إثيوبيا تحذر بنشر “قدراتها الدفاعية الكاملة” لمواجهة قوات إقليم تيغراي

يشهد شمال إثيوبيا نزاعاً منذ نوفمبر الماضي، بعدما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد، قوات للإطاحة بجبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الحاكم في الإقليم والذي هيمن على الساحة السياسية الوطنية على مدى 3 عقود قبل تسلّم أبي السلطة في 2018، وكانت الخطوة رداً على هجمات نفّذتها الجبهة ضد معسكرات للجيش، بحسب رئيس الوزراء.

وحذرت إثيوبيا، الجمعة، من أنها قد تنشر “قدراتها الدفاعية الكاملة” بعد التقدم الذي أحرزته قوات إقليم تيغراي في المناطق المجاورة وخصوصاً في أمهرة.

وأصدرت وزارة الخارجية بيان قالت فيه: إن الحكومة “تُدفع إلى تعبئة القدرة الدفاعية الكاملة للدولة ونشرها إذا بقيت مبادراتها الإنسانية لحل سلمي للنزاع من دون خطوات مماثلة من الطرف المقابل”.

ولم يتضح على الفور ما هي خطط الحكومة، على الرغم من تحرك وحدات من مناطق مختلفة نحو تيغراي في الأسابيع الماضية، لدعم الجيش.

صبر الحكومة الفيدرالية

وأضاف البيان، أن الحكومة التزمت بوقف إطلاق النار من جانب واحد الذي أعلنته في 28 یونیو الماضي، متهمة جبهة تحرير تيغراي بمواصلة هجماتها، ولا سيما في عفر وأمهرة، والتسبب في مقتل ونزوح الآلاف.

وطالبت الخارجية الإثيوبية، المجتمع الدولي بالتوقف عما وصفته “صم الآذان وتجاھل الفظائع المستمرة التي ترتكبها الجماعة في الإقليم”.

وهدّدت الوزارة بالتراجع عن الهدنة التي أعلنها أبي أحمد، بعد سيطرة جبهة تيغراي مجدداً على ميكيلي عاصمة الإقليم.

وحذّر البيان من أن “عمل الجماعة غیر المسؤولة يختبر صبر الحكومة الفيدرالية ويدفعھا لتغییر مزاجھا الدفاعي الذي تم اتخاذه من أجل وقف إطلاق النار الإنساني من جانب واحد”.

تأتي تصريحات الحكومة غداة استيلاء الجبهة على لاليبيلا، أحد المواقع المسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو” في أمهرة، في أحدث منعطف في الصراع المستمر منذ 9 أشهر.

واستولت القوات على الموقع التاريخي الذي يضم كنائس منحوتة في الصخر تعود إلى القرن الـ12 وكانت وجهة سياحية بارزة في فترة السلم إضافة إلى وجود مطار فيها، من دون قتال، إذ انسحبت قوات الأمن قبل تقدمهم، كما أفاد سكان لوكالة “فرانس برس”.

وحثّ مسؤولون أميركيون بارزون، جبهة تحرير تيغراي على الانسحاب من مناطق شرق الإقليم وجنوبه، ودعوا جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية، والتركيز بدلاً من ذلك على معالجة “الكارثة” الإنسانية التي تشهدها المنطقة.

نحن تحت الحصار

في المقابل، رفض الناطق باسم جبهة تحرير تيغراي، جيتاتشيو رضا، الدعوات إلى الانسحاب من منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.

وقال، إن الجبهة ستواصل تأمين الطرق في شمال أمهرة لمنع القوات الحكومية من إعادة تشكيل صفوفها.

وأضاف: “لن تتم أي خطوة من هذا القبيل إلا إذا رُفع الحصار”، في إشارة إلى القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية.

وتابع جيتاتشيو: “كما ترون نحن تحت الحصار، سنتأكد من أن أي وسيلة يستخدمها أبي لمواصلة خنق شعبنا لا تمثّل مشكلة خطيرة”.

الممرات الإنسانية

وأشار جيتاتشيو إلى أن المقاتلين الموالين لجبهة تحرير شعب تيغراي يشنون “مطاردة ساخنة” ضد قوات إقليم أمهرة التي اتجهت شمالاً من لاليبيلا إلى بلدة سيكوتا.

وشدد على موقفه بأن الجبهة لا تسعى للسيطرة على أراض في أمهرة وعفر بل تركز على تسهيل إيصال المساعدات، لكنها لا تزال ملتزمة باستعادة مناطق في غرب وجنوب تيغراي احتلتها قوات أمهرة في بدايات الحرب.

وبشأن المساعدات الإنسانية قالت الخارجية الإثيوبية، إن السلطات ملتزمة بتوظیف كل ما ھو تحت تصرفھا لتسریع العملیة وإيصال الاحتياجات إلى السكان، بما في ذلك في عفر وأمهرة.

وكان رئيس اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث الإثيوبية، ميتيكو كاسا، شدّد على أن الضغط الذي تمارسه دول ومؤسسات غربية لفتح ممر إنساني غرب إقليم تيغراي، للحصول على المساعدات من السودان مباشرة، “أمر غير مقبول”.

ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن كاسا قوله، إن “بعض الدول الغربية ومؤسساتها تمارس ضغوطاً لفتح معبر إنساني عن طريق غرب إقليم تيغراي لتأمين المساعدة الإنسانية”، موضحاً أن “الحكومة المركزية وحكومة ولاية عفر تبذلان جهوداً كبيرة للوصول إلى شعب الإقليم”.

وأضاف أن “جبهة تحرير شعب تيغراي” التي اتهمها بأنها “تضايق منطقتي أمهرة وعفر في تحدّ لوقف إطلاق النار” الذي وضعته الحكومة من طرف واحد، “صادرت أكثر من 170 آلية محمّلة بالمساعدات كانت متوجهة إلى إقليم تيغراي”.

واتهم بعض الدول الغربية بـ”انتهاز هذه الفرصة للمطالبة بفتح ممر عبر تيغراي لتلقي المساعدات مباشرة من السودان”، مؤكداً أن “الحكومة لن تفتح مزيداً من الممرات”.

ودعت الأمم المتحدة، الشهر الماضي، إلى فتح ممرات إنسانية في إقليم تيغراي محذرة من أن المنطقة التي تواجه خطر المجاعة قد تشهد انقطاعاً للإمدادات الغذائية، وفي الفترة نفسها فُرض حصار مطبق على المنطقة، إثر قطع الطريق الوحيد الذي تمر عبره المساعدات في أعقاب هجوم استهدف قافلة لبرنامج الأغذية العالمي.

ولفتت الأمم المتحدة آنذاك إلى أن “مخزون شركاء التغذية من الحليب الجاهز للاستعمال، لمعالجة 4 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية كل شهر، سينفد قريباً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى