منظمة إيتا الانفصالية الباسكية تطلب الصفح من ضحاياها تمهيدا لحلها





بعد نحو 60 عاما من العمل المسلح، طلبت منظمة إيتا الانفصالية التي كانت تطالب بانفصال إقليم الباسك، الصفح من ضحاياها تمهيدا لحلها. من جانبها، رحبت الحكومة الإسبانية ببيان المنظمة معتبرة أنه “انتصار لدولة القانون”.

أصدرت منظمة إيتا الباسكية الانفصالية الجمعة بيانا طلبت فيه للمرة الأولى “الصفح” من ضحاياها، تمهيدا لحل المجموعة من جانب واحد، وهي إحدى أقدم المنظمات التي تخوض نضالا مسلحا في أوروبا.

وكتبت منظمة إيتا لاستقلال إقيلم الباسك في بيان تاريخي لإسبانيا، “ندرك أننا تسببنا خلال هذه الفترة الطويلة من النضال المسلح بكثير من الألم والضرر التي يتعذر إصلاحها”.

وأضافت المنظمة في هذا البيان الذي نشر بعد 60 سنة تقريبا على تأسيسها في 1959، “نريد التعبير عن احترامنا لقتلى وجرحى وضحايا العمليات التي قامت بها إيتا… نعرب عن أسفنا الصادق”.

ثم خاطب البيان مباشرة “الضحايا الذين لم يشاركوا مباشرة في النزاع”، أي المدنيين الذين لم يكونوا نوابا أو عناصر من الشرطة أو حراس مدنيين، وطلب منهم الصفح مباشرة. وقال “نطلب الصفح من هؤلاء الأشخاص ومن عائلاتهم. وهذه الكلمات لن تحل ما حصل ولن تخفف كثيرا من الألم. نقول هذا باحترام، ولا نريد التسبب بمزيد من الحزن”.

ولم يشر بيان المنظمة إلا إلى “أسف” (وليس إلى طلب الصفح) للضحايا المتورطين في ما تصفه بأنه “نزاع”، كالحرس المدني أو رجال الشرطة.

انتقادات لبيان إيتا

وردت ماريا دل مار بلانكو، من “جمعية ضحايا الإرهاب” على البيان بالقول، “أرى أن من المعيب وغير الأخلاقي إجراء هذا التمييز بين الذين كانوا يستحقون رصاصة في مؤخر الرأس، وقنبلة تحت السيارة، والذين كانوا ضحايا بالصدفة”.

وأضافت هذه النائبة عن الحزب الشعبي التي قتل شقيقها ميغيل أغل بلانكو في 1997 بعد عملية خطف تابعت إسبانيا بأجمعها وقائعها، أن هذا البيان “لا يلبي أبدا توقعاتنا”.

مدريد تحتفل “بانتصار دولة القانون”

من جهتها، احتفلت حكومة ماريانو راخوي الذي رفض رفضا قاطعا منذ 2011 أي تفاوض مع المجموعة المسلحة وطالب بحلها من دون تعويض، بانتصار دولة القانون.

وقالت في بيان “هذا ليس سوى نتيجة جديدة لقوة دولة القانون التي انتصرت على إيتا بأسلحة الديمقراطية”. وأضافت “كان يفترض بإيتا أن تطلب الصفح منذ فترة طويلة”.

وسيتيح طلب الصفح حل المجموعة قريبا كما يأمل أقارب المسجونين أعضاء إيتا، تطورا لسياسة السجون في إسبانيا وفرنسا، عبر تقارب بين المسجونين في سجون قريبة من منازلهم، وعمليات الإفراج المشروطة عن الذين لم يرتكبوا جرائم دموية. ويمكن أن تساعد نهاية إيتا أيضا اليسار الانفصالي الباسكي الذي يواجه انتخابات بلدية جديدة في 2019.

وقتلت إيتا التي تأسست في ظل الدكتاتورية في عهد فرنسيسكو فرانكو، 829 شخصا باسم معركتها من أجل استقلال بلاد الباسك ونافار، كما تقول السلطات.

وتسببت أيضا بسقوط آلاف الجرحى في اعتداءات استخدمت فيها القنابل في بلاد الباسك، في بقية أنحاء إسبانيا وفرنسا، ونسقت عمليات خطف وابتزت رؤساء مؤسسات، وتكثفت هذه الأعمال في الثمانينيات والتسعينيات، بعد عودة الديمقراطية إلى إسبانيا.

وترافقت هذه الحقبة المظلمة التي تميزت بتحركات يومية تقريبا، بعمليات إعدام خارج نطاق القانون وأعمال تعذيب ضد عناصر إيتا ومتعاطفين معهم، منسوبة إلى عناصر كوماندوس يؤيدون جهزة الشرطة.


Related Articles

Back to top button