ترامب يريد امتلاك قطاع غزة وتحويله إلى “منطقة حرية”
ويتحدث عن المفاوضات مع إيران وأوكرانيا

عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، وكرر إنه يريد من الولايات المتحدة أن “تمتلك” قطاع غزة وتحويله إلى “منطقة حرية”، وسط استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع.
وأوضح ترامب من قطر: “لديّ تصورات جيدة جدا لقطاع غزة، وهي جعلها منطقة حرية”، مضيفاً، “سأكون فخورا لو امتلكتها الولايات المتحدة وأخذتها وجعلتها منطقة حرية”.
وتأتي تصريحات الرئيس الأميركي وسط تكثيف إسرائيل غاراتها على القطاع تزامنا مع زيارته للمنطقة، مع تعثر المفاوضات الساعية لإنهاء الحرب.
وكان ترامب طرح أكثر من مرة فكرة تهجير سكان غزة وتحويل القطاع إلى منتجع سياحي، لكن مقترحه قوبل برفض عربي ودولي.
وخلال الأشهر الماضية، تحدث مسؤولو إسرائيل، وعلى رأسهم رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، عن خطط لتهجير الفلسطينيين من القطاع.
والإثنين أكد نتنياهو أن حكومته تعمل على إيجاد دول قد تكون مستعدة لاستقبال فلسطينيين من قطاع غزة.
وقال لمجموعة من الجنود المصابين في المعارك: “أنشأنا إدارة تسمح لهم (سكان غزة) بالمغادرة، لكننا بحاجة إلى دول مستعدة لاستقبالهم. هذا ما نعمل عليه حاليا”.
وزعم نتنياهو أنه يقدر أن “أكثر من 50 بالمئة منهم سيغادرون إذا أتيحت لهم الفرصة”.
نقترب من إبرام اتفاق مع إيران
وفي سياق آخر، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، قائلاً إن “طهران وافقت نوعاً ما على الشروط، ونقترب ربما من التوصل إلى اتفاق”، لكنه شدد على أن “طهران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي”.
وقال ترامب خلال اجتماع مائدة مستديرة للأعمال في العاصمة القطرية الدوحة، ثاني محطات جولته الخليجية بعد الرياض، إن الولايات المتحدة قد تُجبر على اتخاذ “نهج عنيف” مع إيران إذا لم يُفلح الخيار الدبلوماسي الودي، مضيفاً أنه “على إيران اتخاذ قرار”، بينما يواصل البلدان التفاوض بشأن الرفع المحتمل للعقوبات الأميركية إذا تخلت إيران عن برنامجها النووي.
وتابع: “نقترب ربما من إبرام اتفاق.. هناك خطوتان للقيام بذلك: خطوة المفاوضات، وخطوة أخرى عنيفة، وأنا لا أريد القيام بالطريقة الثانية”.
وأكد مصدر إيراني مطلع على المفاوضات، لـ”رويترز”، أنه لا تزال هناك فجوات يجب سدها في المحادثات مع الولايات المتحدة.
وصرح مسؤولون بأن “محادثات جديدة” بين المفاوضين الإيرانيين والأميركيين لحل الخلافات بشأن برنامج طهران النووي انتهت في عُمان الأحد، ومن المقرر إجراء المزيد من المفاوضات، في حين أصرت طهران علناً على مواصلة تخصيب اليورانيوم.
وأضاف الرئيس الأميركي من الدوحة: “سنرى ما سيحدث، لكننا نجري مفاوضات جادة للغاية مع إيران من أجل سلام دائم”، زاعماً أن طهران وافقت نوعاً ما على الشروط. “نقترب ربما من التوصل إلى اتفاق”.
خياران أمام إيران
وفي كلمة ألقاها أمام قادة الأعمال، في العاصمة القطرية الدوحة، قال ترامب: “نرغب في معرفة ما إذا كان بإمكاننا حل مشكلة إيران بطريقة ذكية، بدلاً من طريقة عنيفة. هناك خياران فقط؛ (ذكي وآخر عنيف)”.
وتابع: “أريد إيران أن تكون دولة كبيرة، لكن بدون امتلاك السلاح النووي، هناك خطوة مهمة، ولا نريد أن نذهب إلى الخطوة الثانية”، وأضاف ترمب أن “الولايات المتحدة ستحمي منطقة الشرق الأوسط”، وعلى إيران أن تعرف أن “المسار غير الودي هو مسار عنيف، ولا أريد ذلك.. عليهم أن يتحركوا. عليهم أن يتخذوا هذا القرار”.
وعلى الرغم من أن طهران وواشنطن أعلنتا تفضيلهما للدبلوماسية لحل النزاع النووي المستمر منذ عقود، إلا أنهما لا تزالان منقسمتين بشأن عدة خطوط حمراء سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق جديد وتجنب أي عمل عسكري مستقبلي.
بيزشكيان: ترامب يريد خلق حالة من عدم الاستقرار داخل إيران
وكان الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، رد على تصريحات ترامب، الثلاثاء الماضي، التي وصف فيها طهران بـ”القوة الأكثر تدميراً” في الشرق الأوسط.
وقال بيزشكيان: “يعتقد ترامب أنه يستطيع فرض عقوبات علينا وتهديدنا ثم الحديث عن حقوق الإنسان. جميع الجرائم وعدم الاستقرار الإقليمي سببها الولايات المتحدة”. وأضاف: “إنه يريد خلق حالة من عدم الاستقرار داخل إيران”.
وصرح مسؤولون أمريكيون علناً، بأنه على إيران وقف تخصيب اليورانيوم، وهو موقف وصفه المسؤولون الإيرانيون بأنه “خط أحمر”، مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عما يعتبرونه حقهم في تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية.
ومع ذلك، فقد أبدى المسؤولون الإيرانيون استعدادهم لخفض مستوى التخصيب. وأعرب المسؤولون أيضاً عن استعدادهم لخفض كمية اليورانيوم عالي التخصيب المخزنة، وهو اليورانيوم المخصب بما يتجاوز المستويات اللازمة عادةً للأغراض المدنية، مثل توليد الطاقة النووية.
وجاءت تصريحات ترمب، بعد أن أجرى مبعوثه ستيف ويتكوف، جولة محادثات رابعة مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد الماضي، في مسقط، قبيل زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة. ووصفت الخارجية الإيرانية المفاوضات بأنها “صعبة ولكنها مفيدة”.
المسألة الأوكرانية
وفي المسألة الأوكرانية، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الخميس، إنه لا يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيحضر المحادثات المباشرة مع اوكرانيا في تركيا “إذا لم يكن هو نفسه حاضراً”.
وقال ترامب: “لم أكن أعتقد أنه من الممكن أن يذهب بوتين إلى هناك إذا لم أكن أنا حاضراً”.
وكان تارمب قد ألمح إلى أنه قد يسافر إلى تركيا للمشاركة في المفاوضات، إذا كان بوتين حاضراً. إلا أن ترمب قال الخميس: “في الواقع، قلتُ: لماذا سيذهب إذا لم أكن حاضراً؟ لأنني لم أكن سأذهب. لم أكن أخطط للذهاب. كنت سأذهب، لكنني لم أكن أخطط للذهاب. وقلتُ: لا أعتقد أنه سيذهب إذا لم أذهب”.
وأشار ترامب إلى أن الهند عرضت خفض الرسوم الجمركية على السلع الأميركية إلى الصفر، وهو أمر لم تؤكده نيودلهي فوراً.
وأدلى ترامب بهذه التعليقات خلال اجتماع مائدة مستديرة للأعمال في الدوحة، ثاني محطات جولته الخليجية، بعد أن غادر الرياض، الأربعاء، حيث ناقش خطط شركة أبل بشأن بناء مصانع هواتف “آيفون” في الهند. وقال ترامب: “من الصعب جداً بيعها في الهند، وقد عرضوا علينا صفقةً لا يفرضون علينا فيها أي رسوم جمركية”.