وفد أمني مصري يزور قطاع غزة لبحث ملفات التهدئة والإعمار وتبادل الأسرى

تزامناً مع وجود وفد هندسي مصري وصل قطاع غزة منذ يومين، يزور وفداً أمنياً مصرياً رفيع المستوى غزة، الأحد، لبحث مسألة “إعادة الإعمار” وتحديداً المرحلتين الثانية والثالثة، والتي جرى الاتفاق عليها عقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بغزة في مايو.

ويلتقي مسؤولين من حركة “حماس” لبحث ملفات التهدئة مع إسرائيل، وصفقة تبادل الأسرى، مشيرة إلى أن الزيارة من المقرر أن تستمر عدّة أيام.

وتأتي زيارة الوفد الأمني المصري إلى غزة، تزامناً مع وصول وفد هندسي مصري لـ”القطاع” منذ يومين، في وقت أعلنت فيه اللجنة المصرية لإعمار غزة انتهاء المرحلة الأولى من عملية إعادة الإعمار والبدء في المرحلة الثانية.

استقرار الوضع الأمني في غزة

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، صلاح البردويل، إن زيارة الوفد المصري هدفها استكمال عملية الإعمار عقب استيفاء جميع المشاريع للشروط المقررة، ورسم جميع الخرائط للمنازل المهدّمة والمشاريع المراد تأسيسها ضمن خطة تطوير اقتصادية واجتماعية.

وأوضح البردويل، أنه على الرغم من وجود مندوب مصري دائم يتابع تفاصيل ملف الإعمار في القطاع إلّا أن الوفد الحالي جاء من أجل تدشين بعض المشاريع والمدن السكنية في القطاع.

وأشار إلى أن المسؤولين المصريين حريصون على استقرار الوضع الأمني في غزة، معتبراً أن المناورات التي تحدث من قِبل فصائل فلسطينية أو إسرائيل “روتينية”، مضيفاً: “لا أحد معني بأي تصعيد، ولكل طرف حساباته الداخلية”.

وذكر القيادي في “حماس”، أن الفصائل الفلسطينية لم تعلن مناوراتها من أجل الضغط على الوسطاء لتحريك ملف إعادة الإعمار وكسر الحصار، ولكن من أجل الضغط على إسرائيل لعدم عرقلة الملف.

وقال إن الاحتلال الإسرائيلي يرفض دخول الأموال لقطاع غزة، رغم اتفاق “قطري إسرائيلي”، بأن تصل الأموال إلى “المقاولين” مباشرة مع مقترح أن يأخذ المقاول نسبة من الأموال، أو تُعقد مناقصة بين الشركات، سواء المصرية أو الفلسطينية للدخول مباشرة إلى أي عملية بناء، مشيراً إلى أن ملف الإعمار “لم يقطع شوطاً كبيراً حتى الآن”.

إسرائيل رفضت مقترحاً من حركة حماس

وبشأن ملف تبادل الأسرى مع إسرائيل، أوضح صلاح البردويل أن كل جانب له حساباته الداخلية، مضيفاً: “إسرائيل رفضت مقترحاً من حركة حماس، جرى الاتفاق عليه قبل شهرين مع الجانب المصري”.

وتابع:” الاقتراح كان يشترط الإفراج عن مسنّين وسيدات من الأسرى الفلسطينيين كمرحلة أولى، مقابل منح إسرائيل معلومات عن جنود (أسرى لدى حماس) من خلال تسجيل فيديو، ولكن إسرائيل تريد معلومات مجاناً، وهذا أمر غير وارد”، موضحاً أن ملف الأسرى متوقف تماماً منذ شهرين.

وأشار إلى أن هناك مساعي من أجل وجود السلطة الفلسطينية لمتابعة عملية الإعمار في القطاع، لقطع الطريق على الجانب الإسرائيلي بشأن هذا الأمر، لافتاً إلى أن “السلطة تخشى ملاحقة إسرائيلية بسبب إيداع أموال مساعدات الإعمار في (بنوك سلطة النقد) بزعم دعم الفصائل”.

وفي السياق نفسه، قال عضو التيار الإصلاحي في حركة “فتح”، أيمن الرقب، لـ”الشرق” إن الوفد الأمني المصري يزور قطاع غزة من أجل متابعة ملف الإعمار، وتسريع هذا الملف لصالح الشعب الفلسطيني، إضافة إلى الحديث عن ملف الأسرى.

وأشار إلى أن حركة حماس قدمت مقترحاً ثانياً أمام إسرائيل، بأن تُطلق سراح الأسيرين لديها (أبراهام منغستو وهشام السيد)، مقابل إطلاق سراح من (500 إلى 700) أسير فلسطين، ولكن وقع خلاف على الرقم وتم رفض المقترح.

وأوضح الرقب أن المقترح الأخير كان يحمل في طياته مرحلة ثانية، وهي الإعلان عن مصير الجنديين الإسرائيليين (هدار جولدن، وآرون شاؤول)، سواء كانا حيين أو ميتين، وهو ما سيشعل الرأي العام في إسرائيل.

ولفت إلى أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى شرم الشيخ في سبتمبر، كانت محاولة منه لفهم المقترح، إلّا أن حكومته المترددة أرجأت الصفقة تماماً، خشية تعرّض حكومته لهزّة سياسية.

زيارة لبيد

وبحث وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالقاهرة، قبل نحو أسبوعين، ملف القضية الفلسطينية، وذلك أثناء زيارته الرسمية الأولى لمصر، منذ توليه مقاليد الوزارة.

ووفقاً لما قاله مصدر مصري لـ”الشرق”، أبلغ لبيد القاهرة رد حكومته على مطالب حركة “حماس”، مطالباً بـ”تعهد صريح من الحركة بعدم حدوث أي تصعيد عسكري قبل تخفيف الإجراءات المفروضة على القطاع”.

وفي ما يتعلق بتبادل الأسرى بين إسرائيل والحركة، قال المصدر المصري إن “الوزير الإسرائيلي اقترح إحالة تفاصيل صفقة تبادل الأسرى إلى لجنة أمنية تناقش الأسماء المطروحة”، مشيراً إلى أن “وفداً من حركة حماس سيزور القاهرة قريباً، ضمن المفاوضات غير المباشرة حول تبادل الأسرى”.

ولعبت مصر دوراً محورياً في التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة “حماس”، وضع حداً لتصعيد استمر 11 يوماً، وأودى بحياة أكثر من 255 فلسطينياً.

وتسعى مصر إلى التوسط بين الجانبين من أجل التوصل إلى اتفاق طويل الأمد لوقف النار في قطاع غزة، والسماح بعمليات الإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار، فضلاً عن التوصل لصفقة بشأن تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة “حماس”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى