نجاة رئيس الوزراء السوداني من محاولة إغتيال

طمأن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك الشعب السوداني أنه بخير بعد تعرضه لمحاولة إغتيال عبر تفجير استهدف موكبه في الخرطوم.

وقال من خلال تدوينة على صفحته بفيسبوك جاء فيها:

“أطمئن الشعب السوداني أنني بخير وصحة تامة. ما حدث لن يوقف مسيرة التغيير ولن يكون إلا دفقة إضافية في موج الثورة العاتي، فهذه الثورة محمية بسلميتها وكان مهرها دماء غالية بذلت من أجل غدٍ أفضل وسلام مستدام”.

وأكد التلفزيون السوداني أن حمدوك نُقل إلى مكان آمن. بدوره طمأن مجلس الوزراء السوداني “الشعب والعالم بأن رئيس الوزراء بخير”.

وقام الأمن السوداني بتطويق موقع محاولة اغتيال حمدوك وبدء التحقيق في التفجير. وأكد التلفزيون السوداني أن جميع القوات الأمنية المعنية تحقق بمحاولة اغتيال حمدوك.

وأظهرت صور سيارتي دفع رباعي في أحد الشوارع وقد لحقت بهما أضرار. كما تضررت سيارة أخرى بشدة في الانفجار. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

قال شهود عيان إن الهجوم وقع قرب المدخل الشمالي لجسر كوبر الذي يربط شمال العاصمة بوسطها حيث يقع مكتب حمدوك. وأشاروا إلى أن الموكب استُهدف على ما يبدو من منطقة مرتفعة. وأفادت مراسلة قناتي “العربية” و”الحدث” بأن الأنباء تشير لانفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارة انفجرت أثناء مرور سيارة حمدوك.

من جهتها، قالت الإذاعة السودانية الرسمية “راديو أم درمان”: “تعرض رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك لمحاولة اغتيال حيث تعرض موكبه لإطلاق نار وتفجير وتم نقل حمدوك إلى المستشفى”.

وكان حمدوك متوجها من منزله إلى مقر عمله عند محاولة الاغتيال، حسب ما أكده التلفزيون السوداني الذي أضاف أن أي مسؤول لم يكن يرافق رئيس الوزراء عند وقوع محاولة الاغتيال. ووقع التفجير حوالي الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي في الموعد الذي يتجه فيه حمدوك لمكتبه عادة، حسب وكالة الأنباء السودانية.

وأكد مدير مكتبه علي بخيت على حسابه في “فيسبوك” أن أحداً لم يصب في الانفجار. بدوره، نقلت وكالة الأنباء السودانية عن “مصادر مطلعة” تأكيدها أن رئيس حمدوك بخير وبصحة جيدة وفي موقع آمن. وأكدت مراسلة قناتي “العربية” و”الحدث” أن رئيس الوزراء سيزاول مهامه اليوم وسيتوجه إلى القصر الرئاسي في وقت لاحق من اليوم.

وكانت زوجة رئيس الوزراء منى عبد الله قد أعلنت عن تعرض سيارة زوجها للتفجير، مؤكدة أن “حمدوك بخير ولم يصب بشيء”. وأضافت: “إذا ذهب حمدوك سيأتي ألف حمدوك من بعده”.

من جهته، كتب خالد عمر الأمين العام لـ”حزب المؤتمر السوداني” على حسابه في “تويتر”: “محاولة اغتيال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك هي حلقة جديدة من حلقات التآمر للانقلاب على الثورة السودانية”. وأضاف: “وحدة وتماسك القوى الشعبية التي أنجزت الثورة هو حائط الصد لحماية السلطة المدنية، يجب أن لا يثنيا الإرهاب عن ذلك”.

بدوره، قال “تجمع المهنيين السودانيين على فيسبوك” نقلاً عن “قوى الحرية والتغيير” إن “الهجوم الإرهابي على موكب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك يشكل امتداداً لمحاولات قوى الردة للانقضاض على الثورة السودانية وإجهاضها”. وأضاف: “في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ ثورتنا نؤكد أن قوة الشعب وحدها هي التي ستجهض محاولات الانقضاض على الثورة”.

ودعا التجمّع السودانيين في العاصمة “للخروج في مواكب والتوجه لساحة الحرية لإظهار وحدتنا وتلاحمنا الذي لا تضاهيه قوة”. وأضاف: “ندعو كل أبناء وبنات البلاد في كل أرجاء الوطن للخروج في مواكب حماية السلطة الانتقالية وإكمال مهام الثورة”.

من جهته، كتب مني أركو مناوي رئيس حركة “جيش تحرير السودان” والأمين العام لـ”قوى نداء السودان” على حسابه في “تويتر” إن استهداف حمدوك “يُعتبر مؤشراً خطيراً جداً وبداية لأزمة الإرهاب تضاف للأزمات القائمة ويجب محاربتها بالحسم السريع”.

من جانبه، كتب السفير البريطاني لدى السودان عرفان صديق على حسابه في “تويتر”: “شعرت بصدمة عندما تلقيت نبأ الانفجار الذي استهدف موكب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك صباح اليوم. تحدثت إلى مكتب حمدوك وشعرت بالارتياح بعد الحصول على تأكيد على أنه وفريقه بخير ولا توجد إصابات. هذا حادث يبعث على القلق الشديد ويجب التحقيق فيه بشكل كامل”.

بدورها، أكدت السفارة الأميركية مواصلة واشنطن دعم الحكومة الانتقالية والتضامن مع شعب السودان”.

وعُين حمدوك رئيسا لوزراء السودان في أغسطس/آب من العام الماضي، بعد أن أدت احتجاجات إلى إقصاء الرئيس عمر البشير في إبريل/نيسان الماضي واستبداله بحكومة يقودها مدنيون.

وكان حمدوك قد أكد مؤخراً أن الحكومة ستتعاون مع جهود المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة المطلوبين في جرائم حرب وإبادة جماعية خلال نزاع دارفور.

وبعد حوالي عام من الإطاحة بالبشير، تواجه البلاد أزمة اقتصادية طاحنة. بلغ معدل التضخم 60%، والبطالة 22.1% في عام 2019، وفقا لصندوق النقد الدولي.

قالت الحكومة إن 30% من الشباب السوداني، الذي يشكل أكثر من نصف السكان البالغ، وعددهم 42 مليون نسمة، بدون وظائف.

 

الأوبزرفر العربي- الخرطوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى