211 شهيد ضحايا الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار في قطاع غزة
لجنة أممية توثّق 16 ألف دليل على جرائم إسرائيل في القطاع
كشفت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الأربعاء، أن عدد الضحايا جراء خروقات قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ إعلان وقف إطلاق النار في القطاع بلغ 211 شهيد معظمهم من النساء والأطفال.
وبحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ بداية الحرب إلى 68,531 شهيداً و170,402 جريح، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي وثقتها اللجنة ضمن ملفاتها.
وأعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد أكثر من 100 فلسطيني، بينهم نحو 35 طفلا، في أقل من 12 ساعة، جراء غارات إسرائيلية على منازل وخيام نازحين جنوبي القطاع ووسطه، رغم استمرار سريان وقف إطلاق النار بين حماس وقوات الاحتلال.
16 ألف دليل على جرائم إسرائيل
وفي وقت تتواصل فيه الجرائم الإسرائيلة في مناطق متفرقة من القطاع، أعلنت لجنة أممية أنها وثقت أكثر من 16 ألف دليل على جرائم إسرائيل في قطاع غزة.
أكد عضو لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، كريس سيدوتي، أن اللجنة جمعت أدلة كافية تثبت ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجريمة إبادة جماعية في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأوضح سيدوتي أن تحقيق اللجنة المستقلة التابعة للأمم المتحدة استمر على مدى عامين، واستند إلى أدلة جمعتها اللجنة بشكل مباشر، شملت أكثر من 16 ألف بند من المواد الموثقة، بينها صور ومقاطع فيديو تم التحقق من صحتها وربطها بشهادات شهود عيان وفق بروتوكولات الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن اللجنة، التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أيار/مايو 2021، واصلت عملها بالمنهج ذاته الذي اعتمدته منذ تأسيسها، من خلال الاستماع إلى الشهود والضحايا، واستخدام صور الأقمار الصناعية ووسائل تحليل الأدلة الرقمية لتوثيق الانتهاكات.
وبين سيدوتي أن مهمة اللجنة لا تقتصر على توصيف الجرائم، بل تشمل أيضا تحديد المسؤوليات، مؤكدا أن اللجنة تمكنت من تحديد وحدات عسكرية إسرائيلية مسؤولة عن ارتكاب انتهاكات خطيرة.
كما حددت في بعض الحالات قادة ومسؤولين في الحكومة والجيش الإسرائيلي أصدروا أوامر مباشرة بارتكاب تلك الجرائم.
وفي هذا السياق، ذكر سيدوتي بأن المحكمة الجنائية الدولية كانت قد أصدرت في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، أوامر اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وأكد المتحدث أن تقارير اللجنة ترفع إلى مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة، وتُنشر بشكل علني، نافيا وجود تقارير خاصة غير متاحة للجمهور.
وأضاف أن الانتقادات الموجهة لعمل اللجنة تقتصر على الحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة، بينما تحظى تقارير اللجنة بقبول واسع على المستوى الدولي.
حماس: مواقف الإدارة الأميركية المنحازة تشجع إسرائيل على العدوان
من جهتها قالت حركة (حماس) إن “التصعيد الغادر” تجاه قطاع غزة يكشف عن نية إسرائيلية واضحة لتقويض اتفاق وقف إطلاق النار، وفرض معادلات جديدة بالقوة، في حين ندد الاتحاد الأوروبي بالغارات الإسرائيلية.
وفي بيان لها، أكدت حركة حماس أن “مواقف الإدارة الأميركية المنحازة للاحتلال تعد تشجيعا مباشرا على استمرار العدوان، وشراكة فعلية في سفك دماء الأطفال والنساء في غزة”.
ودعت حماس الوسطاء والضامنين إلى “تحمّل مسؤولياتهم الكاملة والضغط الفوري على حكومة الاحتلال، لوقف مجازرها والالتزام التام ببنود الاتفاق”.
وشددت الحركة على أن “دماء أطفال ونساء غزة ليست رخيصة، وأنّ المقاومة بكافة فصائلها التزمت بالاتفاق بإرادة مسؤولة، لكنها لن تسمح للعدو بفرض وقائع جديدة تحت النار”.
المفوضية الأوروبية تراقب ما يحدث بغزة
وعلى الصعيد الدولي، قال الناطق باسم الطاقم الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي أنور العوني “نُجدّد دعوتنا الجميع، كل الأطراف، إلى مواصلة احترام وقف إطلاق النار”. وأضاف “لا يوجد حل عسكري لهذا النزاع، وحان الوقت لإنهاء هذه الحلقة المفرغة من العنف والموت والدمار”.
كما قالت المفوضية الأوروبية بدورها، إنها تراقب الأحداث في غزة، داعية “جميع الأطراف إلى استمرار الالتزام بوقف إطلاق النار”.
وفي السياق، نددت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية تيريزا ريبيرا بالغارات وقالت في منشور عبر منصة إكس “نحتاج إلى فرصة للسلام، لا إلى ذرائع لمزيد من الغارات”.
وفي ألمانيا، دعا وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إسرائيل إلى “ضبط النفس عسكريا لتجنب معاناة جديدة في غزة”، كما حض حركة حماس على “احترام جزئيتها من الاتفاق، وإلقاء سلاحها”، وعلى أن “تسلّم رفات الرهائن المتوفين”.
وأضاف في بيان قبل توجهه إلى الأردن ولبنان والبحرين، “المعلومات الأخيرة عن تجدد المعارك تقلقني بشدة”. ويعتزم فاديفول البحث مع “شركاء لألمانيا” خلال زياراته، في “كيفية مواكبة برلين بشكل ملموس الخطوات التالية” من خطة السلام بين إسرائيل وحماس.
وأعرب الوزير عن رغبته في “مواصلة دعم” الأردن، ملاحظا أنه “مركز للمساعدات الإنسانية” وأنه “بذل جهودا جبارة في السنوات الأخيرة لتوفير الاحتياجات الأساسية لسكان غزة”.
بريطانيا وإيرلندا
وفي لندن، طالب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر “كل الأطراف بصون خطة الرئيس الأميركي للسلام في غزة”. كما أعرب رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن عن قلقه إزاء أحداث غزة، وطالب حماس والحكومة الإسرائيلية بالالتزام بوقف إطلاق النار.
قطر: نضغط على حماس لنزع سلاحها
من جهته، قال رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن بلاده تحاول الضغط على حركة حماس للإقرار بضرورة نزع سلاحها، مؤكداً أن من الواضح أن الحركة مستعدة للتخلي عن حكم غزة.
وأوضح في تصريحات، اليوم الأربعاء، أن أحداث الأمس في غزة كانت محبطة للغاية بالنسبة لقطر، مشيراً إلى أن الهجوم على جنود إسرائيليين يُعد انتهاكاً لوقف إطلاق النار في غزة.
وفي وقت سابق توقع رئيس الوزراء القطريّ أن يصمد وقف إطلاق النار في غزة رغم “الانتهاكات”.
وقال أمام مجلس العلاقات الخارجية خلال زيارة يقوم بها لنيويورك: “لحسن الحظ، أعتقد أن الطرفين الرئيسيين – كلاهما – يقران بضرورة صمود وقف إطلاق النار وضرورة التزامهما بالاتفاق”.
وفي الـ9 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري توصلت حماس وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وفق خطة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وبوساطة من قطر ومصر وتركيا. وتقتضي المرحلة الأولى من الاتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار والسماح بتدفق المساعدات لقطاع غزة.



