ملادينوف مبعوثاً جديداً للأمم المتحدة في ليبيا

أكدت مصادر دبلوماسية، اليوم الأربعاء، أن مجلس الأمن الدولي اتفق على تعيين الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف، مبعوثا جديدا للأمم المتحدة في ليبيا خلفا للبناني غسان سلامة. ويشغل ملادينوف منذ سنة 2015 منصب المبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط وسيخلفه النرويجي تور وينسلاند في هذا المنصب.

ويأتي تعيين ملادينوف بعد عشرة أشهر من استقالة اللبناني غسان سلامة، من منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، في خطوة عزاها يومها إلى دواع صحيّة قبل أن يعبّر عن استيائه من عدم التزام العديد من أعضاء الأمم المتحدة، بمن فيهم أعضاء في مجلس الأمن الدولي، بقرارات كانوا هم أول من وافق عليها.

كما يأتي تعيين الدبلوماسي البلغاري بعد رفض الولايات المتحدة مرشّحَين أفريقيين لتولّي هذا المنصب، وفرضها على شركائها في مجلس الأمن تقسيم المنصب إلى قسمين هما مبعوث أممي يساعده “منسّق” لهذه البعثة الأممية الصغيرة (حوالي 230 شخصا).

ووفقا لدبلوماسيين، فإن تعيين شخصية أوروبية على رأس البعثة الأممية في ليبيا يعني أن منصب “منسّق” البعثة سيؤول حتما إلى شخصية أفريقية فيما يشبه جائزة ترضية للقارة السمراء التي لطالما شدّدت على وجوب أن تكون هناك “حلول أفريقية لمشاكل أفريقية” وحاولت عبثا، انطلاقا من هذا المبدأ، إسناد وظيفة المبعوث الأممي إلى دبلوماسي أفريقي.

وكان غوتيريس قد طرح اسم وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة لخلافة سلامة، لكن واشنطن رفضت هذا الترشيح، ليعود الأمين العام ويطرح اسم مرشحة أفريقية أخرى هي الوزيرة الغانية السابقة هنا سيروا تيتيه التي لقي ترشيحها نفس الرفض الأمريكي.

ويشغل ملادينوف (48 عاما) منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط منذ 2015. وخلال مهمته هذه واجه العديد من التحدّيات: فترات من التوتر بين غزة وإسرائيل وتسارع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والانقسامات الداخلية بين الفلسطينيين وتدهور الوضع الإنساني في غزة.

وأجرى ملادينوف مناقشات عديدة مع مصر لتجنب  التصعيد العسكري بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

وسيخلفه في منصب “المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط” تور وينسلاند (68 عاما) وهو دبلوماسي نرويجي متخصّص بقضايا الشرق الأوسط والذي شغل مناصب عدّة في تل أبيب ورام الله والقاهرة.

تعيين ميلادينوف جاء في ظل فشل تحقيق توافق بين أعضاء لجنة الحوار السياسي الليبي حول مقترح لاختيار الآلية التي سيتم اعتمادها لاختيار القيادة السياسية القادمة التي ستدير المرحلة الانتقالية المقرر انتهاؤها بإجراء انتخابات في نهاية العام القادم بعد مقاطعة ثلث المشاركين للتصويت، بدأ البرلمان الليبي التحضير لوضع خطة بديلة في حال استمرار فشل تلك المحادثات السياسية بين أعضاء حوار تونس.

ولهذا الغرض، شكل البرلمان لجنة تتكون من 7 أعضاء، تكون مهمتها البحث عن بدائل حال فشل الحوار السياسي الليبي الذي وصل إلى طريق مسدود.

وقال النائب بالبرلمان وأحد أعضاء هذه اللجنة زياد دغيم في تصريح لـ”العربية.نت”، إن تفاصيل الخطة البديلة التي سيضعها البرلمان لم تتضح بعد، مضيفا أن اللجنة المكلفة بذلك ستبدأ اجتماعاتها يوم الخميس، لكشف بعد المعالم قريباً.

وتابع دغيم أنه وبعد فشل أعضاء الحوار السياسي في الوصول إلى صيغة توافقية لاختيار السلطة الجديدة واتخاذ القرارات، فإن المسؤولية الوطنية والحفاظ على وقف إطلاق النار الهش وضرورة توحيد المؤسسات يحتم على البرلمان تشكيل لجنة لوضع خطة بديلة لاعتمادها الأسبوع القادم من البرلمان بمقره الدستوري في مدينة بنغازي.

وتراجعت آمال الليبيين التي بنوها على الحوار السياسي بشكل واضح خلال الفترة الأخيرة بسبب استمرار الخلافات بين المشاركين على آليات اختيار وتوزيع مناصب السلطة التنفيذية القادمة، وذلك رغم الجهود التي بذلتها البعثة الأممية لإزالة كل العقبات التي تقف أمام الحل السياسي.

بدورها، شددت الممثلة الخاصة بالإنابة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني ويليامز، على أن العملية السياسية مستمرة خاصة فيما يتعلق بإيجاد سلطة تنفيذية موحدة وفيما يخص التحضيرات اللازمة لإجراء الانتخابات في موعدها في 24 ديسمبر 2021.

وقالت ويليامز إنها ستقوم بتشكيل لجنة استشارية من أجل تذليل العقبات أمام عملية اختيار السلطة التنفيذية وتشكيل لجنة قانونية للعمل على استكمال الشروط وتمهيد الطريق أمام العملية الانتخابية، مشدّدة على أنه لم يعد هناك مجال للعودة إلى الوراء.

يذكر أن نتائج التصويت التي أعلن عنها أمس هي من أنذرت بفشل المفاوضات، حيث لم يحصل أي من مقترحي البعثة على نسبة التمرير بعد مشاركة 50 عضوا ومقاطعة 23 ووفاة واحد.

فقد صوت 36 منهم على اعتماد نسبة تصويت بـ 61% مع 50+1 عن كل إقليم، بينما صوت 14 عضوا فقط لصالح الثلثين، وامتنع 21 عضوا عن التصويت بسبب اعتراضهم على المقترحين، معتبرين أنه تم تفصيلهم على مقاس أشخاص بعينهم، في إشارة إلى عقيلة صالح المرشح لمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وفتحي باشاغا مرشح لمنصب رئيس الوزراء القادم.

إلى ذلك، يعد التنافس بين الأطراف الليبية على مناصب السلطة التنفيذية الجديدة والخلافات بشأن الشخصيات المقترحة، إحدى أهم العقبات التي تقف أمام نجاح وانتهاء الحوار السياسي الليبي في تونس الذي بدأ قبل شهر، والذي بات يهدد ببعثرة جهود التسوية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بدعم إقليمي ودولي، وتقويض خارطة الطريق نحو الانتخابات.

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى