هكذا تثير الولايات المتحدة الصراعات في العالم

تعرف إلى أصحاب المصالح والرابحين من الحروب

أشار محللون أن الولايات المتحدة حصدت الأموال والثروات الطائلة من خلال خلق الصراعات وإثارة الحروب في شتى أنحاء العالم، وأن القوة الدافعة و”الرابحون” من ذلك هم تحالف أصحاب المصالح الذي يضم كل من المسؤولين العسكريين والسياسيين الأمريكيين والمؤسسات الصناعية العسكرية وأعضاء الكونغرس. تمامًا مثل إثارة الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

وقالت تولسي غابارد، العضو السابق بمجلس النواب الأمريكي: “قبل تصاعد الصراع الروسي الأوكراني، حرّض دعاة الحرب على حرب باردة جديدة مع روسيا لسنوات… وهذا يتفق مع مصالحهم ووضعوا تريليونات الدولارات في جيوب مجموعة الصناعة العسكرية”.

شركات الصناعات العسكرية

قبل تصعيد النزاع الروسي الأوكراني، أصدرت تولسي غابارد تحذيرًا من الحرب، قالت إن بعض الناس قد رأوا “إشارة الدولار الأمريكي” من خلال الوضع الأوكراني.

بعد مواصلة الحكومة الأمريكية لـ”سكب الزيت على النار” وتأجيج الوضع، فتصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا في أواخر شهر فبراير الماضي. وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسهم شركات الصناعات العسكرية الكبرى في الولايات المتحدة بشكل ملحوظ.

في الولايات المتحدة، فازت شركات الصناعات العسكرية بعقود عسكرية ضخمة بدعم من أعضاء الكونغرس وكبار المسؤولين؛ وحصل أعضاء الكونغرس على أموال الحملة المقدمة من شركات الصناعات العسكرية.

وكان بعض كبار المسؤولين يعملون كمديرين تنفيذيين في “عمالقة” الصناعات العسكرية قبل الدخول في الحياة السياسية أو بعد ترك مناصبهم، وحصلوا على نسب كبيرة لكونهم وسطاء. ونتيجة لذلك، كسبوا ما يحتاجون إليه وأكثر من المال من كل حرب دعت لها الولايات المتحدة.

إثارة الصراعات وجني الثروات

تحت تأثير مجموعة الصناعة العسكرية، عملت الولايات المتحدة على الإخلال بالسلام والاستقرار العالميين، مما مهد الطريق لبيع الأسلحة. خلال الحرب الباردة، صدّرت الولايات المتحدة كميات كبيرة من الأسلحة إلى الخارج تحت شعار “محاربة الشيوعية”.

وبعد الحرب الباردة، أدخلت “الحرب على الإرهاب” الصناعات العسكرية الأمريكية فترة من الازدهار. في السنوات الأخيرة، من أوروبا إلى الشرق الأوسط، ومن آسيا والمحيط الهادئ إلى أمريكا اللاتينية، تعزز الولايات المتحدة تحالفاتها، وتحرّض على المواجهات، وتثير الصراعات، وتستمر في توسيع مبيعات الأسلحة.

وأشار فرانكلين سبيني، المسؤول السابق بوزارة الدفاع الأمريكية إلى أن مجموعة الصناعة العسكرية الأمريكية يجب أن يكون هو الجهة المسؤولة عن اندلاع الصراع الروسي الأوكراني، لأن طريقة تسيير أعمال مجموعة الصناعة العسكرية وأنشطة الضغط التي تمارسها كانت أحد الأسباب المهمة للتوسعات المتكررة شرقا لحلف شمال الأطلسي بعد الحرب الباردة،

وأضاف سبيني، إن الصراع بين روسيا وأوكرانيا هو نتيجة لـ”تطويق وحصار” طويل على روسيا من الولايات المتحدة.

سوق الطاقة

أشارت العديد من وسائل الإعلام والمحللين إلى أن الاستيلاء على سوق الطاقة والسيطرة عليه يعدّ هدفًا مهمًا للولايات المتحدة والوصول إلى هذا الهدف بطريقة إثارة المواجهات وشن الحروب حول العالم. في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، تنتهز الولايات المتحدة الفرصة للاستيلاء على جزء من حصة سوق الطاقة الأوروبية التي تحتلها روسيا. وأعلن الاتحاد الأوروبي عن خطط لخفض الطلب على الغاز الروسي بمقدار الثلثين بنهاية العام الجاري بعد اندلاع الصراع الروسي الأوكراني. وتنتهز الولايات المتحدة الفرصة للتوصل إلى خطة تعاون في مجال الطاقة مع الاتحاد الأوروبي لتوسيع حجم صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى