انتقادات لميركل داخل حزبها بعد تقدم اليمين المتطرف في ألمانيا

تواجه أنغيلا ميركل سيلا جديدا من الانتقادات في ألمانيا داخل حزبها المحافظ بعد التقدم الكبير الذي حققه اليمين المتطرف في انتخابات اقليمية كان لها وقع الصاعقة في البلاد.

والثلاثاء شن فريدريخ ميرز الخصم الرئيسي للمستشارة الألمانية داخل حزبها الديموقراطي-المسيحي، هجوما عنيفا عليها داعيا إلى الإتجاه نحو اليمين والتخلي عن النهج الوسطي الذي تعتمده منذ سنوات.

وعلى قناة “زي دي أف” انتقد بعنف عدم تحرك المستشارة الألمانية وافتقارها إلى صفات الزعامة” داعيا إياها ضمنا إلى الاستقالة قبل انتهاء ولايتها.

وأضاف “من المستحيل استمرار وتيرة عمل الحكومة في ألمانيا على ما هي عليه حاليا لسنتين إضافيتين” حتى انتهاء ولايتها وثم تقاعدها كما تتوقع.

وما دفع الى هذا الجدال الهزيمة التي مني بها حزب ميركل الاتحاد المسيحي الديموقراطي خلال انتخابات اقليمية نظمت الأحد في تورينجيا.

وحل هذا الحزب في المرتبة الثالثة في هذه المقاطعة التي كانت معقله لفترة طويلة، بعد حزب “البديل لألمانيا” من اليمين المتطرف الذي حصل على 23,4% من الأصوات و”دي لينك” اليساري الراديكالي الذي جمع 31% من الأصوات.

وتأتي هذه الصفعة على خلفية هزائم انتخابية أخرى في مقاطعتين أخريين في ألمانيا الشرقية سابقا في أيلول/سبتمبر، حيث أحرز اليمين المتطرف الرافض للمهاجرين والمعارض لميركل تقدما كبيرا.

ومع هذا المشهد السياسي، تجددت الانتقادات لميركل المتهمة بأنها تتجه كثيرا إلى اليسار وتتسبب بانتقال الناخبين المحافظين إلى حزب البديل لألمانيا بعد أن سمحت بدخول مئات آلاف المهاجرين إلى البلاد.

وكانت ميركل تظن أنها نجحت في معالجة الأزمة بعدما تخلت قبل عام عن رئاسة حزبها اثر هزائم انتخابية معلنة مغادرتها المستشارية نهاية 2021.

وحلت مكانها على رأس الحزب أنغريت كرامب-كارنباور التي تؤيد هي الأخرى نهجا معتدلا.

لكن أنصار التشدد المجتمعين حول شخص فريدريخ ميرز الذي هزم بفارق بسيط العام الماضي لتولي رئاسة الحزب، شنوا هجوما جديدا على ميركل.

وقال أكسل فيشر المسؤول عن الكتلة البرلمانية للحزب “الهزيمة في تورينجيا نتيجة منطقية للسياسة الفارغة المضمون التي ينتهجها الحزب المسيحي-الديموقراطي على الصعيد الوطني”.

وعنونت صحيفة “دي فيلت” المحافظة الثلاثاء “معركة على السلطة داخل الحزب الديموقراطي-المسيحي بعد هزيمة تورينجيا الانتخابية” معتبرة أن هذا الحزب “الذي تقوده أنغيلا ميركل هو المسؤول عن تزايد شعبية حزب البديل لألمانيا”.

والاستياء كبير أيضا من أنغريت كرامب-كارنباور التي تتولى أيضا حقيبة الدفاع وضاعفت ارتكاب الأخطاء منذ أشهر وباتت شعبيتها في أدنى مستوى في استطلاعات الرأي.

وفشلت المبادرة التي أطلقتها مؤخرا لارسال بعثة من الجنود الأممين إلى شمال سوريا بشكل ذريع.

والتحرك الشبابي في الحزب الديموقراطي-المسيحي شكك الإثنين بسلطتها بعد هزيمة تورينجيا الانتخابية وتعالت أصوات من الداخل لتفسح المجال لشخصية اخرى كميرز ليخلف ميركل على رأس المستشارية.

وستكون نقاشات المؤتمر المقبل للحزب الديموقراطي-المسيحي في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر حامية بعد أن طلب ميرز الثلاثاء أن يتم خلاله طرح كل المواضيع التي تثير خلافات.

وتدفع ميركل وحزبها ثمن الصورة السيئة لحكومة الائتلاف التي شكلتها مع الاشتراكيين-الديموقراطيين منذ 2018 لعدم وجود بديل آخر.

أما الحزب الاشتراكي-الديموقراطي فهو حاليا في حالة أسوأ ويسعى للبقاء في المشهد السياسي. وسيقرر في كانون الأول/ديسمبر ما إذا سيبقى في الائتلاف أم لا ما قد يفتح الباب لتنظيم انتخابات مبكرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى