مخطط إخونجي للسيطرة على نفط اليمن

كشفت مصادر خاصة  عن سعي حزب الإصلاح الإخونجي في اليمن لإحكام سيطرته على المحافظات اليمنية الغنية بالنفط والغاز وفقا لمخطط يشرف عليه التنظيم الدولي الذي يهدف إلى تمكين أقوى فروعه في اليمن لتعويض الخسائر المادية والمعنوية والسياسية والتنظيمية بعد خسارة الإخوان لمصر والسودان.

وقالت المصادر إن المراقب العام لإخوان اليمن المقيم في الدوحة، شيخان الدبعي، قام بزيارة سرية لمعقل الإصلاح في مأرب خلال الأيام الماضية عن طريق منفذ شحن على الحدود اليمنية العمانية قبل أن ينقله موكب مسلح إلى مأرب.

ووفقا للمصادر يعتقد أن الدبعي نقل تعليمات جديدة، يبدو أنها انعكست سريعا على مواقف الإصلاح من التحالف العربي بقيادة السعودية، والتقارب مع قطر وتركيا.

وأشارت مصادر  إلى شروع الإخوان في تكرار نموذج مأرب الغنية بالنفط والغاز، في محافظة شبوة النفطية المجاورة، حيث يتواصل نقل المسلحين القبليين والعسكريين الموالين للحزب إليها بالتزامن مع حركة تغييرات كبيرة في مفاصلها الرئيسية مثل الجيش والأمن ومؤسسات النفط التي شهدت تعيين كوادر إخوانية بشكل متسارع خلال الأيام الماضية.

في المؤسسة الأمنية، قام المحافظ بتعيين العقيد الإخونجي المتطرف عبدربه لعكب الشريف قائدا لقوات الأمن الخاصة بشبوة، كما قام بتعيين المُقرب من الإخوان العقيد أبوبكر لمقس قائدا للشرطة العسكرية بالمحافظة.

وامتدت التعيينات الإخوانية إلى مؤسسات النفط والغاز، حيث تم تعيين الإخونجي صالح الكديم مديرا لشركة النفط اليمنية، والقيادي الإخواني فيصل لاهم بافياض مديرا إداريا وماليا لشركة النفط بشبوة.

وشملت التعيينات مؤسسات خدمية أخرى في المحافظة، في سياق توجه لتكرار نموذج محافظة مأرب التي يسيطر حزب الإصلاح على مفاصلها العسكرية والأمنية والمالية والإدارية بشكل مطلق.

وعبرت شخصيات سياسية واجتماعية بارزة في شبوة عن رفضها لخطة تمكين الإخوان في محافظتهم.

ووجه الشيخ عوض بن محمد الوزير العولقي، مستشار الرئيس وعضو مجلس النواب اليمني والشخصية القبلية البارزة في شبوة رسالة مفتوحة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، استنكر فيها ما وصفه بعمليات “نهب وأخذ ممتلكات سواء كانت خاصة أو عامة” تعرضت لها شبوة في الآونة الأخيرة.

وأضاف العولقي في رسالته لهادي “إذا كانت محافظتنا سوف تنهب باسم الشرعية وباسم التحرير، ونحن نفخر ونردِّد أننا نحن الشرعية، فنحن لن نقول إننا مع الشرعية بل نحن الشرعية، لكن هذا ليس على حساب أن نرضى بما حدث في شبوة من أمور، وأبناؤها قد شاركوا في تحرير مأرب، كما شاركوا في تحرير الجوف والبيضاء وعدن والحديدة وصعدة؛ لكنهم لم ينهبوا مثل ما حصل في شبوة على مرأى ومسمع الجميع”.

وحذر العولقي من “استهداف ممنهج في التغيرات داخل محافظة شبوة”، مشيرا إلى “أن بعض التغييرات تصدر بقرارات جمهورية وهي على مستوى وزير الداخلية”.

وأضاف “شبوة لن يحكمها حزب أو فئة أو مجموعة، شبوة عصيّة مهما تهيأ لمن ينظر إليها غير ذلك، فشبوة ليست ملكية خاصة أو جمعية خيرية يوزعها البعض كيف يشاء”.

وفي ذات السياق، حذر بيان صادر عن اللقاء التشاوري الموسع لأبناء شبوة المنعقد، الخميس، في منطقة العرم مديرية حبان بمحافظة شبوة (مسقط رأس المحافظ الموالي للإصلاح) مما وصفه بالمشاريع السياسية وأجندات إخوان اليمن في شبوة المتسترة بالشرعية والجيش الوطني والذين يحاولون فرضها بقوة السلاح بهدف “إحكام سيطرتهم الكاملة على المحافظة وتركيع وإذلال أهلها بعد العبث بمؤسساتها والاستحواذ على قرارها وكافة مواردها ومقدراتها”.

وحمل البيان الصادر عن الاجتماع “السلطة المحلية في المحافظة ممثلة في المحافظ وأعضاء اللجنة الأمنية والقيادات العسكرية والأمنية في المحافظة كامل المسؤولية للأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة وما ترتب عليها من تبعات وما سيترتب عليها لاحقا من تداعيات خطيرة ومن تهديد للسلم والأمن المجتمعي في المحافظة”.

وأثار إدلاء محافظ شبوة محمد صالح بن عديو بتصريحات معادية للتحالف العربي في أول ظهور له على وسائل إعلام قطرية من بينها الجزيرة استغراب مراقبين اعتبروا ذلك مؤشرا على نفوذ الدوائر المقربة من قطر في كل منطقة تصل إليها جماعة إخوان اليمن التي بات قطاع كبير من إعلامييها وناشطيها على مواقع التواصل الاجتماعي يجاهرون بعدائهم للسعودية في الآونة الأخيرة ويدعون إلى تشكيل تحالف جديد مع تركيا وقطر.

وتشير خارطة النفوذ في المناطق المحررة في اليمن إلى حرص الإصلاح ومراكز المصالح والنفوذ المرتبطة بقطر على توسيع دائرة وجودهما وتأثيرهما في المحافظات الغنية بالثروات النفطية والغازية مثل مأرب وشبوة وشمال حضرموت حيث لا تزال تتواجد قوات ضاربة تأتمر بأوامر نائب الرئيس علي محسن الأحمر وتسيطر على المنشآت النفطية في وادي حضرموت.

ويعتقد مراقبون أن خطة السيطرة على المحافظات الغنية في اليمن تتجاوز مخططات إخوان اليمن الذين يعدّون أقوى فروع التنظيم الدولي للإخوان في العالم إلى مشاريع التنظيم الدولية التي تبحث عن موارد لتنفيذ مخططاتها حول العالم.

ووفقا لمصادر خاصة يسعى الإخوان لاستئناف بيع النفط والغاز في هذا التوقيت للاستفادة من حالة الضعف والإرباك وغياب الدولة المركزية وصعوبة الرقابة على الموارد المالية وهو ما يتيح المجال بحسب خبراء لضخ الأموال في أوردة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان وتنشيط عملياته في مصر وليبيا ومناطق أخرى حول العالم.

وتشير المصادر إلى اعتزام الإخوان نقل تجربة مأرب وشبوة إلى كامل محافظة حضرموت التي تعاني في الوقت الراهن من محاولات لإرباك سلطاتها المحلية عبر سلسلة من سياسات العقاب الرسمية المتمثلة في إيقاف صرف قيمة محروقات تشغيل الكهرباء وتأخير صرف مرتبات منتسبي المنطقة العسكرية الثانية التي لا يهيمن عليها الإخوان للشهر الرابع على التوالي في الوقت الذي تصرف فيه مرتبات المنطقة الأولى الخاضعة لسيطرة الإخوان بانتظام، إضافة إلى عرقلة صرف التعزيزات المالية المستحقة للمحافظة.

 

 

الأوبزرفر العربي- صنعاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى