هؤلاء قادتها في اوروبا.. لماذا قسم “الإخوان” العالم إلى 7 مناطق؟

76 فرعاً هي فروع جماعة الإخوان في العالم حالياً، وهناك محاولات حثيثة من الجماعة لتشكيل وافتتاح فروع لها في كافة الدول، تمهيدا لأستاذية العالم التي نادى بها قادة الجماعة منذ عهد حسن البنا وحتى الآن.
قبل الربيع العربي، كانت جماعة الإخوان تسعى لزيادة قوتها سياسيا وتنظيميا وماليا، استعدادا لتنفيذ خطة القفز على الحكم، في بعض الدول، وهي الخطة التي كانت تعمل عليها منذ نشأتها في العام 1928 على يد حسن البنا في مدينة الإسماعيلية بمصر.
بسبب الضربات الأمنية المتتالية والأزمات التي مرت بها الجماعة في مصر وغيرها من الدول كانت الجماعة تعيد تشكيل صفوفها بمسميات جديدة، ودفعتها الظروف أحيانا للانضواء في تحالفات سياسية مع قوى وكيانات سياسية تختلف معها جذريا من أجل الوصول للسلطة والبرلمان، ولتفادي الضربات الأمنية المتلاحقة، مثلما حدث في مصر في الثمانينات مع حزبي الوفد والعمل، لكن بعد ثورات الربيع العربي، وما تلاها من تداعيات، أدت لتوجيه ضربات قاصمة للجماعة، كادت تدفع بها لنقطة الصفر من جديد، عاد الإخوان ليعيدوا تشكيلاتهم وبمسميات جديدة.
ويكشف ماهر فرغلي الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي أن هناك محاولات منظمة وممنهجة من الجماعة للعمل من جديد تحت أسماء مختلفة وواجهات عديدة، مع تغيير هيكلها القديم ليتماشى مع تلك التغييرات، مضيفا أن التنظيم الدولي للإخوان وفي سبيل ذلك اعتمد على عدة محاور هي التنظيم الميداني والجمعيات والمساجد والهيئات التعليمية والدينية والمؤسسات الخيرية والإنسانية، والتنظيم النسائي والشباب.
ويقول فرغلي إن التنظيم الدولي عقد اجتماعا في تركيا في يناير من العام 2013، أقر فيه تسمية أعضاء الهيكل الجديد، مع توسيع مجلس شورى التنظيم والتوسع لتمثيل المناطق ذات الثقل، والتعرف على أفكار ورؤى الدول والمؤسسات والشخصيات المهمة، مع تقديم بعض الشخصيات الإخوانية كرموز على الساحة العالمية، والعمل على إنشاء جماعات ولوبي ضغط بالتعاون مع بعض مؤسسات الغرب، مشيرا إلى أنه صدر عقب هذا الاجتماع قرار في أول مايو 2013، بتوسيع المكتب العالمي، وتفعيل تقسيم المناطق، والتنسيق مع الجماعات الإسلامية المختلفة.
بعد ذلك -كما يكشف فرغلي- قرر التنظيم الدولي للإخوان أن يبدأ خطته الجديدة، وأن يستكمل ما يسمى بالهيئة الإسلامية الجامعة التي تمثل الجماعة وفروعها، وتقرر تقسيم المناطق إلى 7 مناطق، الأولى تضم شمال إفريقيا وتتكون من مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، والثانية تضم دول أوروبا ،والثالثة تضم دول أميركا الشمالية واللاتينية وكندا، والرابعة شرق آسيا والباسفيك، والخامسة وسط آسيا، والسادسة اليمن والخليج وإيران وأفغانستان، والسابعة والأخيرة دول الشام، فيما تقرر تعيين مشرف خارجي على كل منطقة، مع استحداث وسائل جديدة للتواصل بين كل تلك المناطق.
خطة مواجهة الفرع المصري للنظام
عقب سقوط حكم الإخوان في مصر وعزل الرئيس السابق محمد مرسي اجـتمع عدد من أعضاء التنظيم الدولي للإخوان في إسطنبول بتركيا في يوليو من العام 2013، وكان مقرر الجلسة هو التونسي راشد الغنوشي نائب الأمين العام للتنظيم الدولي، وخلال ذلك الاجتماع أقر التنظيم الدولي خطة مواجهة الفرع المصري للنظام المصري الجديد، وإقرار السياسة الجديدة للجماعة وهي تحول الإخوان إلى نظام بلا تنظيم خاصة بأوروبا وأميركا ودول الخليج العربي.
وكشف فرغلي عن بعض الأسماء التي شاركت في هذا الاجتماع وهم محمود حسين الإبياري، علي محمد أحمد جاويش،وإبراهيم المصري، المراقب العام لتنظيم الإخوان في لبنان، وعلي باشا عمر حاج، الـمراقب العام لتنظيم الإخوان في القرن الإفريقي، ومحمد رياض شقفة الـمراقِب العام لتنظيـم الإخوان في سوريا، ومحمد فرج أحمد، القيادي في تَنظيم الإخوان في كردستان، وزياد شفيق مـحـيـسن الراوي، الـمراقب في تنظيم الإخوان العراقي، وهو طبيب معروف عاش لسنوات في لندن، وشيخان عبدالرحمن محمد الدبعي، القيادي في تنظيم الإخوان اليمني، ومحمد الهلالي النائب الثاني لرئيس حركة التوحيد والإصلاح الـمغربية.
وتضمنت الخطة الجديدة -وفق ما يقول الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي -جعل الجماعة كتيار واتجاه عام بلا تنظيم تفاديا لأي ضربات أو ملاحقات أمنية أو قانونية، ولذلك شهدت الساحة الأوروبية انفصال اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا عن التنظيم الدولي للإخوان، بعد مراجعات قام بها التونسي عبدالله بن منصور، وتسببت هذه المراجعات في خلافات حادة بين الجناح القطبي في اتحاد المنظمات الإسلامية بزعامة المغربي شكيب بن مخلوف والعراقي أحمد الراوي، والفلسطيني أنس التكريتي، أدت إلى تعيين التونسي سمير الفلاح أمينا جديدا.
مراقب الجماعة في أوروبا
التنظيم الميداني للإخوان، يقوده الآن سمير فلاح مراقب الجماعة في أوروبا، ويقيم في ألمانيا، أما الشأن الديني والاجتماعي للجماعة في أوروبا فيقوده أحمد الراوي، وأنس التكريتي من بريطانيا، وأحمد جاب الله، وأبوبكر عمر، وعمر الأصفر، وفؤاد العلوي من فرنسا، ومصطفى الخراقي ومحمد الخلفي، وشكيب بن مخلوف بالسويد، وعماد البراني، ومحمد كرموص بسويسرا.
ويقول فرغلي إن التنظيم النسائي والشبابي للجماعة في أوروبا يسيطر عليه أبناء وزوجات القادة بالجماعة، ومنهم على سبيل المثال نوره جاب الله، القيادية في المنتدى الأوربي للمرأة المسلمة، زوجة أحمد جاب الله، تونسي، أما محور العلاقات العامة والإعلام فهو مكون من شخصيات غير معروفة تنظيمياً، منها على سبيل المثال فاروق مسهل، عضو ما يعرف باسم المجلس الثوري المصري، وسها الشيخ، ونهال أبو ستيت، ومحمد حمدان، شقيق أسامة حمدان، مسؤول العلاقات الدوليّة في حماس، وأحد مؤسسي المجلس النرويجي عام 1993.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى