نتنياهو يهدد بتوسيع الحرب ويستعد “لسيناريوهات في مناطق أخرى”

رد إيراني مرتقب على تل أبيب وموسكو تدعو لضبط النفس

وسط توقعات متزايدة لضربة إيرانية وشيكة تستهدف مصالح إسرائيلية رداً على استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، قال رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، الخميس، إن إسرائيل تواصل حربها في قطاع غزة لكنها مستعدة أيضاً لسيناريوهات في مناطق أخرى.

وأضاف نتنياهو في تعليقات نشرها مكتبه بعد زيارة قام بها لقاعدة جوية لمقاتلات F-15 في جنوب إسرائيل “مستعدون للوفاء بالمتطلبات الأمنية لدولة إسرائيل دفاعاً وهجوماً”.

وتابع: “هذه أوقات صعبة. نحن في وسط حرب غزة ونواصلها بكل قوتنا. بالإضافة إلى ذلك، نواصل جهودنا لعودة المحتجزين، ولكننا نستعد لتحديات على جبهات أخرى”.

وأسطول مقاتلات F-15 هو السلاح الرئيسي لإسرائيل لشن هجمات بعيدة المدى، وفق صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

وقال نتنياهو: “نحن نضع مبدأً بسيطاً: أي شخص يضربنا سنضربه”، في إشارة إلى التهديد الإيراني بشن هجمات ضد إسرائيل. وتابع: “نحن جاهزون للوفاء بمسؤولياتنا تجاه أمن إسرائيل، دفاعاً هجوماً”. ووجه حديثه إلى الطيارين قائلاً: “أنا وإسرائيل كلها نثق بكم”.

ضربة إيرانية كبيرة

وجاءت كلمة نتنياهو وسط حالة تأهب في المنطقة تحسباً لضربة إيرانية كبيرة، قالت مصادر أميركية مطلعة إنها “وشيكة” ضد إسرائيل، رداً على استهداف قنصلية طهران في دمشق مطلع أبريل.

ورجحت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن يتم الهجوم المحتمل، الذي قد تستخدم فيه صواريخ عالية الدقة، خلال “الأيام المقبلة”.

وذكر مصدر أن “ثمة اعتقاد، بناءً على تقييمات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، أن الأمر هو مسألة وقت، وليس مجرد احتمالية”.

والأربعاء، قال مرشد إيران علي خامنئي، إن إسرائيل “ستُعاقب” بعد الضربة التي دمّرت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، معتبراً أن الأخيرة “ارتكبت خطأً” بهجومها على القنصلية، بينما هدد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بالرد في الأراضي الإيرانية، إذا شنت طهران هجوماً على إسرائيل.

وقال خامنئي خلال خطبة صلاة عيد الفطر في طهران، إن “الكيان الخبيث أخطأ في الهجوم على قنصليتنا، وعليه أن يعاقب وسينال العقاب على ذلك”، حسبما نقلت عنه وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية.

وبعد دقائق على نشر نص كلمة خامنئي، كتب وزير الخارجية الإسرائيلي على منصة “إكس” باللغتين الفارسية والعبرية،  “إذا شنت إيران هجوماً من أراضيها سترد إسرائيل في داخل إيران”.

محاكاة لهجوم على إيران

وفي الإطار، قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن الجيش أجرى تمريناً هجومياً بالتعاون مع قبرص في الأيام الأخيرة للتدرب على الهجمات بعيدة المدى.

وقالت الإذاعة إنه وفي إطار الاستعداد المتزايد في المؤسسة الأمنية لاحتمال الرد الإيراني، والذي قد يتبعه أيضاً رد إسرائيلي على الأراضي الإيرانية، يقوم سلاح الجو بتكثيف استعداداته.

وأوضحت أنه في الأيام الأخيرة، تم تنفيذ تدريب مشترك مع الجيش القبرصي في الأجواء القبرصية، تحاكي عملية جوية وهجوم على هدف بعيد، مشيرة إلى أنه تم بناء التمرين لمحاكاة “هجوم في إيران”.

وأضافت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القوات الجوية الإسرائيلية ركزت خلال الأشهر الستة الماضية بشكل أقل على التدريب، وأكثر على “مناطق الحرب”، معتبرة أن القوات الجوية “تعود الآن إلى استثمار الجهود والموارد في القضية الإيرانية أيضاً”.

ونقلت الإذاعة عن مسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيلي قولهم “إن الجيش مستعد للعمل في أي ساحة، ونحافظ على قدرات مستقلة للعمل بمفردنا – لا نعتمد على أي أحد”.

ضبط النفس

ودعت موسكو الخميس إيران وإسرائيل إلى ضبط النفس، وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين “من المهم جداً أن يمارس الجميع ضبط النفس لتجنّب زعزعة استقرار المنطقة غير المستقرة أصلاً”.

وأوضح بيسكوف أنه لم يتم التواصل مع روسيا لتكون وسيطاً محتملاً بين البلدين، بين البلدين.

وقالت وزارة الخارجية الألمانية الخميس، إن الوزيرة أنالينا بيربوك ناقشت “الوضع المتأزم”، في الشرق الأوسط مع نظيرها الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

ودعت الوزيرة جميع الأطراف إلى “التصرف بمسؤولية والتحلي بضبط النفس”، محذرة من أن المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط “ليس من مصلحة أحد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى