هكذا تصرف إخونجية اليمن لإطالة أمد الحرب وإشعال الأوضاع في الجنوب

صفقات من تحت الطاولة مع الحوثيين وتسليم مناطق واسعة شمال وشرق البلاد

حمّل العديد من الباحثين والسياسيين في اليمن، حزب التجمع اليمني للإصلاح التابع لتنظيم الإخونجية، الذي تدعمه قطر وتركيا المسؤولية الكبرى عن الإخفاقات العسكرية في الجبهات، وكذلك الأزمات الاقتصادية وإطالة أمد الحرب عن طريق التفاهمات مع جماعة “أنصار الله”، علاوة على إشعال الأوضاع في الجنوب.

ويرى المحلل السياسي اليمني، صلاح بن لغبر، أن مشكلة حزب الإصلاح أو نهجه لا يختلف عن نهج الجماعة الأم من حيث الإقصاء ومحاولة أخونة كل شيء.

وأضاف بن لغبر، اليوم الثلاثاء، أنه منذ سقوط نظام علي عبدالله صالح، في العام 2011، عملت جماعة الإصلاح الإخونجية التي استطاعت الهيمنة بشكل أو بآخر السيطرة على مفاصل السلطة ، عبر زرع عناصرها في كل أركان الدولة بما فيها الجيش، وهو النهج الذي أدى إلى انهيار البلاد، ومكن جماعة الحوثيين “أنصار الله” من السيطرة عليها.

صفقات من تحت الطاولة

وتابع المحلل السياسي، أنه “بعد الانقلاب في العام 2014، استمر حزب الإصلاح في نفس النهج، ولنا أن نتخيل أن نصف قادة ألوية الجيش الوطني وكتائبه هم من مدرسي المعاهد العلمية والمدارس التي يديرها ويمتلكها الحزب، لذا فمن الطبيعي أن يكون حصاد هذا النهج هو الفشل، بعد أن انفضت كل القوى تقريبا من مائدة الشرعية أو أقصيت، بما فيها فصائل المقاومة التي قاتلت الحوثيين، حتى وصلنا إلى معادلة مفادها أن السلطة الشرعية هي الإصلاح والإصلاح هو الشرعية”.

وأشار ابن لغبر، إلى أنه من الواضح أن الحزب لجأ مؤخرا إلى عقد صفقات من تحت الطاولة مع الحوثيين، ظهرت بتسليم مناطق واسعة وجبهات في شمال وشرق البلاد إلى الحوثيين دون قتال.

الحكومة تأوي قادة الخلية الإرهابية

أما ما يتعلق بالوضع في عدن وما حدث من اشتباكات بين قوات تابعة للمجلس الانتقالي وآخرين منشقين فيقول بلغبر: “بخصوص أحداث عدن الأخيرة، فقد تأكدنا اليوم من مصادر موثوقة أن قادة الخلية الإرهابية الذين فروا من عدن، آوتهم الحكومة الشرعية وقادات عسكرية تابعة لحزب الإصلاح في أبين، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن أولئك يقفون وراء تسليح ودعم تلك الخلية الإرهابية”.

دور مزدوج

من جانبه، يقول رئيس مركز جهود للدراسات، عبدالستار الشميري، إنه في اعتقادي أن حزب الإصلاح اليمني وهو الذراع السياسي لتنظيم الإخونجية في اليمن، ومنه ينبثق الذراع العسكري أيضا، قد مارس خلال فترة الحرب اليمنية دورا مزدوجا.

وأضاف في حديثه، أن حزب الإصلاح ومن خلال الدور المزدوج الذي لعبه، شارك ضمن مكونات الشرعية من ناحية واستفاد من الحرب لصالحه، حيث سعى منذ الوهلة الأولى لدخوله في الحكومة ووجود على محسن الأحمر، نائب للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، كممثل للإصلاح والعمود الرئيسي له في اليمن، حاول الحزب من خلاله الاستحواذ على الجيش وبناء قوات خاصة به، وهنا حجر الزاوية، حيث أصبحت الألوية العسكرية تشرف عليها قيادات غير مؤهلة ولا تمتلك الكفاءة ومعظمهم ليسوا عسكريين بل تنظيميين في الإصلاح، ومن هنا بدأ تكوين الجيش الخاص تحت مظلة الشرعية.

جيش خاص

وأشار رئيس مركز جهود إلى أن الجيش الخاص الذي كونه الإصلاح، لم يكن يحارب الحوثيين في الواقع، بل كانوا يحصلون على العدة والعتاد من التحالف ويقومون بتخزينه وخذلان المعركة مع الحوثيين، والمتتبع لواقع المعارك طوال السنوات الماضية لا يجد جبهة في تعز أو مأرب أو حتى في الجنوب كان يقودها حزب الإصلاح وحققت مكاسب على الأرض ضد الحوثيين، هذا في الفترات الأولى، علاوة على ذلك كان يتم الزج بكل عناصر الحزب في كل مفاصل الدولة.

وتابع الشميري، عندما أدار الإصلاح محافظتي تعز ومأرب وهما المحافظتين اللتين لا يزالا تحت إدارة الحزب ذهب إلى الصدام بالآخرين وارتكاب أشياء تفوق ما يحدث في المحافظات الشمالية، كل تلك الأشياء كانت تسقط الحزب شعبيا على الأرض وتحدث حالة من السخط الشعبي ضده.

مكتسبات مالية وعسكرية

أما دور الحزب فيما يتعلق بجنوب اليمن فيرى الشميري، أن الجنوبيون أدركوا مبكرا أن حزب الإصلاح الإخونجي لا يحرر وإنما يبني مكتسبات خاصة مالية وعسكرية، لذا حاولوا إزاحة كل كوادر الإصلاح من معظم محافظات الجنوب ويمكن أن يتم استثناء شبوة من ذلك، كما أدرك الحوثيون أن وجود الإصلاح يخلخل كيان الشرعية ويزرع الخلاف، فاستفادوا من ذلك واستثمروه.

مواجهة مع الشارع

وأوضح مدير مركز جهود، أنه في العامين الأخيرين، حصلت توافقات سرية وضمنية بين الحوثيين والإصلاح برعاية قطرية وتركية لقيادات في الخارج، وأحيانا حدثت لقاءات ما جعل هناك تفاهمات حول بعض الجبهات بينهما من أجل إغلاقها أو تهدئتها تماما، وأدرك الطرفان أن بقاء كل منهما في موقعه يفيد الآخر بتبادل أو تخادم المصالح في قضايا كثيرة جدا قد يطول شرحها لكنها أصبحت مفهومة، وهذا لا يعني أن هناك تطابقا كاملا في المصالح بين الجانبين، لكن هذا التوافق في بعض القضايا والمصالح والمناطق الجغرافية مثل تعز والبيضاء وغيرها، كل هذه الأشياء تجعل الإصلاح في مواجهة مع الشارع شمالا وجنوبا، وبلا شك أن أداؤه أربك المعركة والسياسة وحتى المدن التي يحكمها أو يسيطر عليها، وهذا يصب في خدمة المشروع الحوثي في اليمن.

وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014.

 وبالمقابل تنفذ جماعة “أنصار الله” هجمات بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.

 وقد اجتمعت أطراف النزاع في اليمن في ديسمبر/كانون الأول 2018، لأول مرة منذ عدة سنوات، على طاولة المفاوضات، التي نظمت تحت رعاية الأمم المتحدة في ستوكهولم. وتمكنوا من التوصل إلى عدد من الاتفاقيات المهمة، لا سيما بشأن تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الاستراتيجية ووضعها تحت سيطرة الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى