مباراة تونس – بلجيكا:





مراد ومعز وسامي، وآخرون كثر… طرقهم بدأت من تونس أو من مدن أوروبية، لتلتقي وتتقاطع صدفة في مواقع كأس العالم 2018 بروسيا. تعارفوا بينهم ليجتمعوا على حب منتخبهم التونسي، مؤكدين تقديم الدعم لـ”نسور قرطاج” في مباراتهم المصيرية أمام بلجيكا، المقررة ظهر السبت على ملعب “لوجنيكي” في موسكو، لأن “المستحيل ليس تونسيا”. ريبورتاج
بدأت ألوان تونس الحمراء تزين شوارع العاصمة الروسية موسكو، إذ انطلق مهرجان وصول مشجعي “نسور قرطاج” إلى المدينة المترامية الأطراف، والمعروفة بساحاتها الكبيرة وأنهجها الواسعة، عشية المواجهة المصيرية بين منتخب بلادهم أمام نظيره البلجيكي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السابعة.
وبدا الطربوش التونسي فوق الرؤوس في كل مكان، محلقا في سماء صافية برزت فيها شمس ساطعة حارقة. وكان المشجعون قد تجمعوا أفواجا أفواجا مساء الخميس بالقرب من الساحة الحمراء، رمز موسكو، آخذين قسطا من الراحة بعد سفر طويل.
وبينما كنا نمشي عبر شارع “تفيرسكايا” العريض، اعترضتنا مجموعة من ستة أشخاص، ثلاثة رجال وثلاث نساء، من إحدى الممرات الجانبية رافعة أعلام تونس، ضاحكة فرحة بوجودها في موسكو. وبعد تبادل التحية والحديث، اتضح أن أعضاءها تعارفوا بينهم في روسيا، حيث التقوا على حب بلادهم واجتمعوا على عشق “نسور قرطاج”.
وأجمع معز وسامي ومراد على أن تونس طوت صفحة الخسارة المريرة أمام إنكلترا خلال الجولة الأولى في الوقت بدل الضائع (صفر-1)، ملحين على أن زملاء فرجاني ساسي سيكتبون صفحة جديدة أمام “الشياطين الحمر” على ملعب “سبارتك”.
معز: “متفائل بـلًولاد باش يطلعوا الغرينتا”
معز معلول لا يخيفه شيء. فقد وصل هذا الشاب البالغ من العمر 33 عاما إلى موسكو ليل الخميس قادما إليها من مدينة سوسة الساحلية. وقال إنه من عائلة المدرب نبيل معلول، مشيرا إلى أنها متحدرة من منطقة جربة.
وانتقل معز إلى روسيا خصيصا لحضور المواجهة أمام بلجيكا، وأعرب عن تفاؤله الشديد بفوز “النسور” على “الشياطين”، متوقعا أن يقدموا أداء قويا يختلف عما قدموه أمام إنكلترا، واصفا الخسارة بأنها “مرة”.
وعندما استفسرنا عن سبب تفاؤله، أجاب: “أنا متفائل بـ لولاد [أي اللاعبين] باش يطلعوا الغرينتا [الروح القتالية]”.
ومتوجها بالنظر إلى رفاقه، أسر معز: “التقيت هؤلاء الأصدقاء هنا بروسيا”، مضيفا أن “التونسيين في كل مكان”، متوقعا فوز “نسور قرطاج” بنتيجة 2-صفر من تسجيل نعيم سليتي وفرجاني ساسي، على حد قوله.
سامي: “جميل جدا أن يلتقي التونسيون في هذا البلد…”
بمزيج من الهدوء والإثارة، بدأ سامي تريكي، الحديث هو الآخر عن تطلعاته كمواطن وكمشجع، معلقا آماله على يقين الفوز على بلجيكا.
وقدم سامي نفسه على أنه مواطن تونسي أصله من منطقة صفاقس ويعيش في العاصمة البريطانية لندن. ولم يأت إلى روسيا وحيدا لكن برفقة زوجته، جاءا ليقدما الدعم للمنتخب التونسي، معربا عن تفاؤله بأن “النسور” سينتزعون الفوز من بلجيكا بنتيجة 1-صفر.
ولكن قبل الحديث عن مونديال روسيا، شدد سامي على حبه لوطنه والعلاقات الوطيدة الرابطة بين أبنائه. وقال “جميل جدا أن يلتقي التونسيون في روسيا وكلهم رافعين علم بلدنا الغالي”، مشيرا إلى أنه تعرف “صباح اليوم (الجمعة) على سبعة مناصرين جاؤوا من مناطق مختلفة من تونس، وسواء فزنا أم خسرنا فنحن مسرورون بأنا التقينا هنا وسنكون أسعد عندما نكسب المباراة أمام بلجيكا”.
وإذ استحضر مرارة الخسارة أمام إنكلترا، “تسعون دقيقة حلوة.. أما البقية فلا مجال للحديث عنها!”، أشار إلى أن مواجهة إنكلترا “ليست سهلة، فنحن لم نكن نحلم سوى بالتعادل، للأسف خاب الأمل”. وختم قائلا: “لكن لا بأس، سنكون أحسن وأفضل أمام بلجيكا”.
مراد: “إن المستحيل ليس تونسيا”
من جهته، لا يتوقع مراد كمون سوى الفوز أمام “الشياطين الحمر”، قائلا إنه “لا شيء صعب على تونس”، مضيفا “أمورنا هانية”.
مراد جاء من الحمامات بمفرده، وقد كان في المدرجات عندما ذاق التونسيون مرارة الخسارة في الوقت القاتل برأسية هاري كاين قبل أربعة أيام. ولكن الأهم بحسب رأيه هو أن يرتب المدرب نبيل معلول أمور الفريق أمام بلجيكا، وألا يكتفي بالدفاع.
وأشاد مراد بصفات اللاعبين التونسيين، معتبرا أن “كل لاعبينا لديهم المؤهلات لكي يقدموا أداء قويا يسمح لنا بكسب النقاط الثلاث”. وما ينتظره من المدرب هو “أن يتبنى خطة هجومية ولا يكتفي بالدفاع كما فعل أمام إنكلترا”، طالبا إياه أن “لا يخاف”.
وبالنسبة إليه، “فإذا تبنيا الهجوم كخطة لعب سنكون مرتاحين ذهنيا بأننا قدمنا ما كان لازما، وهذا حتى في حال خسرنا 4-صفر”، ولكنه يتوقع “الفوز لتونس 3-صفر، لأن المستحيل ليس تونسيا”.
وفضلت النساء الثلاث عدم الخوض في حديث عن هذه المواجهة، إلا أنهن مصرات على دعم المنتخب التونسي لغاية صافرة النهائية، معربات عن تفاؤلهن بفوز “نسور قرطاج”.


Related Articles

Back to top button