منتخب فرنسي ينسحب من بطولة رياضية كان مقرر إقامتها في تركيا

في وقت تشهد فيه العلاقة بين باريس وأنقرة توتراً دبلوماسياً مرتبطاً بخلافات حول سوريا وليبيا وشرق المتوسط، قرر المنتخب الفرنسي للجمباز في بيان الجمعة انسحابه من بطولة أوروبا المقبلة المقررة في تركيا في ديسمبر المقبل،.

وقال رئيس الاتحاد الفرنسي للجمباز جيمس بلاتو في البيان إنه “بقدر ما أننا لسنا في وضع يمكننا من ضمان سلامة الوفد الفرنسي بشكل كامل، بدا لنا أكثر مسؤولية الانسحاب” من البطولة المرتقبة من 9 إلى 20 ديسمبر في مرسين بجنوب تركيا، بسبب المخاوف الناجمة عن تفشي فيروس “كوفيد-19″ و”التوترات الجيوسياسية الحالية بين فرنسا والنظام التركي”.

وازداد التوتر خصوصاً منذ أواخر أكتوبر، عندما دعا رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية متهماً نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه يعاني من “رهاب الإسلام” بسبب دفاعه عن حق نشر رسوم كاريكاتورية تُظهر النبي محمد.

واتّهم أردوغان ماكرون بقيادة “حملة كراهية” ضد الإسلام وشكّك في “صحته العقلية”.

وأوضح مدرب المنتخب كيفن روبو في البيان نفسه أنه “من الواضح أننا كنا على علم بهذه التوترات التي أضيفت إلى الأزمة الصحية، لكننا توقعنا من وزارة الخارجية والوزارة المكلفة بالرياضة، عناصر موضوعية تسمح لنا بالتراجع عن قرارنا بشكل نهائي”.

وسيكون لهذا القرار الصادر عن الاتحاد الفرنسي للجمباز عواقب على الرياضيين في ما يتعلق بأولمبياد طوكيو المؤجل حتى صيف العام 2021.

وأشار روبو إلى أن “البطولات الأوروبية كانت مرحلة تم تحديدها كخطوة أولى في التحضير للألعاب الأولمبية، وإلغاؤها يعطل جدول التحضير، ويجب أن نفكر على وجه السرعة في تحضير حدث مهم لمنتخباتنا خلال شهر ديسمبر”.

وسبق أن أعلنت روسيا وسويسرا وبريطانيا وألمانيا وهولندا وإسبانيا التغيب عن البطولة في تركيا، لأسباب تتعلق بالوضع الصحي فقط.

وفي إطار التوترات السياسية بين فرنسا وتركيا، ندّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبراً أنها “عنيفة وتتسم بالكراهية”، وتحدث مجدداً عن احتمال فرض عقوبات على أنقرة.

وقال لودريان لإذاعة “أوروبا 1” إنه “هناك الآن تصريحات عنيفة وتتسم بالكراهية يجاهر بها بانتظام الرئيس أردوغان وهي غير مقبولة”، في وقت يتصاعد التوتر الثنائي بين باريس وأنقرة.

وهدّدت تركيا الأربعاء بـ”ردّ حازم” على حلّ فرنسا جماعة “الذئاب الرمادية” التركية القومية المتطرفة، في قرار يثير توتراً جديداً بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

وتابع وزير الخارجية “ليست فرنسا وحدها المستهدفة، هناك تضامن أوروبي كامل بشأن المسألة – نريد بحزم شديد أن تتخلى تركيا عن هذا المنطق”.

وأضاف “إذا لم يحدث ذلك، فإن المجلس الأوروبي الذي يضم رؤساء دول وحكومات الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، قرر أنه سيتخذ التدابير اللازمة حيال السلطات التركية. ينبغي الآن على الأتراك أن يتخذوا الاجراءات اللازمة لتجنّب هذا الاتجاه”. وقال “هناك وسائل ضغط، هناك أجندة من العقوبات المحتملة”.

ويأتي هذا النزاع في خضمّ توتر دبلوماسي بين فرنسا وتركيا مرتبط خصوصاً بخلافات حول سوريا وليبيا وشرق المتوسط.

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى