منظمات دولية تحذر من وقف تمويل “الأونروا” واستخدام الجوع كسلاح لطرد الفلسطينيين

اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش”  اليوم الثلاثاء، إسرائيل باستخدام الجوع كسلاح لطرد وقتل سكان قطاع غزة، فيما حذرت 9 منظمات إغاثة في رسالة مشتركة من أن تعليق تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” يهدد حياة السكان في غزة والمنطقة.

وأفادت المنظمة، يوم الثلاثاء، بأن القطاع المحاصر يعاني نقصاً حاداً في إمدادات الطعام، وأن كمية المساعدات التي تصل قد انخفضت من متوسط 500 شاحنة قبل الحرب إلى أقل من 100 في الوقت الحالي.

وأوضحت أنه خلال المئة يوم الماضية وصلت فقط بين 50 و100 شاحنة مساعدات إلى شمال غزة، وأن هناك نقصاً حاداً في الغذاء والموارد في المنطقة.

وأكدت أن أكثر من نصف مليون فلسطيني يعانون الجوع والموت بسبب ظروف الشتاء القاسية ونقص الغذاء.

وتابعت المنظمة، أنه “في الوقت الحاضر، يعاني أكثر من نصف سكان غزة من مشكلة الجوع الحاد. وتواجه جميع سكان شمال غزة ظروف معيشية صعبة بشكل كبير”.

وأعربت 21 منظمة غير حكومية دولية، الثلاثاء، عن “استيائها” من إعلان 12 دولة تعليق تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا)”، في الوقت الذي يشهد قطاع غزة “كارثة إنسانية”.

وقالت 21 منظمة بينها “أوكسفام” Oxfam، و”أطباء العالم” Doctors of the World، و”سيف ذا تشيلدرن” Save the Children، و”المجلس الدنماركي للاجئين” Danish Refugee Council في بيان مشترك، إن “الأونروا” هي “المزوّد الرئيسي للمساعدات” في غزة والمنطقة، وإن وقف التمويل “سيؤثر على المساعدات الأساسية لأكثر من مليونَي مدني أكثر من نصفهم من الأطفال، وجميعهم يعتمدون على مساعدتنا”.

“كارثة إنسانية”

وتابعت المنظمات: “نشعر بالقلق والغضب العميقين لفكرة أن بعض المانحين الرئيسيين وافقوا على تعليق تمويلهم” للأونروا، فيما “تتفاقم الكارثة الإنسانية يوماً بعد يوم في غزّة”.

وذكّرت المنظمات أن “الأونروا” فقدت 152 من موظفيها لقوا حتفهم منذ بدء الحرب، فيما تضررت 141 من منشآتها بسبب القصف.

ونوّهت المنظمات إلى أن “مليون نازح فلسطيني لجأوا في 154 ملجأ لأونروا، أو على مقربة منها”، فيما واصلت الوكالة الأممية عملها “في ظروف شبه مستحيلة”، لتوفير الغذاء ومياه الشرب واللقاحات لسكان غزة.

وشددت المنظمات على أن “مواصلة تعليق التمويل من شأنها أن تجعلنا نشهد على الانهيار الكامل للاستجابة الإنسانية المحدودة بالأساس في غزة”، داعية الدول المعنية إلى “إلغاء تعليقها للتمويل”.

تعليق التمويل “يصرف الانتباه” عن الأزمة الإنسانية

وفي السياق، اعتبرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، أن الجدل القائم حول عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعدما اتهمت إسرائيل بعض موظفيها بالتورط في هجوم حماس في 7 أكتوبر، “يصرف الانتباه” عن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة حيث قُتل 26751 شخصًا منذ بداية الحرب.

وقال الناطق باسم المنظمة كريستيان ليندماير خلال إحاطة صحافية يومية في جنيف “لا يجب أن تمرّ الأفعال الإجرامية دون عقاب. لكن النقاش الحالي لا يؤدي إلّا إلى صرف الانتباه عمّا يحدث فعليًا كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة في غزة”.

وأضاف “دعونا لا ننسى المشاكل الحقيقية على الأرض”.

وذكّر ليندماير بأن المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس قد دعا المانحين إلى “عدم تعليق تمويلهم للأونروا في هذه الفترة الحرجة جدًا” لأن ذلك “لن يؤدّي إلّا للإضرار بسكان غزة الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة”.

وأسف ليندماير لأن يكون هذا النقاش حول الأونروا “رغم أهميته يصرف الانتباه عن القتلى البالغ عددهم 27 ألف تقريبًا 70% منهم من النساء والأطفال”.

وتابع الناطق “يصرف ذلك الانتباه عن أن شعبًا كاملًا محروم من الوصول إلى مياه الشرب والغذاء والملاجئ. يصرف ذلك الانتباه عن أن الكهرباء ممنوعة من الوصول إلى غزة منذ أكثر من مئة يوم”.

وأشار إلى أن ذلك “يصرف الانتباه كذلك عن أن شعبًا كاملًا يتعرض لقصف متواصل حتى في مناطق حُددت على أنها آمنة قبل فترة”.

وعلّقت الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفنلندا وهولندا وألمانيا واليابان والنمسا ورومانيا ونيوزلندا تمويلهم للأونروا على خلفية اتهامات إسرائيلية لـ12 موظفا بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى