واشنطن تحشد عسكرياً في الشرق الأوسط وطهران تستعد لضرب القواعد الأمريكية

على وقع الحرب المستعرة بين إيران وإسرائيل، تحشد واشنطن مزيدا من طائراتها المقاتلة في منطقة الشرق الأوسط، ووسعت نطاق نشر طائراتها الحربية الموجودة بالفعل، وذلك عقب وصول أكثر من 12 طائرة نقل جوي من طراز KC-135R وKC-46A إلى أوروبا، بينما كشف مسؤولون لوكالة “رويترز” أن عمليات الحشد تشمل طائرات F16 وF22 وF35.
وطبقا لصحيفة نيويورك تايمز، أرسلت الولايات المتحدة نحو ثلاثين طائرة للتزويد بالوقود إلى أوروبا، يمكن استخدامها لمساعدة الطائرات المقاتلة في حماية القواعد الأميركية، أو لتوسيع مدى القاذفات المشاركة في أي ضربة محتملة على المنشآت النووية الإيرانية، بينما جهزت إيران صواريخ ومعدات عسكرية لشن ضربات على قواعد أميركية في المنطقة في حال انضمت واشنطن إلى الحرب ضدها.
وتضغط إسرائيل على البيت الأبيض لدفعه للتدخل في عدوانها على إيران، لضرب منشأة فوردو النووية الإيرانية والتي تشير تقارير إلى أن تدميرها يحتاج إلى قاذفة الطائرات الأميركية من طراز B-2 المتمركزة حاليا بقاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي.
وكشف برنامج تتبع الرحلات الجوية، الثلاثاء، عن توجه أكثر من 17 طائرة نقل جوي أميركية جنوبا من قواعد في أوروبا، وعبور 31 طائرة ناقلة المحيط الأطلسي، وذلك حسبما نشر موقع “ذا وور زون”.
وسبق أن كتب وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث على منصة التواصل الاجتماعي إكس أنه وجه بنشر قوات إضافية في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية، مضيفا أن “حماية القوات الأميركية هي الأولوية القصوى وأن عملية النشر تهدف إلى تعزيز الوضع الدفاعي بالمنطقة”.
وطبقا لـ”ذا وور زون”، فإن طائرات F 22 قد تصل إلى المنطقة من قاعدة لانغلي الجوية في فيرجينيا، بينما يرجح أن طائرات F35 إما قادمة من الحرس الجوي في فيرمونت أو من قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في إنكلترا.
وتضاف إلى هذه الترسانة طائرات F 16 المزودة بأنظمة موجهة بالليزر، وتستخدم لإسقاط الطائرات المسيرة التي يطلقها الحوثيون منذ العام الماضي. ولعبت طائرات F-15E Strike Eagles التابعة للقوات الجوية الأميركية أدوارا رئيسية في التصدي لهجمات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل العام الماضي.
المدمرات وحاملات الطائرات
وقال مسؤولون دفاعيون، طبقا لما نقلته صحيفة “واشنطن بوست”، إن البنتاغون يحتفظ بمجموعة واسعة من الدفاعات في المنطقة، تشمل حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسون، الموجودة في بحر العرب مع طراد الصواريخ الموجهة يو إس إس برينستون، كما ألغت البحرية الأميركية توقفا في فيتنام لحاملة الطائرات يو إس إس نيمتز وأرسلتها مع سفن أخرى إلى المنطقة، وعلى متنها نحو 5000 بحار وعشرات الطائرات المقاتلة، ما يعني وجود حاملتي طائرات في المنطقة.
كما توجد ببحر العرب المدمرات يو إس إس ميليوس، ويو إس إس ستيريت، ويو إس إس واين إي ماير، إضافة إلى مدمرتين أخريين، هما يو إس إس تروكستون ويو إس إس فورست شيرمان، في البحر الأحمر، بينما وصلت سفينة القتال يو إس إس كانبيرا إلى ميناء البحرين في أواخر الشهر الماضي.
طائرات التزويد بالوقود
كما تملك البحرية الأميركية ثلاث مدمرات إضافية في البحر الأبيض المتوسط، وهي يو إس إس سوليفان، ويو إس إس أرلي بيرك، ويو إس إس هاينز، بينما كانت سفينة توماس هودنر في غرب البحر الأبيض المتوسط عندما بدأت الضربات العسكرية على إيران الأسبوع الماضي، ثم انتقلت إلى شرق المتوسط، أقرب إلى إسرائيل، وفقاً لمسؤولي الدفاع.
وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية أن طائرات التزويد بالوقود، إلى جانب بعض طائرات النقل الثقيلة، أقلعت من نقاط في جميع أنحاء الولايات المتحدة وهبطت بعد ساعات في قواعد جوية في إسبانيا واليونان وألمانيا وإيطاليا واسكتلندا، من بينها طائرات KC-135 Stratotankers وKC-46 Pegasuses.
وأعلن مسؤولون أميركيون أن هذه الخطوة تقرب هذه الطائرات من المنطقة للدفاع عن المصالح الأميركية عند الحاجة. فيما أشار مسؤولون دفاعيون إلى أنه من الممكن نشر طائرات مقاتلة إضافية باعتبار ذلك جزءاً من الرد، على الرغم من أنه لم يتضح على الفور نوعها أو وجهتها. بينما يوجد نحو 40 ألف جندي أميركي بالمنطقة منذ أكتوبر/تشرين الأول، حيث يوجد عادة نحو 30 ألفا، وذلك حسبما كشفت مصادر لوكالة أسوشييتد برس.
وأكد وزير الدفاع الأميركي في تصريحات لقناة فوكس نيوز أن الولايات المتحدة تتصرف دفاعيا، مستدركا بأنها ستدافع عن مصالحها الخاصة، وقال “الوضع الراهن يشير إلى أننا يقظون، وقد وجهنا رسائل ثابتة مفادها أننا موجودون في المنطقة للدفاع عن مواطنينا ومملتكاتنا”.
وشاركت في الأيام الماضية أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي، مثل باتريوت ونظام الدفاع الجوي “ثاد”، في إسقاط طائرات دون طيار وصواريخ إيرانية، وذلك وفقا لما صرح به مسؤولون لـ”واشنطن بوست”، فيما أشار رئيس حكومة اليمين الإسرئيلي الفاشي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي، الاثنين، إلى أن الطيارين الأميركيين يستهدفون طائرات إيرانية بدون طيار.
القوات الأمريكية في الشرق الأوسط
وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية مئات القوات ونحو 19 قاعدة بحسب مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي (CFR)، من بين هذه المواقع هناك قواعد دائمة، أبرزها متواجد في كلا من البحرين، والعراق، ولأردن، والكويت، وقطر، والسعودية، والإمارات العربية المتحدة”.
وكان أول انتشار للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط كان في يوليو 1958 عندما تم إرسال قوات قتالية إلى بيروت خلال أزمة لبنان. وقد بلغ عدد القوات الأمريكية هناك في ذروته ما يقرب من 15,000 جندي من مشاة البحرية والجيش.
وحتى منتصف عام 2025، يُقدر عدد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بين 40 ألفا إلى 50 ألف جندي، موزعين بين قواعد دائمة كبيرة ومواقع متقدمة أصغر في أنحاء المنطقة. وتشمل الدول التي تستضيف أكبر عدد من القوات الأمريكية: قطر، والبحرين، والكويت، والإمارات، والسعودية.
قاعدة العديد الجوية في قطر
تُعد قاعدة العديد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، أُنشئت عام 1996، وتمتد على مساحة 24 هكتارًا (60 فدانًا). وتستوعب القاعدة ما يقرب من 100 طائرة عسكرية وطائرات بدون طيار، وتضم حوالي 10 آلاف جندي أمريكي. وتُعد القاعدة المقر الأمامي للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، وكانت محورية في العمليات العسكرية في كل من العراق وسوريا وأفغانستان.
نشاط الدعم البحري (NSA) في البحرين
تقع القاعدة البحرية الأمريكية الحالية في موقع القاعدة البحرية البريطانية السابقة HMS الجفير.
وتستضيف القاعدة حوالي 9 آلاف من موظفي وزارة الدفاع الأمريكية، بما في ذلك عسكريين ومدنيين. وتُعد هذه القاعدة مقرًا للأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، وتوفر الحماية للسفن والطائرات والوحدات والمواقع النائية في المنطقة.
معسكر عريفجان في الكويت
يُعد معسكر عريفجان قاعدة رئيسية تابعة للجيش الأمريكي، ويقع على بُعد حوالي 55 كيلومترًا جنوب شرق مدينة الكويت. تم إنشاؤه في عام 1999، ويعمل كمركز رئيسي للوجستيات والإمداد والقيادة للعمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، لا سيما ضمن نطاق مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM).
قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات
قاعدة استراتيجية تركز على الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية ودعم العمليات الجوية القتالية.
وتستضيف القاعدة طائرات متطورة مثل المقاتلات الشبحية F-22 رابتور، إلى جانب طائرات مراقبة واستطلاع متنوعة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار (درونز) وطائرات AWACS للإنذار المبكر والتحكم.
قاعدة أربيل الجوية في العراق
تُستخدم هذه القاعدة من قبل القوات الأمريكية لتنفيذ عمليات جوية، خصوصًا في شمال العراق وسوريا، حيث تقدم القوات الأمريكية الدعم والاستشارات للقوات الكردية والعراقية.