مفاوضات مباشرة بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة بهدف إنهاء الحرب

بدأت مساء الإثنين في عاصمة جنوب السودان جوبا، مفاوضات مباشرة بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة، بهدف إنهاء الحرب في إقليم دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

وأكدت وفود التفاوض في الحكومة والمعارضة رغبتها في التوصل لاتفاق سلام ينهي سنوات من الحرب الضارية في البلد مترامي الأطراف تلبية؛ لتطلعات الشعب السوداني.

وانعقدت الجلسة الافتتاحية في قاعة الحرية بالعاصمة “جوبا”، بحضور رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، والأوغندي يوري موسفيني، والكيني أهيرو كنياتا، ورئيسي الوزراء المصري مصطفى مدبولي، والإثيوبي آبي أحمد وممثلين دوليين وأفارقة.

وسادت أجواء التفاوض روح وفاقية عالية بين فرقاء السودان، وسط تفاؤل بالتوصل لنتائج إيجابية بشأن إنهاء الحرب وتحقيق السلام في أنحاء البلاد.

وتشارك الحكومة بوفد رفيع من مجلس السيادة برئاسة الفريق أول محمد حمدان “حميدتي”، فيما ينخرط بالتفاوض تحالف الجبهة الثورية الذي يضم نحو 7 فصائل مسلحة، بجانب الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة عبدالعزيز الحلو والتي سيجري معها محادثات في مسار منفصل لكونها أكبر حركة مسلحة تسيطر على مناطق واسعة بجنوب كردفان.

ويمثل الذين يشاركون في محادثات جوبا الحالية كافة الفصائل المسلحة في السودان، باستثناء حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد محمد نور التي تخوض حربا في إقليم دارفور والتي لم تحسم موقفها حتى الآن من العملية السلمية والانخراط في التفاوض من عدمه.

وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمحادثات بجوبا الإثنين، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، التزام حكومته بتحقيق سلام شامل في البلاد يقود لحكم ديمقراطي يلبي تطلعات الشعب.

وأشار إلى أن التغيير الذي حدث في السودان بعد ثورة ديسمبر/كانون الأول فتح آفاقا جديدة للسلام أصبحت معها المفاوضات مبنية على الشراكة، موضحا أن قادة الكفاح المسلح شركاء في التغيير الذي جرى بالبلاد.

وقال: “نسعى للتوصل إلى حل لكل مشاكل السودان يرضي الشعب السوداني الإخوة في الكفاح المسلح”.

وأشاد البرهان بمبادرة الرئيس سلفاكير للسلام، مؤكدا ثقته بمنبر جوبا لاحتضان عملية السلام. وحيا الرئيس سلفاكير الذي وصفه بالأخ الأكبر على مبادرته، كما هنأ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على نيله جائزة نوبل للسلام.

وجدد البرهان حرصه على أن يصل منبر جوبا إلى صنع حل يضع حدا للحرب من خلال مخاطبة جذور المشكلة، داعيا إلى ضرورة قيام تكتل إقليمي يهتم بسلام وأمن المنطقة ضد المؤامرات.

من جانبه، قال الرئيس سلفاكير إنه لولا الثقة بالقيادة الجديدة في السودان لما استطاعوا تنظيم هذا المنبر، معربا عن شكره لرئيس المجلس السيادي، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو، ورئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، وطالب المفاوضين بالإقبال على المحادثات بثقة من أجل الشعب السوداني والإقليم.

وأكد رئيس الجبهة الثورية، الهادي إدريس يحيى التزامه بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل بالبلاد، مشيرا إلى أن التغيير الذى حدث في السودان وساهم فيه الكفاح المسلح أفرز واقعا جديدا يمكن من خلاله طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة في السودان تتجاوز إخفاقات الماضي.

وشدد رئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو استعداد حركته للتوصل إلى اتفاق سلام يخاطب جذور المشكلة، مشيداً بمبادرة الرئيس سلفاكير لإنهاء الحرب في البلاد.

وتأتي المحادثات الحالية التزاماً بنص الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية بالسودان، والتي نصت على ضرورة إنهاء الحرب وتحقيق السلام خلال الـ6 أشهر الأولى.

ويشكل تحقيق السلام في السودان مطلبا شعبيا نادت به الثورة التي أطاحت بالرئيس عمر البشير، فضلا عن أنه كان يمثل أحد أهم اشتراطات الإدارة الأمريكية لإزالة اسم الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى