النظام التركي يعتقل مدير إدارة الاتصالات باتحاد نقابات العمال الأتراك

تهمة إهانة رئيس الجمهورية الواردة في قانون العقوبات التركي أصبحت وسيلة لقمع الحريات بحق آلاف الأتراك.

إعتقلت سلطات النظام التركي، اليوم الخميس، مدير إدارة الاتصالات باتحاد نقابات العمال الأتراك الثورية، بسبب منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي.

وحسبما ذكره الاتحاد المذكور على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”، فقد قامت قوات أمن النظام التركي باعتقال عمر قاره تبه، مدير إدارة الاتصالات بالاتحاد المذكور من منزله.

ووفق المصدر، جاء الاعتقال بناء على قرار من النيابة العامة في مدينة إسطنبول، ليتم نقله عقب ذلك إلى مديرية أمن المدينة تمهيدا لعرضه على النيابة للتحقيق معه.

ولم تتضح نوعية المنشورات التي بسببها تم اعتقال قاره تبه، لكن في الغالب أنها تضمنت انتقادات لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.

وجريمة إهانة رئيس الجمهورية الواردة في قانون العقوبات التركي تُعَد واحدة من أكثر وسائل القمع السياسي في البلاد خلال السنوات الأخيرة.

وبموجبها تم اعتقال المئات، وتنص المادة نفسها على السجن لمن يهين الرئيس من عام حتى 4 أعوام.

وكانت وزارة العدل في تركيا أصدرت تقريرا يرصد القضايا التي حركتها السلطات بتهمة إهانة الرئيس خلال 2017.

وكشف التقرير أن 6 آلاف و33 قضية رفعت بتهمة إهانة أردوغان، ونفذت الأحكام الصادرة فيها بحق ألفين و99 متهما.

وحسب التقرير، تجاوزت أعداد قضايا إهانة أردوغان في 2018 نحو 5 آلاف قضية، مقابل 4 آلاف و187 قضية في عام 2016.

وارتفع عدد التحقيقات بتهمة إهانة أردوغان في عام 2018 إلى 26 ألفا و115 بزيادة على عام 2017، الذي كان يبلغ فيه الرقم 20 ألفا و539 تحقيقا.

والعام الماضي، تمت محاكمة 5 آلاف و223 شخصا من بينهم 168 طفلا خلال عام واحد.

ويوم أمس اعتقلت شرطة النظام التركي يوم الأربعاء، الصحفي باريش ترك أوغلو، مدير الأخبار في موقع “أودا تي في”، بسبب تقرير عن تشييع جنازة أحد ضباط جهاز مخابرات النظام التركي الذي قتل في ليبيا وكشف هويته.

وعرضت محطة “أودا تي في” لقطات يوم الثلاثاء عن الجنازة في مقاطعة مانيسا الغربية، قائلة إن مراسم الدفن جرت بصمت، من دون مشاركة مسؤولين رفيعي المستوى.

وأصدرت سلطات النظام التركي مذكرة توقيف بحق تيرك أوغلو لفضح هوية المسؤول في وكالة الاستخبارات. ولكن تم الكشف عن هويته بالفعل من قبل نائب حزب الصالح المعارض أوميت أوزداي في مؤتمر صحفي في البرلمان تم بثه عبر الإنترنت، بحسب ما أعلنت قناة “أودا تي في”.

وتعليقاً على ذلك قال إرول أونديروغلو، في منظمة صحفيون بلا حدود في تركيا، في صفحته على موقع تويتر: “يبدو أن تركيا تعرفت على هوية ضابط المخابرات الذي فقد حياته في ليبيا من مسؤول في حزب سياسي، وليس من أخبار أودا تي في. نريد إطلاق سراح مدير الأخبار باريش ترك أوغلو لأنه لا يمكن اتهامه بالكشف عن هوية الضابط المقتول”.

 

أنقرة- الاوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى