الرئيس الجزائري: نحن مع تونس في السراء والضراء

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في حديثه عن الأزمة التونسية، إن الجزائر “لن تتدخل في الشؤون الداخلية لتونس، مثلما لا نريد أن يتدخل أحد في شؤوننا، ونحن مع تونس في السراء والضراء.

وأضاف تبون في مقابلة مع وسائل إعلام محلية: “بإمكان تونس حل مشاكلها من دون ضغط، ولن نقبل بأن يضغط أحد على تونس”.

وتابع: “الأزمة التي تشهدها تونس، ربما بسبب اختيارها نظاماً لا يتماشى مع تكوينة العالم الثالث”، في إشارة إلى النظام البرلماني، مضيفاً: “سيكون هناك حل داخلي وستبقى أمورها داخلية (..) أخي قيس سعيد (الرئيس التونسي) بلّغني ببعض الأمور، ولكنني لن أكشف عنها، وكان الله في عونه وفي عون تونس (..) التونسي ذكي ويمكنه إيجاد حل لهذه الأزمة”.

تصريح خطير لدبلوماسي مغربي

وبشأن التطورات مع المغرب، قال الرئيس تبون: إن “المغرب لم يقدم إجابة عن المشكل الظرفي الحالي”، في إشارة إلى تصريحات مندوب المغرب في الأمم المتحدة الذي تحدث عن “حق تقرير المصير لشعب منطقة القبائل”.

وأضاف تبون : “لم تكن هناك استجابة للمشكل الحالي الذي نعيشه الآن، هناك دبلوماسي مغربي قام بتصريح خطير جداً، سحبنا من خلاله سفيرنا في الرباط، وقلنا إننا سنذهب بعيداً، ولكنهم لم يتجاوبوا معنا”، رافضاً الحديث أكثر عن القضية.

وتحدث تبون عن قضية الصحراء، وقال إن “القضية بين أيدي الأمم المتحدة في لجنة تصفية الاستعمار، ونحن ملاحظون نزهاء فقط”.

وتابع تبون: “يمكنهم حل المشكلة ونحن مستعدون لأن نستقبلهم في الجزائر إذا أرادوا اللقاء (المغرب وجبهة بوليساريو)، مرحباً بهم، ونأمل حل هذا الصراع”، مضيفاً: “يجب عليهم أن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم، وسنعمل المستحيل من أجل تحقيق ذلك”، ولكنه أكد أنه “لن يتم فرض أي شيء على البوليساريو”.

وكان ملك المغرب محمد السادس دعا تبون إلى العمل في أقرب وقت ممكن على “بناء علاقات ثنائية أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار” بين المغرب والجزائر، وفتح الحدود، المغلقة منذ عام 1994.

وقال محمد السادس في خطاب بمناسبة عيد العرش، في 31 يوليو الماضي، إن “الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبولة للعديد من الدول”، مؤكداً أن قناعته هي أن “إبقاء الحدود مفتوحة، هو الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، وشعبين شقيقين”.

وساطة سد النهضة

وبشأن الوساطة الجزائرية في أزمة سد النهضة، بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، قال تبون إنها “مبادرة جزائرية 100%”، مؤكداً أن “الدول الثلاث وافقت على هذه الوساطة”.

وأضاف تبون: “تدخلنا في أزمة سد النهضة لكي لا يصلوا إلى أزمة تؤدي إلى أمور ساخنة”، مؤكداً أن “الدول الثلاث لها الحق في مخاوفها، ولكن يجب الاحتكام إلى المنطق والعقل للتوافق بينهم”.

وتابع: “تكلمت مع رئيسة إثيوبيا والوزير الأول وقبلا وساطتنا”، مضيفاً أن “الإخوة السودانيين قبلوا وساطتنا، ومصر أيضاً وافقت على هذه المبادرة”. وأكد تبون: “أنا واثق من النجاح لأننا لا نملك لا ناقة ولا جمل في هذه القضية”.

القوات الأجنبية في ليبيا

وتحدث تبون عن الأزمة الليبية، وقال إن “الجزائر طرف لا يملك أي أطماع، وهم يعلمون أننا سند لهم في كل الظروف”، مشيراً إلى أن بلاده “أصبحت شريكاً (..) ونطالب بأن تكون الشرعية من خلال الصندوق”.

وتابع: “الأمم المتحدة قررت أن تكون الانتخابات قبل نهاية العام، هناك قبول لمبدأ الانتخابات رغم بعض الشكوك، سواء في طرابلس أو بنغازي”.

وانتقد تبون ما قال إنه “تركيز البعض في ليبيا على مصالحهم من خلال الإبقاء هذه الفوضى”، مؤكداً أن “من الصعب أن يتخلوا عنها”.

كما تحدث عن القوات الأجنبية على الأراضي الليبية، وتساءل “هل ستنسحب أم لا، وهذه هي الأمور التي نتحدث عليها حالياً”، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، سيجري اتصالات مع “وزراء الخارجية الأميركي والفرنسي والتركي والروسي، من أجل إيجاد حلول لإرضاء الشعب الليبي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى