موسكو تعلن أن مقترحات الضمانات الأمنية التي قدمتها للغرب لم تعد قائمة

وتحذر من انضمام السويد وفنلندا المحتمل لحلف "الناتو"

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن المقترحات التي تقدمت بها موسكو إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو بهدف وضع نظام ضمانات أمنية متبادلة للحفاظ على الأمن في القارة الأوروبية لم تعد قائمة.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في حوار مع القناة الأولى الروسية اليوم السبت: “لا أستطيع القول إن المقترحات التي تحدثتم عنها لا تزال قائمة، لأن التوازن تغير جذريا والوضع حاليا مختلف تماما، والمهمة تكمن الآن في ضمان تحقيق الأهداف التي طرحتها قيادتنا قبل بدء العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا)، وهذه الأهداف أعلنت مرارا ومعروفة جيدا”.

ولفت الدبلوماسي الروسي إلى أن مستقبل هيكل أمن أوروبا ونظام الرقابة على التسلح يتوقف على مدى استعداد الغرب بقيادة الولايات المتحدة للتعاون مع موسكو في هذا الشأن.

وقال: “اتخذنا خطوات ملموسة جدا بغية الحفاظ على هيكل أمن أوروبا ومنعه من الانهيار نتيجة للنهج الإجرامي غير المسؤول إطلاقا الذي يتبعه النظام الحالي في كييف ورعاته الغربيون بقيادة الولايات المتحدة”.

وأعرب ريابكوف عن استعداد وسعي روسيا إلى استئناف الحوار مع الولايات المتحدة بشأن الاستقرار الاستراتيجي، بالإضافة إلى التعاون ضمن إطار معاهدة “ستارت 3” الخاصة بتخفيض الأسلحة النووية، مضيفا: “يتوقف كل شيء على واشنطن”.

وحمل نائب الوزير واشنطن المسؤولية عن “تسميم الأجواء في المنصات الدولية”، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة لا تزال مستمرة رغم التوترات الحالية.

عواقب خطرة لانضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو

وفي سياق آخر، اعتبرت روسيا أن انضمام السويد وفنلندا المحتمل إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” سيؤدي إلى عواقب عسكرية وسياسية خطرة، محذرة من أن ذلك سيتطلّب اتخاذ إجراءات انتقامية.

يأتي ذلك بعدما بدّدت رئيسة الوزراء السويدية، ماجدالينا أندرسون، تكهنات بشأن محاولة بلدها قريباً الانضمام إلى الحلف، معتبرة أن ذلك قد يفاقم التوتر في أوروبا، وفقاً لما أوردته وكالة “بلومبرغ”.

واستبعدت فنلندا والسويد فكرة السعي لعضوية الحلف قريباً، لكن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أحيا نقاشاً في هذا الصدد، وبات الرأي العام في البلدين مؤيّداً لهذه الخطوة. وأرسلت فنلندا والسويد، اللتان تلتزمان بسياسة عدم الانحياز، شحنات من الأسلحة إلى أوكرانيا، اعتُبرت سابقة.

صربيا غير راغبة بالانضمام للناتو

من جانبه، أكد رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش عدم نية بلغراد الانضمام إلى الناتو، مضيفا أن عمليات القصف الجوي التي تعرضت لها بلاده من قبل حلف شمال الأطلسي عام 1999 كانت عدوانا.

وجاءت تصريحات فوتشيتش أثناء زيارته اليوم السبت لبلدة يقطن فيها نازحون من جمهورية كرايينا الصربية السابقة (غير المعترف بها) في كرواتيا، وذلك في إطار حملته الانتخابية: “يقول خصومنا إن علينا الانضمام إلى الناتو. أما أنا فأرد عليهم وأقول: لا ينبغي لنا أن ننضم إلى الناتو لأن لدينا جيشنا الذي يحمي أرضنا وسماءنا.. بالقرب من هنا قتلوا ميليتسا راكيتش (الطفلة التي قتلت جراء قصف الناتو). قريبا سنحيي ذكرى العدوان ولن نشكك بل سنسميه عدوانا وليس تدخلا أو حملة”.

وتابع الرئيس الصربي: “من بالغ الأهمية الحفاظ على السلام والاستقرار. لن أتحدث عن ضغط سياسي فإني أعرف أنكم أيضا تشعرون به. الهستيريا تسود في العالم الآن لكن صربيا لن تحظر موسيقى تشايكوفسكي أبدا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى