موسكو تسلم واشنطن ردّها بشأن الضمانات الأمنية وتطرد نائب السفير الأمريكي

وتهدد بإجراءات عسكرية تقنية إذا لم تستجب الولايات المتحدة لمطالبها

طالبت روسيا بسحب الولايات المتحدة قواتها من وسط وشرق أوروبا ودول البلطيق، واشترطت تطبيق كييف لاتفاقيات مينسك من أجل خفض التصعيد، معتبرة أن عدم استعداد واشنطن للاتفاق معها سيدفعها للرد عبر إجراءات عسكرية تقنية، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن موسكو قامت بطرد نائب السفير الأمريكي لدى روسيا دون ذكر الأسباب.

ونشرت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الخميس، ردها على رسالة الولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية، حيث أكدت روسيا أن الإدارة الأمريكية لم تبد موقفا بناء من هذا الملف.

وذكرت الخارجية الروسية أنها سلمت رد موسكو على رسالة الولايات المتحدة بشأن ملف الضمانات الأمنية للسفير الأمريكي لدى روسيا، جون ساليفان، الذي زار اليوم الخميس مقر الوزارة لتلقي الوثيقة.

وجاء في نص الرد: “نؤكد على أن الجانب الأمريكي لم يقدم ردا بناء على المكونات الأساسية لمشروع الاتفاق مع الولايات المتحدة، الذي أعده الطرف الروسي، بشأن الضمانات الأمنية“.

التخلي عن توسع الناتو

وأوضحت وزارة الخارجية: “يدور الحديث عن التخلي عن استمرار توسع الناتو، وسحب ما يسمى بصيغة بوخاريست، التي تقول إن أوكرانيا وجورجيا ستصبحان عضوين في الناتو، وعدم إنشاء قواعد عسكرية في أراضي الدول التي كانت تدخل سابقا ضمن الاتحاد السوفييتي… هذه البنود لها أهمية أساسية بالنسبة إلى الاتحاد الروسي”.

وشددت الوزارة: “تثير الأنشطة العسكرية المتصاعدة للولايات المتحدة والغرب بالقرب المباشر من الحدود الروسية قلقا لا سيما في الوقت الذي يستمر فيه تجاهل خطوطنا الحمراء ومصالحنا الجذرية في مجال الأمن وكذلك الحق السيادي لروسيا في حمايتها”.

وأكدت الوثيقة أن “المطالب الموجهة بشكل الإنذارات بسحب القوات من مناطق معينة داخل الأراضي الروسية والتي ترافقها التهديديات بتشديد العقوبات غير مقبولة وتقوض آفاق التوصل إلى اتفاقات حقيقية”.

وحذرت روسيا في ردها من أن عدم استعداد الولايات المتحدة للتفاوض حول البنود الأساسية من الضمانات الأمنية سيدفعها إلى الرد.

رد عسكري وتقني

وقالت: “ستكون روسيا، في ظروف عدم استعداد الولايات المتحدة وحلفائها للتفاوض من أجل الاتفاق حول ضمانات صارمة وملزمة قانونيا لأمننا، مجبرة إلى الرد، بما في ذلك عن طريق اتخاذ إجراءات ذات الطابع العسكري التقني”.

وأكدت روسيا في ردها من جديد أنه “لا يجري هناك أي غزو روسي لأوكرانيا، الأمر الذي تتحدث عنه الولايات المتحدة مع حلفائها على المستوى الرسمي منذ خريف العام الماضي، ولا خطط لشنه”.

وأوضحت: “لهذا السبب لا يمكن تقدير المزاعم حول مسؤولية روسيا عن التصعيد إلا باعتبارها محاولة لممارسة الضغط وإزالة القيمة من مقترح روسيا حول الضمانات الأمنية”.

وقف توريدات الأسلحة إلى أوكرانيا

وشددت: “من بالغ الأهمية لخفض التصعيد حول أوكرانيا تنفيذ مجموعة من الخطوات التالية وهي إجبار السلطات في كييف على تطبيق مجموعة إجراءات مينسك (لتسوية الأزمة الأوكرانية) ووقف توريدات الأسلحة إلى أوكرانيا وسحب كل المستشارين والمدربين الغربيين من البلاد وتخلي دول الناتو عن أي تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات المسلحة الأوكرانية وسحب كل الأسلحة التي تم توريدها سابقا لكييف إلى خارج الأراضي الأوكرانية”.

ودعت روسيا “الولايات المتحدة والناتو إلى العودة لتنفيذ الالتزامات الدولية في مجال ضمان السلام والأمن”.

وأضافت: “ننتظر من أعضاء الحلف مقترحات ملموسة حول الفحوى والصيغ للتثبيت القانوني لتخلي الناتو عن مواصلة التوسع شرقا”.

حزمة واحدة

وبينت روسيا مع ذلك أن مقترحاتها حول الضمانات الأمنية تأتي في حزمة واحدة ويجب النظر فيها دون الفصل بين مكوناتها.

وتابعت: “وفي الوقت نفسه نلفت من جديد انتباه الطرف الأمريكي إلى أن روسيا اقترحت في الوثيقتين المعروضتين (حول الاتفاقين مع الولايات المتحدة والناتو) بشأن الضمانات الأمنية سلك سبيل التسوية الشاملة طويلة الأمد للأوضاع غير المقبولة، التي يستمر تشكلها في المنطقة الأوروبية الأطلسية”.

وأردفت: “يدور الحديث قبل كل شيء عن إنشاء أساس مستقر لهيكل الأمن بشكل اتفاق ينص على تخلي الناتو عن اتخاذ أي إجراءات لاحقة تضر أمن روسيا. هذا الأمر لا يزال ضرورة مطلقة ثابتة بالنسبة إلينا”.

وحذرت روسيا: “في ظروف غياب مثل هذه القاعدة المتينة لن تكون الإجراءات المترابطة للسيطرة على الأسلحة وخفض المخاطر العسكرية، التي تضمن ضبط النفس والقابلة للتنبؤ في الأنشطة العسكرية في اتجاهات منفردة، ثابتة على المدى الطويل حتى في حال التمكن من التوصل إليها”.

طرد المسؤول الثاني في السفارة الأمريكية

وفي سياق آخر، طردت موسكو المسؤول الثاني في السفارة الأميركية لدى موسكو، وبحسب وزارة الخارجية الأميركية فإن روسيا لم تقدم تفسيرا لقرارها الخاص بطرد نائب السفير بارت غورمان.

وقال متحدث “إجراء روسيا ضد نائب رئيس البعثة غير مبرر ونعتبره خطوة تصعيدية ونبحث الرد عليه”.

وأثار تبادل إطلاق النار بين أوكرانيا وانفصاليين تدعمهم روسيا داخل أوكرانيا في وقت مبكر من صباح الخميس المخاوف من اندلاع حرب.

وحذر مسؤولون غربيون مرارا من أن موسكو قد تحاول إيجاد ذريعة لتبرير غزوها وقالوا إنهم يعتقدون أن هذا السيناريو يتكشف الآن.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد للصحفيين: “الأدلة على الأرض تشير إلى أن روسيا تتجه نحو غزو وشيك. هذه لحظة حاسمة”.

وفي مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن: “نراهم يدفعون بالمزيد من الطائرات القتالية وطائرات الدعم. نراهم يكثفون استعدادهم في البحر الأسود. الأكثر من ذلك أننا نراهم يقومون بتخزين إمدادات الدم”.

وأضاف أوستن: “لقد كنت جنديا حتى وقت ليس ببعيد. أعرف بشكل مباشر أن هذه الأشياء لا تحدث دون أسباب.. ولا أحد يفعل ذلك لو كان يستعد لحزم أمتعته والعودة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى