مناطق نفاذ الدواعش المرتزقة عبر الحدود التونسية الليبية

بطول 461 كيلومتراً من أقصى الشمال إلى الجنوب تمتد الحدود التونسية الليبية، وهي مساحة كبيرة يستخدمها المهربون أحياناً في تهريب الوقود والبشر بين البلدين منذ اندلاع ثورات الربيع العربي.

وخلال الأيام الماضية وبعد تعهد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بإرسال قوات لميليشيات السراج في العاصمة الليبية طرابلس لدعمهم في القتال الدائر مع الجيش الليبي بقيادة المشير، خليفة حفتر، وفقاً للاتفاقية الأمنية التي وقعت بين فايز السراج وأردوغان، فقد تم إرسال مرتزقة داعشيون وعناصر سورية إلى ليبيا لدعم السراج وميليشياته عبر مطارات معتيقة ومصراتة.

مناطق كثيرة قد يتسلل منها هؤلاء الدواعش والمرتزقة إلى ليبيا منها بعض النقاط على الحدود التونسية الليبية، وهو ما أعلنت السلطات التونسية مراراً أنها لن تسمح به أو تغض الطرف عن عمليات تسلل وتهريب متعهدة بضبط الحدود.

عبد الباسط بن هامل، الباحث والخبير الليبي،إن النقاط التي يمكن أن يتسلل منها مرتزقة أردوغان إلى ليبيا هي رأس جدير، وبنقردان، وأبو كماش وباطن الجبل ولزرط، والزوارة، والذهيبة، وتحديداً النقاط الموجودة في جنوب ليبيا، مضيفاً أنه في عام 2011 تم تهريب المقاتلين الأجانب والدواعش إلى ليبيا عبر منفذي رأس جدير وبنقردان، فضلاً عن جرجيس في تونس، غير أن مصادر تونسية تشكك في ذلك لأن جميع النقاط المذكورة هي نقاط نظامية تسيطر عليها قوات الحدود التونسية من زمن الاستعمار.

وأضاف أن هذه النقاط كان يسيطر عليها عصابات التهريب التي كانت تقوم بتهريب المهاجرين غير الشرعيين والوقود والنفط، لكن الجانب التونسي تمكن من السيطرة عليها وقامت السلطات ببناء جدار حدودي بطول يبلغ أكثر من 200 كيلومتر لمحاولة منع التسلل ووقف زحف المهاجرين غير الشرعيين.

هذا ويؤكد المحلل الليبي محمد العمامي أن “أردوغان ذهب لتونس لمحاولة الحصول على مساعدة السلطات التونسية في تهريب المقاتلين عبر موانيها ومنافذها إلى ليبيا ودعم ميليشيات السراج، لكنه اصطدم برفض الشعب التونسي لأهدافه وطموحاته، ولذلك قد يلجأ للبحر عبر ميناء طرابلس البحري”، مضيفاً أن “تونس يسيطر عليها وبشكل فعلي حركة النهضة، وقادتها قد يسمحون لأردوغان بإرسال قواته إلى ليبيا عبر منافذ البلاد وهو ما جعله يزور تونس، لكن الشعب وقف لهم ولمخططاتهم بالمرصاد”.

وأضاف أن العميد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي، ذكر أن “الجانب التركي أرسل عناصر مسلحة وداعشيين عبر مطار جربة في تونس، كما استقبلت مطارات مصراتة وزوارة ومعيتيقة أعداداً كبيرة من مقاتلي جبهة النصرة وداعش”.

وقال المحلل الليبي إن الخطر من ناحية تسلل عناصر مسلحة إلى ليبيا عبر تونس مازال قائما بسبب سيطرة حركة النهضة الإخونجية على مقاليد الأمور في الدولة التونسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى