إيطاليا تنجح في تجربة علاج فيروس كورونا بالبلازما وأوروبا تعتذر لها

كشفت مصادر صحية في إيطاليا عن تسجيل أول حالات شفاء بين المصابين بعدوى فيروس كورونا المستجد “COVID-19” عن طريق استخدام بلازما دم محملة بالأجسام المضادة لأشخاص تعافوا من الوباء.

وأفادت وكالة “آكي” الإيطالية، اليوم الخميس، بأن تجربة علاج البلازما تمت في مستشفى سان ماتيو التعليمي بمدينة بافيا، جنوب ميلانو بإقليم لومبارديا، التي تعتبر المنطقة الأكثر تضررا من فيروس كورونا في إيطاليا.

وأوضحت أن اثنين من الأطباء (زوج وزوجته) كانا من أول المتبرعين بالدم، وكانا ضمن أول المصابين بفيروس كورونا في محافظة بافيا.

وسبق أن أفادت صحيفة “Repubblica” الإيطالية بأن أطباء متخصصين في مدينتي مانتوفا وبافيا الواقعتين في إقليم لومبارديا يعكفون على دراسة استخدام بلازما الدم في علاج المصابين بفيروس كوسونا المستجد.

وذكرت الصحيفة أن الأطباء بدأوا التجارب التي تشمل 20 مريضا، وذلك بحقنهم ببلازما الدم من أولئك الذين تعافوا وتغلبوا على الفيروس.

وتعرف البلازما بأنها أحد مكونات الدم، وهي مادة سائلة شفافة تميل إلى الاصفرار، وتحتوي على نسبة من الأجسام المضادة التي تشكلت بعد الإصابة بالمرض.

وذكر التقرير أن الفكرة انطلقت من فريق تابع لعيادات سان ماتيو في بافيا، بقيادة البروفيسور، سيزار بيروتي، الذي قرر بدء تجارب العلاج بالبلازما.

وتعتبر إيطاليا الدولة الأولى عالميا من حيث عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد بأكثر من 13100 حالة، والثاني من حيث الحصيلة العامة للمصابين بأكثر من 110 ألف حالة.

وفي سياق مختلف، قدمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اعتذاراً لإيطاليا على تأخر رد فعل الاتحاد بشأن تفشي وباء كورونا، وذلك في رسالة نشرتها الخميس الصحف الإيطالية.

وعنوان الرسالة التي وجهتها المسؤولة الأوروبية إلى الإيطاليين “أقدم لكم اعتذاراتي. نحن معكم”.

وكتبت فون دير لاين: “اليوم أوروبا تتحرك وتقف إلى جانب إيطاليا. لكن الأمر لم يكن دائماً كذلك”.

والأسبوع الماضي لم تتوصل دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى اتفاق على رد قوي على العواقب الاقتصادية للوباء.

وظهر شرخ بين دول الجنوب مثل إيطاليا وإسبانيا، المدعومتين من فرنسا واللتين طالبتا بإصدار سندات دين مشتركة لتعبئة الموارد من السوق لصالح جميع الدول الأعضاء، ودول الشمال بقيادة ألمانيا وهولندا الرافضة لهذا الاقتراح.

وهذا الاجتماع الذي عُقد عبر دائرة الفيديو المغلقة انتهى بإعلان ينص على عقد لقاء جديد خلال أسبوعين.

وفي إيطاليا، وهي إحدى الدول المؤسسة للاتحاد وتُعد من ركائزه، استُقبل الإعلان الصادر عن الاجتماع بغضب عارم مفتوح على أوروبا التي وصفت بأنها “قبيحة” لا بل “ميتة”.

وتابعت فون دير لاين في رسالتها للإيطاليين اليوم: “علينا أن نقر أنه في بداية الأزمة التي نتجت عن الحاجة لرد أوروبي مشترك، لم يفكر كثيرون إلا بمشاكلهم الوطنية”.

واختتمت رسالتها بمبادرات اتخذها الاتحاد الأوروبي لمساعدة الدول الأكثر تضرراً من وباء كورونا، خصوصاً إيطاليا.

وأعلنت: “سيخصص الاتحاد الأوروبي حتى 100 مليار يورو للدول الأكثر تضرراً، بدءًا بإيطاليا، للتعويض عن تراجع مداخيل من سيعملون ساعات أقل”.

 

بروكسيل- الاتحاد الأوروبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى