نتنياهو وافق سراً على بيع مقاتلات F35 للإمارات

نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم الجمعة، عن مسؤولين مشاركين في المحادثات المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، أن نتنياهو وافق سرا في المحادثات التي سبقت توقيع اتفاقية التطبيع بين بلاده والإمارات، على بيع الولايات المتحدة مقاتلات شبح من طراز F35s وEA-18G إلى الإمارات.

وصرّح مسؤولون في الإمارات، بأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، سيُتيح لها امتلاك إف-35، وهو ما دفع أوساطا إسرائيلية إلى انتقاد نتنياهو، “لعدم المحافظة على تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة”.

لكن جاريد كوشنير، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد وصهره، قال إن بإمكان بلاده، منح إف-35 للإمارات، والحفاظ على التفوّق الإسرائيلي في الشرق الأوسط، في ذات الوقت.

وذكرت تقارير أن الإمارات ألغت اجتماعا ثلاثيا كان مقررا مع الولايات المتحدة وإسرائيل، احتجاجا على معارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صفقة المقاتلات “إف 35” المعلقة بين واشنطن وأبوظبي.

ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن ثلاثة مصادر مطلعة (لم يسمها) قولها إن “سبب الإلغاء هو عدم رضا أبو ظبي عن معارضة نتنياهو العلنية لصفقة “إف-35″ مع واشنطن”.

وأوضحت المصادر أنه “بعد أيام فقط من إعلان إسرائيل والإمارات عن اتفاق تطبيع تاريخي، كان هناك بالفعل تصاعد في التوترات بين الطرفين”.

ونفى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”، الذي أفاد بأنه وافق سرا على تزويد الإمارات بمقاتلات الشبح المتطورة إف-35، على الرغم من أنه أعرب عن معارضته لذلك بالعلن.

ورد ديوان نتنياهو على التقرير قائلا: “تكرار الادعاء الكاذب ضد رئيس الحكومة نتنياهو لا يجعله صحيحا”، وفقا لموقع “آي 24 نيوز”.

وأضاف “رئيس الحكومة نتنياهو لم يمنح في أي لحظة من المحادثات بين إسرائيل والولايات المتحدة، والتي أدت إلى انفراج تاريخي مع الإمارات العربية المتحدة في 13 أغسطس / آب، موافقة إسرائيل على بيع أسلحة متطورة للإمارات”.

وكانت صفقة F-35 قيد المناقشة لبعض الوقت، وقال مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن صفقة التطبيع تزيد من احتمالية إتمامها، مع الاعتراف بالتزامهم بضمان التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة، بحسب المصدر نفسه.

وتمثل صفقة إف-35 أولوية قصوى بالنسبة لدولة الإمارات، التي رأت أنها مرتبطة باتفاقية التطبيع مع إسرائيل.

وأوضحت المصادر أن “أبوظبي كانت ترى أن تحفظات نتنياهوعلى صفقة إف-35، لن تبث بشكل علني، لاسيما بعد دخولها اتفاق التطبيع”.

وأضافت أن “الإمارات شعرت أن تصريحات نتنياهو، التي تشير إلى أنه ليس على علم بالصفقة المذكورة والإصرار على معارضته لها، تنتهك التفاهم الجديد بينهما”.

وغضب الإماراتيون بشكل خاص من رئيس الوزراء الإسرائيلي لأنه أبلغ أعضاء حكومته أنه سيثير مخاوفه بشأن الصفقة مع أعضاء الكونغرس، وبالتالي قرروا توجيه رسالة بهذا الخصوص، بحسب “أكسيوس”.

وصرح وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن اتفاق بلاده على تطبيع العلاقات مع إسرائيل يجب أن يزيل “أي عقبة” أمام الولايات المتحدة من أجل بيع مقاتلات إف-35 لأبو ظبي.

وباعت الولايات المتحدة الطائرة لحلفاء منهم تركيا وكوريا الجنوبية واليابان وإسرائيل لكن بيعها لبلد عربي يستلزم مراجعة أعمق نظرا للسياسة الأمريكية التي تقوم على احتفاظ إسرائيل بتفوق عسكري في الشرق الأوسط.

وقال قرقاش في مقابلة عبر الإنترنت مع مؤسسة (المجلس الأطلسي) البحثية إن طلبات الإمارات مشروعة ويجب أن تحصل على المقاتلات مضيفا أن فكرة حالة الحرب أو الحرب مع إسرائيل لم تعد قائمة لكنه أوضح أن الإمارات لم تتقدم بأي طلبات جديدة للأمريكيين منذ الاتفاق مع إسرائيل.

وعبر البلد الخليجي، وهو أحد أوثق حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، منذ فترة، عن اهتمامه بشراء الطائرة المقاتلة التي تنتجها شركة “لوكهيد مارتن” واستخدمتها إسرائيل في القتال.

وقال مصدر بالقطاع لرويترز، إن الولايات المتحدة تدرس بيع الطائرة إف-35 للإمارات في اتفاق جانبي بجانب الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي.

لكن أي اتفاق لبيع إف-35 قد يستغرق سنوات من المفاوضات والتسليم، في حين يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إسرائيل ستعارض مثل هذه الصفقة مشيرا إلى الحاجة للحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي بالمنطقة.

وتضمن واشنطن حصول إسرائيل على أسلحة أمريكية أكثر تقدما من الدول العربية لتمنحها ما تصفه “بالتفوق العسكري النوعي” على جيرانها.

وقال قرقاش، إن الإمارات تتوقع قبول طلباتها وإنها تشعر بأن أي عقبة تجاه شراء الطائرة ينبغي أن تزول بتوقيع الاتفاق مع إسرائيل في الأسابيع أو الشهور المقبلة.

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى