تصعيد جديد بين فرنسا والنظام التركي

باريس تقرر سحب قواتها من مهمة المراقبة البحرية في المتوسط

تواصل فرنسا هجومها على سياسات النظام التركي في ليبيا ومياه البحر المتوسط، حيث أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية،  اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، في ظل أجواء توتر شديد بين باريس وأنقرة منذ أشهر خصوصاً حول ملف ليبيا قراراً بسحب القوات الفرنسية مؤقتا من عملية سي غارديان، “عملية الأمن البحري لحلف شمال الأطلسي في المتوسط” بانتظار تصحيح الوضع.

ويتواصل تصعيد لهجة الانتقادات بين باريس وأنقرة على خلفية الأزمة الليبية، إذ اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين النظام التركي بنقل مقاتلين إلى ليبيا، معتبرا الدور التركي في هذا البلد المغاربي “مسؤولية تاريخية وإجرامية”.

وتدعم أنقرة سياسيا وعسكريا حكومة السراج في طرابلس غير الدستورية. كما انتقد ما أسماه “تناقض” موسكو بوجود ميليشيات روسية خاصة في ليبيا وليس جنود من الجيش الأحمر.

وفي وقت سابق حذرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، من أن باريس ستضع “النقاط على الحروف”، خلال اجتماع وزراء دافاع حلف الناتو، بشأن “موقف النظام التركي في النزاع الليبي”.

وأوضحت الوزارة أن “السفن التي تبحر بين تركيا ومدينة مصراتة الليبية أحيانا، بمواكبة فرقاطات تركية، لا تساهم في نزع فتيل الأزمة”. ونددت بأن تكون السفن الحربية التركية “تستخدم رموز الأطلسي” لتعرف عن نفسها خلال مهمات المواكبة هذه.

وأعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، الأربعاء، أن سفينة فرنسية تشارك في مهمة للحلف الأطلسي في البحر المتوسط تعرضت مؤخرا لعمل “عدواني للغاية” من قبل زوارق تركية، منددة بمسألة “بالغة الخطورة” مع شريك أطلسي.

وأوضحت الوزارة أن السفينة الفرنسية تعرضت لثلاث “ومضات لإشعاعات رادار” من أحد الزوارق التركية، معتبرة ذلك “عملا عدوانيا للغاية لا يمكن أن يكون من فعل حليف تجاه سفينة تابعة للحلف الأطلسي”، في وقت يعقد وزراء الدفاع في دول الحلف اجتماعا الأربعاء، عبر دائرة الفيديو المغلقة.

وأضافت أن “هذه القضية خطيرة جدا في نظرنا (…) لا يمكننا أن نقبل بأن يتصرف حليف على هذا النحو، وأن يقوم بما قام به ضد سفينة لحلف شمال الأطلسي تحت قيادة الحلف تقوم بمهمة للناتو”.

ودان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان “الدعم العسكري المتزايد” الذي يقوم به النظام التركي لحكومة السراج”في انتهاك مباشر لحظر الأمم المتحدة”.

وقبل ذلك، صعّدت باريس موقفها تجاه تدخلات النظام التركي في ليبيا، واصفة إياها بـ”غير المقبولة”، ومؤكدة أن “فرنسا لا يمكنها السماح بذلك”، وفق ما صدر عن الإليزيه.

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى