مصرع ثمانية جنود أفغان جراء هجوم لحركة طالبان الإرهابية

لقي ثمانية جنود أفغان الثلاثاء، مصرعهم أثناء محاولتهم صدّ هجوم لحركة طالبان الإرهابية على مدينة قندوز الاستراتيجية في شمال أفغانستان والتي سقطت في قبضة الإرهابيين مرتين في الماضي، وفق ما أفاد مسؤولون.

وهاجمت عناصر حركة طالبان عدة مواقع للقوات الحكومية على أطراف المدينة بعد منتصف ليل الاثنين، بحسب ما أفادت وزارة الدفاع.

وقالت الوزارة “بدعم من القوات الجوية، تم صد هجومهم”، مضيفة أن القتال استمر لعدة ساعات.

وأفاد وزير الدفاع أسدالله خالد، الذي زار قندوز في وقت لاحق الثلاثاء، الصحافيين أن حركة طالبان تعرّضت “لخسائر فادحة” بينما “خسرنا للأسف كذلك ثمانية جنود بواسل”.

وقتل ثلاثة مدنيين وأصيب 55 بجروح في أعمال العنف التي هزّت المدينة، بحسب ما أفاد مدير الصحة في ولاية قندوز إحسان الله أفضلي.

وأضاف أن ضربة جوية تسببت بأضرار جزئية في عيادة في منطقة شاردارا القريبة، لكن بدون تسجيل ضحايا.

و “يتلقى مصابون من حركة طالبان العلاج في هذه العيادة كذلك”.

واشتبك الجانبان مرارًا في المناطق الريفية خلال الأشهر الأخيرة، لكن محاولة دخول مدينة كبيرة مثل قندوز تعتبر تصعيدا خطيرا.

وجاءت أعمال العنف الأخيرة بعد إعلان الرئيس أشرف غني الأسبوع الماضي استئناف الهجمات ضد المتمردين بعد سلسلة اعتداءات دامية.

وردّت حركة طالبان الإرهابية بتعهدها تكثيف هجماتها ضد قوات الأمن الأفغانية.

وصرّح المتحدث باسم الجيش في شمال أفغانستان هادي جمال، لوسائل الإعلام، أن المسلحين تمكنوا خلال معارك الثلاثاء من الاستيلاء لفترة وجيزة على موقع للجيش الافغاني قبل ان تستعيده قوات الأمن.

وقالت وزارة الدفاع إن 40 عنصراً من طالبان قتلوا وأصيب 50 بجروح في الهجوم على قندوز.

وغالبا ما يبالغ المسؤولون الأفغان وطالبان في أعداد القتلى والجرحى.

وسيطرت حركة طالبان لفترة وجيزة على قندوز، وهي مدينة استراتيجية غير بعيدة من حدود طاجيكستان، مرتين قبل ذلك في أيلول/سبتمبر 2015 ومرة أخرى بعد ذلك بعام. وفشلت في محاولتها القيام بالأمر نفسه العام الماضي.

ويأتي الهجوم على المدينة غداة مقتل سبعة من عناصر المخابرات الأفغانية على الأقل في هجوم بسيارة مفخّخة في ولاية غزنة في شرق البلاد.

والأسبوع الماضي، اقتحم مسلحون مستشفى في كابول ما أسفر عن مقتل 24 شخصا بينهم أمهات ورضّع.

وأعقب الهجوم الذي أثار غضبا دوليا تفجير انتحاري استهدف جنازة وأسفر عن مقتل 32 مشيّعا على الأقل.

ونفت حركة طالبان ضلوعها في أي الهجومين رغم أن غني حمّل عناصرها وتنظيم داعش المسؤولية.

ويقول مسؤولون إن الهجمات تندرج جميعها في إطار هجوم الربيع غير المعلن.

وارتفعت وتيرة العنف في أفغانستان منذ وقّعت حركة طالبان الإرهابية اتفاقا مع واشنطن في شباط/فبراير، تعهّدت الولايات المتحدة بموجبه سحب جنودها من البلاد مقابل تقديم المتمرّدين ضمانات أمنية.

ويشير محللون إلى أن الاتفاق قوى شوكة طالبان بينما أعلن مسؤولون حكوميون وقوع أكثر من 3800 هجوم منذ التوقيع على الاتفاق، أسفرت عن مقتل 420 مدنيا وإصابة 906 بجروح.

وأفادت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان ( يوناما) في بيان أن طالبان تتحمّل مسؤولية سقوط 208 ضحايا مدنيين الشهر الماضي، بزيادة نسبتها 25 بالمئة عن نيسان/أبريل 2019.

أما عدد الضحايا المدنيين الذين تسببت قوات الأمن الأفغانية بسقوطهم في نيسان/أبريل فبلغ 172، بزيادة نسبتها 38 بالمئة.

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العالم للأمم المتحدة في أفغانستان ديبورا ليونز إن “الأطراف (المتحاربة) التزمت التوصل إلى حل سلمي وعليها حماية جميع الأفغان لا زعزعة تطلعات الناس لانتهاء الحرب”.

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى