إخونجية تونس يجددون محاولات اقتحام البرلمان

الشرطة التونسية تتصدى لهم وتغلق المكان

جدد إخونجية تونس وحلفائهم اليوم الأحد، محاولات اقتحام مقر البرلمان في مدينة باردو بالعاصمة، حيث تصدت لهم قوات الشرطة التونسية وأغلقت المكان الذي تجمع فيه الإخونجية.

وتجمع أنصار حركة النهضة الإخونجية وحليفها حزب قلب تونس، معهما خارج أسوار البرلمان في ساحة باردو، رافعين شعارات معادية للرئيس قيس سعيد، ومحاولين اقتحام مقر البرلمان، ومطالبين بعودته للانعقاد بعد أكثر من 3 أشهر من إعلان الرئيس تجميد أعمال البرلمان وحل الحكومة المقربة من الإخونجية وفتح ملفات قضائية ضد كل من تورط في الفساد المالي والسياسي طيلة السنوات العشر الماضية من حكم الإخونجية في تونس.

وتأتي مظاهرات الرافضين للتدابير الاستثنائية في تونس بعد أيام من تصريحات لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، لمح فيها إلى استعداده للاستقالة من رئاسة البرلمان مقابل فرصة جديدة للحوار في تونس.

كما ظهر الغنوشي في غضون الأسبوع الماضي في مجموعة من التحركات التقى فيها شبابا من حزبه للإشادة “بدفاعهم عن الديمقراطية والشرعية وجهودهم الدؤوبة من أجل استعادة الوضع الديمقراطي في تونس” وفق تعبيره.

واعتبر مراقبون أن ذلك مناورات جديدة من الغنوشي، أشبه بالنفخ على الرماد، وسط محاولات يائسة من رجل الإخونجية الأول في تونس لاستعادة حضوره السياسي والتشويش على مسار الإصلاح السياسي في البلاد، بعد 10 سنوات ثقيلة من حكم النهضة للبلاد.

الغنوشي لم يفهم بعد أن الشعب أقاله في 25 يوليو

ورفض اتحاد الشغل في تونس الحديث عن عودة “برلمان الإخونجية” بعد المعاناة التي تسبب فيها، مطالبا بقطيعة تاريخية مع “عشرية الفشل”.

وقال الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل، سامي الطاهري، في تدوينة على حسابه على “فيسبوك”، الأحد، إنه “لا لعودة المجلس النيابي المجمد الذي عانى منه التونسيون الأمرين.. يجب أن تكون هناك خطوة إلى الأمام الآن واليوم.. أي تأخير هو فرصة للمستنصرين بالخارج”.

وأكد النائب عن حركة الشعب هيكل المكي، أن “محاولات الغنوشي وجماعته التشويش في البلاد بعد خروجهم من التاريخ من البوابة الصغيرة، حيث سيذكر التاريخ الغنوشي كأسوأ شخصية قادت مرحلة من تاريخ تونس طيلة 10 سنوات حل فيها الخراب الاقتصادي والاجتماعي والعنف والإرهاب، هي مناورات تعني أن الغنوشي لم يفهم بعد أن الشعب أقاله في 25 يوليو، وأن برلمانه لن يعود، وأنه لا مستقبل للإخونجية على أرض تونس”.

ودعا المكي الملتفين حول راشد الغنوشي بالكف عن التحريض وتحريك الأمور في الاتجاه المعاكس لما يريده شعب تونس.

وعلق المحلل السياسي فريد العليبي، على محاولة الإسلام السياسي المناورة للالتفاف على هبة 25 يوليو وإجراءات رئيس الجمهورية، بالقول إن “راشد الغنوشي مستعد للاستقالة من رئاسة البرلمان، وهو ما يعني القبول بأن البرلمان موجود ولا تزال له شرعيته، والحال أن الإجراءات الرئاسية علقت عمله، هو مجرد محاولة لإعادة الاعتبار للبرلمان ومنه إلى الإسلام السياسي، وهو في نفس الوقت إشارة إلى القوى الإقليمية والدولية لدعم هذا التوجه، بما يعني حشد قوى محلية وعربية وإقليمية ودولية ضد هبة 25 يوليو التونسية”.

بدوره، اعتبر الباحث والسياسي طارق الكحلاوي في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، أنه “لا مجال للحديث عن رجوع للبرلمان، وأن الحلول السياسية تكمن في خريطة طريق بشروط جديدة، أهمها تعديل الدستور وضبط رزنامة الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة، ولكن استقالة الغنوشي من عدمها لم تعد محددة في هذه الرحلة من المسار السياسي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى