منظمات إرهابية تهاجم بلدة في موزمبيق وتسيطر عليها

مقتل العشرات جراء الهجوم وفرار مئات السكان المحليين والأجانب

سيطر منظمات إرهابية متشددة على بلدة بالما في شمال-شرق موزمبيق بيد إرهابيين بعد أن شنوا هجوما واسعا عليها منذ ظهر الأربعاء واستمر الهجوم لمدة ثلاثة أيام.

وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” غير الحكومية إلى أن أشخاصا عديدين قتلوا، وتنقل عن شهود “قالوا لنا إنهم رأوا جثثا في الشوارع”.

وذكر متحدث باسم قوات الدفاع والأمن، الأحد، أن عشرات قتلوا في الهجوم، بينهم سبعة لقوا حتفهم في كمين تعرض له موكب سياراتهم لدى محاولتهم الفرار.

وأشار المتحدث عمر سارانجا للصحفيين إلى أن مئات من السكان المحليين والأجانب أُنقذوا من البلدة الواقعة قرب مشاريعللغاز قيمتها 60 مليار دولار.

القوات الحكومية تنسحب

وأفاد مصدر لوكالة الأنباء الفرنسية أن “القوات الحكومية انسحبت من بالما، وبالتالي فإن المدينة استولت عليها” جماعات مسلحة. وأضاف مصدر آخر طلب عدم ذكر اسمه أن “بالما في قبضة المهاجمين” موضحا أن القتال مستمر.

وقد قامت منظمات إرهابية بعد ظهر الأربعاء بشن هجوم كبير على المدينة بعدما هدأ نشاطها في الأشهر الأخيرة، في تطور سجّل في اليوم نفسه الذي أعلن خلاله العملاق الفرنسي “توتال” استئناف الأعمال في الموقع الغازي الذي من المفترض أن يباشر العمل فيه العام 2024. بيد أن خبراء يشككون في احتمال ارتباط الهجوم بإعلان “توتال”، نظرا إلى حجمه والتحضير الدقيق الذي يستلزمه.

ويبدو أن هدوء الجماعات المسلحة الذي نسب الفضل فيه بداية إلى الرد العسكري، يعود على الأرجح إلى موسم الأمطار الذي يبطئ خلاله كل شيء، ولكن أيضا إلى التحضير لهجمات جديدة.

وأعلنت مجموعة “توتال” الفرنسية في بيان مساء السبت تعليق أعمالها في الموقع.

وكان موظف في موقع الغاز الذي تم إخلاؤه قال الجمعة إن “كلّ شيء تقريبا دمّر ومات كثرٌ” في بالما، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل عن الضحايا أو جنسياتهم.

فرار السكان

وتشير منظمة “هيومن رايتس ووتش” غير الحكومية إلى أن أشخاصا عديدين قتلوا، وتنقل عن شهود “قالوا لنا إنهم رأوا جثثاً في الشوارع”. ومن بين الضحايا مواطن جنوب أفريقي وفق ما أفاد مصدر حكومي في جوهانسبرغ.

وأسفر الهجوم المباغت الأربعاء عن فرار سكان مرعوبين باتجاه غابة مجاورة فيما لجأ عمال المشروع، وبينهم أجانب ومسؤولون موزمبيقيون، إلى الموقع القريب أو إلى فندق في بالما.

وأمضى ما يقرب من 180 شخصا أكثر من 48 ساعة مرعبة هناك، محاصرين من دون معرفة ما إذا كانت المساعدة ستصل في الوقت المناسب لإنقاذهم وسط ضجيج الطوافات المحلّقة فوق المنطقة. وفي نهاية يوم الجمعة، تم إجلاء الجميع لكن عدة أشخاص قتلوا بعد ذلك في كمين.

وقد تمكنت سبع شاحنات من الخروج فقط، ما يعني أن مصير عشرات الأشخاص الذين تم إجلاؤهم ما زال مجهولا حتى مساء السبت. وكان نحو مئة خرجوا من الفندق سيرا على الأقدام باتجاه الشاطئ حيث كان هناك جنود أخلوهم بالقوارب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى