قوات النظام التركي تحرق جسد الطفل محمد حميد بالفسور الأبيض

دليل استخدام تركيا أسلحة محرمة دولياً بين أيدي العالم

أحدث فيديو الطفل الكردي الذي احترق جسده بمادة الفوسفور الأبيض، إثر قصف قوات النظام التركي لمدينة رأس العين، شمال سوريا، صدمة واسعة تردد صداها، في مختلف أنحاء العالم.

وكانت قوات النظام التركي التي اجتاحت شمال سوريا، قد قصف مدنية رأس العين، بغارة جوية، يوم الخميس الماضي، وأكدت مصادر طبية كردية وغربية مختلفة، استعمال قوات النظام التركي لذخائر الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً، مما أدى لإصابة ومقتل العديد، بينهم أطفال، ووصفت الحروق التي على أجسادهم، بأنها ناتجة من الفوسفور الأبيض الذي استعمله الجيش التركي.

وظهر الطفل الكردي محمد حميد، والبالغ من العمر 13 عاماً، وهو يتألم ويصرخ منادياً على أبويه، فيما تغطي حروق الفوسفور الأبيض كامل جسمه الذي تبرقع بألوان الاحتراق الشديد. وكان الطفل ذاته، مصدوما مما حل، بسبب امتداد الحروق الشديدة على كامل جسمه، وكان عاجزاً من تحريك ذراعيه، وهو ينادي على أمه: “ماما، ماما، مؤلم” ومناديا على أبيه: “بابا، بابا، احترقتُ. مؤلم جداً” بصراخ مذعور شديد التألم والذهول والانصعاق.

وظهر جسد الطفل الكردي المحروق بالفوسفور الأبيض الذي قصفت به تركيا منطقة رأس العين، مبرقعاً بألوان الأحمر القرميدي والأصفر والأبيض الشاحب الذي تخلله لون وردي مما تحت الجِلد الذي فلقته الحروق الشديدة الفوسفورية.

وعلّقت صحيفة التايمز البريطانية، على صور وفيديوهات الطفل الكردي المحروق، مؤكدة أنها تشكل دليلاً على أن تركيا تستخدم أسلحة محرمة ضد الأكراد. ونقلت عن مراسلها قوله: “كانت حروق الطفل المتألم الذي أُحضر إلى المستشفى السوري الكردي في تل تمر كافية لجعل الطاقم الطبي يتصلب فزعاً مما شاهده، حيث تعرض الطفل لحروق مروعة بعد غارة جوية تركية على بلدته فجر الخميس وفقاً لما قاله والده. لقد كانت الجروح الرهيبة التي أصابت محمد حميد البالغ من العمر 13 عاماً من أكتافه واخترقت بعمق جسده تشير إلى أن إصاباته نجمت عن شيء أسوأ بكثير من الانفجار وحده”.

وأضافت الصحيفة “هذه الحالة تقدم دليلًا إضافياً على مجموعة من الأدلة التي تشير إلى أن تركيا، العضو في حلف الناتو، تستخدم الفوسفور الأبيض ضد المدنيين الأكراد في هجومها الذي استمر ثمانية أيام على شمال سوريا”.

محمد حميد

وتابعت “لقد كانت صيحات محمد لا توصف بين جرحى الحرب بسبب جسده المحترق من حلقه حتى وسطه، حتى إن أحد الرجال انفجر باكياً عند رؤية الطفل.” وأكد هاميش دي بريتون جوردون، خبير الأسلحة البريطاني، للصحيفة، بعدما اطلع على صور الطفل المحترق محمد، بأن حروقه تسبب بها الفوسفور الأبيض.

وكانت مجلة الفورن بوليسي الأميركية، قد أكدت، استعمال أنقرة للفوسفور الأبيض، في قصفها الفصائل الكردية السورية. وذكرت في تقرير لها، الخميس، أن الصور التي أرسلتها أطراف كردية سورية، إلى مسؤولين في الخارجية الأميركية، وتظهر أطفالاً من رأس العين مصابين بحروق كيمياوية شديدة، تتطابق مع الحروق التي يتسبب بها الفوسفور الأبيض.

ونقلت المجلة الأميركية، عن مسؤول في الهلال الأحمر الكردي، وصول عدة مصابين بينهم أطفال، إلى المستشفى الوطني في مدينة الحسكة السورية، وقد ظهرت عليهم حروق من الدرجة الأولى والثانية، وناتجة من مادة غير معروفة، بعد غارة جوية تركية على رأس العين.

وأكدت المجلة نقلا من مصادرها، أن القنابل التي استعملها الأتراك بقصف رأس العين السورية، يشتبه بأنها قنابل غير عادية محملة بالفوسفور الأبيض.

وكانت منظمة العفو الدولية، الجمعة، قد أكدت ارتكاب قوات النظام التركي والفصائل السورية الموالية لها، جرائم حرب، في هجومها على الأكراد شمال شرقي سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى