للتزود بالغاز من اسرائيل لمدة 15 عاما بقيمة 10 مليارات دولار.

واستدعت وزارة الخارجية الأردنية الأحد، القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان للإحتجاج على “الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة” في القدس الشرقية.

تونس

وفي تونس شجبت الحكومة “العدوان على الأراضي الفلسطينية المحتلة” من قبل إسرائيل داعية المجتمع الدولي “لتحمل مسؤولياته”، فيما تظاهر عشرات الأشخاص دعما للشعب الفلسطيني بعد قصف متبادل أسفر عن قتلى.

وقالت دوائر رئيس الحكومة في بيان إن تونس “تجدد دعواتها المتكررة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته إزاء هذه المظلمة المتواصلة وإيقاف العدوان على الأراضي الفلسطينية”.

ورغم الاغلاق الناجم عن جائحة كوفيد-19 الساري حتى الأحد، نزل عشرات الناشطين في المجتمع المدني ومسؤولون في أحزاب يسارية إلى الشارع الخميس أمام مقر الحكومة التونسية على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وردد المتظاهرون شعارات دعم للقدس والفلسطينيين والمسجد الأقصى رافعين أعلاما فلسطينية وشاجبين “العدوان الصهيوني”.

وتظاهروا لفترة قصيرة بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية لحقوق الإنسان وأحزاب معارضة مختلفة.

وقال سمير الشفي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل لوكالة فرانس برس “صمت الدول العربية ناجم عن أن غالبية الدول العربية تقيم علاقات مباشرة مع الكيان الصهيوني”.

وكانت تونس وهي عضو في مجلس الأمن راهنا عرضت مع النرويج مشروع إعلان يطالب “إسرائيل بوقف نشاطات الاستيطان والهدم وطرد” فلسطينيين “بما في ذلك في القدس الشرقية”، إلا أن المجلس الذي عقد اجتماعا طارئا الاثنين لم يتبن الإعلان بسبب معارضة الولايات المتحدة.

عواصم أخرى

كما شهدت العاصمة البريطانية، لندن ومدينة روتردام الهولندية ومدينة اسطنبول التركية والعاصمة المغربية، الدار البيضاء ومدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، مظاهرات مماثلة للتعبير عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في القدس الشرقية وقطاع غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى