وسط تنديد دولي بالحصار والحرب… الاحتلال الإسرائيلي يصدر أوامر تهجير واسعة للفلسطينيين في خانيونس
الإرهابي سموتريتش يطلق تصريحات خطيرة عن تدمير غزة وتهجير الفلسطينيين

أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، أوامر تهجير جديدة للفلسطينيين في محافظة خانيونس بأكملها، ومنطقتي بني سهيلا وعبسان في جنوب قطاع غزة، وطالبهم بإخلائها والتوجه نحو منطقة المواصي استعداداً لشن هجوم عسكري وشيك، ذلك في وقت يواصل فيه جرائم إبادة جماعية راح ضحيتها من 71 شخصاً منذ فجر اليوم الإثنين.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، إن الجيش سيشن “هجوماً غير مسبوق” على تلك المناطق، موضحاً أن محافظة خانيونس ستعتبر “منطقة قتال خطيرة” منذ هذه اللحظة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن، الأحد، بدء عمليات برية موسعة في شمال قطاع غزة وجنوبه، ما أودى بحياة عشرات الفلسطينيين، منذ ليل الاثنين، بحسب السلطات الصحية الفلسطينية.
لا تزال الآلة العسكرية الإسرائيلية تحصد المزيد من الأرواح إذ حصدت الغارات الأخيرة أرواج أكثر من 71 فلسطينيا منذ فجر اليوم.
في الأثناء، قال رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستسيطر على كامل قطاع غزة، مشددا على أن الجيش يخوض معارك شرسة في القطاع.
وشدد نتنياهو على ضرورة تجنّب حدوث مجاعة في غزة، قائلاً: “لتحقيق النصر، يجب ألا نصل إلى مرحلة المجاعة، لأنهم لن يدعمونا إذا بلغنا هذه النقطة”.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية “تقوم بعمل عظيم في غزة، بما في ذلك هذا الصباح”، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع الكشف عن تفاصيل إضافية.
تصريحات خطيرة للإرهابي سموتريتش
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن الإرهابي بتسلئيل سموتريتش الذي يشغل منصب وزير المالية في حكومة الاحتلال قوله: “ندمر كل ما تبقى من غزة وجيشنا لن يبقي حجرا على حجر فيها”.
وأشار إلى أن “التحرك بغزة سيؤدي إلى تدمير حماس وإعادة الأسرى الإسرائيليين”.
وقال سموتريتش الاثنين “ما نشهده منذ يوم أمس الأحد هو جنون ممنهج وانعدام تام للمسؤولية. لنبدأ بأبسط شيء، لن تصل المساعدات إلى حماس، إطعام 1.8 مليون شخص عمل لوجستي ضخم”.
وأكد أن “أي أحد يقول عكس ذلك فهو كاذب”. وتابع سموتريتش: “لقد قدت المطالبات بوقف هذه الحماقة، أنا من قاد بصورة عملية الحل المتعلق بالشركات المدنية. أؤكد لكم أن ما كان لن يحدث مجددا”.
وشدد على أن تل أبيب “لن تدخل أي مساعدات، وسكان غزة سيتجهون إلى جنوب القطاع، ومن هناك إلى دول ثالثة”.
المساعدات الإنسانية
وكان ديوان الفاشي نتنياهو قد أعلن في وقت سابق، أن إسرائيل قررت إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بناء على توصية الجيش من أجل توسيع نطاق العمليات العسكرية.
ونفى مكتب نتنياهو بشدة ما ورد في يسرائيل هيوم، ويشير إلى أن المساعدات التي ستدخل لغزة مرتبطة بإطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر بعد محادثات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحركة حماس.
تنديد دولي بجرائم إسرائيل
وفي ردود الفعل العربية والدولية على جرائم الاحتلال، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، على ضرورة العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية.
وأفاد بيان للرئاسة المصرية، أن السيسي أكد خلال استقباله كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والشرق أوسطية والشؤون الإفريقية، مسعد بولس، على حرص مصر على استمرار التنسيق مع الولايات المتحدة وقطر في جهود الوساطة.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الاثنين، الوضع في قطاع غزة بأنه “لا يحتمل”، مؤكداً أن الحكومة تعمل مع حلفائها لتنسيق موقف إزاء هذا الصراع.
وقال ستارمر للصحافيين: “إنه وضع خطير للغاية وغير مقبول ولا يحتمل، ولهذا السبب نعمل بشكل مكثف للتنسيق مع القادة الآخرين بشأن كيفية الرد عليه”.
رفع الحصار عن غزة الآن
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، اليوم الاثنين، إنّ الوضع الإنساني في غزة “غير مقبول”، ودعت إلى توصيل المساعدات إلى المدنيين في القطاع على الفور.
وأضافت للصحافيين خلال زيارة إلى لندن “لم تدخل أي إمدادات إنسانية إلى غزة منذ شهرين، يجب أن تصل المساعدات إلى المحتاجين من المدنيين فوراً، ويجب رفع الحصار عن غزة الآن”.
السعودية تندد بتوسيع الحرب
ونددت السعودية، الاثنين، بإعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي شن عملية برية موسعة في قطاع غزة، مشددة على أن هذه التصرفات تتعارض مع إرادة المجتمع الدولي، وتحول دون تحقيق فرص السلام والاستقرار في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان: “جددت المملكة إدانتها وشجبها لكل العمليات البرية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، لما في ذلك من تهديد لحياة المدنيين الفلسطينيين، ويفاقم المعاناة الإنسانية لسكان القطاع”، محذرة من خطورة الاستمرار في هذه “الانتهاكات الصارخة وغير المبررة”.
الجوع واقع لا إنساني في غزة
دعا وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الاثنين، إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، وإيصال المساعدات إلى القطاع فوراً.
وقال الصفدي، عبر حسابه على منصة “إكس”، إن الجوع واقع لا إنساني في غزة، وإن العالم يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية لإنهاء “الكارثة المروعة”.
وأضاف، أن تجويع 2.3 مليون فلسطيني “جريمةٌ يجب على العالم التحرك لوقفها فورًا”، داعياً إلى إبرام صفقة تبادل للمحتجزين والأسرى وإنهاء العدوان الإسرائيلي فوراً.
خطر المجاعة والمرض والموت
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الأحد، إن الأطفال في قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة، والمرض، والموت، بسبب الحظر المفروض على دخول المساعدات.
وفرضت إسرائيل حصاراً قاتلاً علة قطاع غزة وحظرت دخول أي مساعدات إلى القطاع منذ 2 مارس الماضي.
وقالت اليونيسف، في منشور على منصة “إكس”: “الأطفال في قطاع غزة يواجهون قصفاً متواصلاً، بينما يُحرمون من المواد الأساسية والخدمات والرعاية المنقذة للحياة منذ بداية النزاع”.
وأضافت: “تدهور الوضع بشكل أكبر خلال الشهرين الماضيين، بسبب الحظر المفروض على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.. يجب أن تدخل المساعدات إلى غزة الآن.. يجب استئناف وقف إطلاق النار فوراً”.
بدوره، قال برنامج الأغذية العالمي، الأحد، إنه يسابق الزمن لتجنب المجاعة في قطاع غزة، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لاستئناف تدفق المساعدات التي أوقفت إسرائيل دخولها منذ أوائل مارس.
وأضاف، في منشور على منصة “إكس”: “إذا انتظرنا حتى تأكيد حدوث المجاعة، فسيكون الأوان فات بالنسبة لعدد كبير من الناس”.