هيومن رايتس ووتش تتهم إسرائيل بإنشاء “نظام عسكري معيب” لتوزيع المساعدات في غزة

"العملية الإنسانية تحولت إلى حمام دم أودى بحياة مئات الفلسطينيين"

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير نُشر الجمعة، قوات الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء “نظام عسكري معيب” لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، ما حوّل العملية الإنسانية إلى “حمام دم” أودى بحياة مئات الفلسطينيين.

واعتبرت المنظمة أن ما يجري هو نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل للتجويع كسلاح حرب، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

وجاء في التقرير أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جرائم حرب من خلال قتل الفلسطينيين الباحثين عن الغذاء”.

وأضافت أن “الوضع الإنساني الكارثي في غزة يعكس استخدام إسرائيل الممنهج للتجويع كسلاح، إلى جانب إعاقة متعمدة ومستمرة لدخول المساعدات وتأمين الخدمات الأساسية”.

وبعد نحو 22 شهراً من اندلاع حرب الإبادة في أكتوبر 2023 يعاني القطاع من مجاعة وشيكة وفقاً للأمم المتحدة، ويعتمد بالكامل على المساعدات التي تصل عبر شاحنات أو تُسقط جواً.

مئات الضحايا سقطوا في مراكز التوزيع الأربعة

في مايو الماضي، سمحت إسرائيل بدخول مساعدات محدودة تُوزّع عبر “مؤسسة غزة الإنسانية” سيئة السمع والصيت وهي جهة مدعومة من إسرائيل وترفض الأمم المتحدة التعاون معها.

غير أن التقرير أشار إلى أن “حوادث دموية تقع بشكل شبه يومي” في المراكز الأربعة التي تديرها هذه المؤسسة، والتي تشرف عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ووفقاً لـهيومن رايتس ووتش، قُتل ما لا يقل عن 859 فلسطينياً بين 27 مايو و31 يوليو أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء من تلك المراكز، “معظمهم بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي”، بحسب ما أكدته تقارير أممية.

وفي حصيلة جديدة، أعلن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أن عدد الضحايا بلغ 1373 فلسطينياً حتى يوم الجمعة، غالبيتهم سقطوا أثناء انتظار المساعدات.

“العملية الإنسانية تحولت إلى مجازر يومية”

قالت بلقيس ويلي، نائبة مدير قسم الأزمات والصراعات في المنظمة، إن “قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تكتفي بتجويع المدنيين الفلسطينيين عمداً، بل تطلق النار عليهم وهم يحاولون بشكل يائس الحصول على الطعام لعائلاتهم”.

وأكدت أن “نظام التوزيع القائم، الذي شاركت في تصميمه إسرائيل بدعم أميركي ومن خلال متعاقدين من القطاع الخاص، أدى إلى تحويل عملية إنسانية إلى مجازر يومية”.

ولفت التقرير إلى أن الآلية الحالية تُجبر الفلسطينيين على عبور مناطق مدمّرة وخطرة للوصول إلى عدد محدود من المراكز، بدلاً من توزيع المساعدات في مئات المواقع المتاحة داخل القطاع.

ونقل التقرير شهادات شهود عيان تحدثوا عن استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للذخيرة الحية لتفريق الجموع المتجهة إلى مواقع المساعدات، مشيرين إلى أن عملية التوزيع نفسها تفتقر إلى أي تنظيم، ما يترك الكثير من الفئات الأشد ضعفاً بلا طعام.

وحثت المنظمة الدول على الضغط على إسرائيل لـ”التوقف الفوري عن استخدام القوة القاتلة ضد المدنيين” و”رفع القيود غير القانونية على توزيع المساعدات”، إضافة إلى “تعليق العمل بنظام التوزيع القائم الذي أثبت فشله ودمويّته”.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى