روسيا تدعو إسرائيل لوقف هجماتها على إيران وتحذر الولايات المتحدة من التدخل في الحرب

بوتين وشي جين بينج ينددان "بشدة أفعال تل أبيب التي تنتهك القانون الدولي"

دعت روسيا إسرائيل إلى وقف ضرباتها الجوية للمواقع النووية الإيرانية فورا محذرة الولايات المتحدة من التدخل في الحرب ومغبة ذلك.

ذلك بينما تستعد الولايات المتحدة لاحتمال توجيه ضربة عسكرية إلى إيران “خلال أيام”، ويواصل الرئيس دونالد ترامب تقييم جدوى الهجوم، الذي وافق عليه، لكنه أبدى “شكوكاً” بشأن مدى فعالية القنبلة الخارقة للتحصينات في تدمير منشآت إيران النووية الأكثر تحصيناً.

قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “روسيا تدعو إسرائيل إلى وقف الضربات الجوية على المنشآت النووية الإيرانية فورا”.

وأشارت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي في إطار “منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي” إلى أن روسيا تخطر الولايات المتحدة بخطورة ومغبة التدخل في القتال ضد إيران، مؤكدة أن هذا التدخل “محفوف بعواقب لا يمكن السيطرة عليها”.

ولفتت زاخاروفا إلى أن موسكو “تعتبر هجمات إسرائيل على المنشآت النووية السلمية في إيران أمرا غير مقبول على الإطلاق”.

وأضافت: “هذه مغامرة إجرامية من جانب إسرائيل، تهدد الأمن الإقليمي والعالمي. ومحاولات تبريرها بادعاءات منع الانتشار النووي، هي ضرب من النفاق”.

كما أعربت عن قلق روسيا البالغ إزاء الهجمات الإسرائيلية ولاسيما على محطة “بوشهر” النووية التي يعمل فيها خبراء روس.

وتابعت: “تدعو روسيا القيادة الإسرائيلية إلى وقف الغارات على المواقع النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتشكل جزءا من أنشطتها التفتيشية، وتعرب عن قلقها إزاء سلامة محطة بوشهر النووية التي يعمل فيها خبراء روس”.

بوتين وشي جين بينج ينددان “بشدة أفعال إسرائيل التي تنتهك القانون الدولي”

ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي، مع نظيره الصيني شي جين بينج “بشدة أفعال إسرائيل التي تنتهك القانون الدولي”، وذلك مع دخول الحرب الإسرائيلية الإيرانية يومها السابع.

وأكد الرئيسان أنه “لن يكون هناك حل عسكري للقضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني إلا بالوسائل السياسية والدبلوماسية”، حسبما نقل الكرملين.

وأشار الكرملين إلى أن الزعيمين بحثا أيضاً تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط.

استعدادات أمريكية لضرب إيران

وتجري الولايات المتحدة استعدادات لاحتمال توجيه ضربة عسكرية إلى إيران “خلال أيام”، فيما يواصل الرئيس دونالد ترامب تقييم جدوى الهجوم، الذي وافق عليه، لكنه أبدى “شكوكاً” بشأن مدى فعالية القنبلة الخارقة للتحصينات في تدمير منشآت إيران النووية الأكثر تحصيناً.

وأفادت “بلومبرغ”، الخميس، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن مسؤولين أميركيين كبار، يستعدون لإمكانية توجيه ضربة، ما يعد مؤشراً على أن “واشنطن تجهز البنية التحتية للدخول مباشرة في صراع مع طهران”، التي تخوض حرباً مع إسرائيل منذ نحو  الأسبوع.

وقال أشخاص مطلعون على الأمر، طلبوا عدم كشف هوياتهم، إن “الوضع لا يزال يتطوّر، ويمكن أن يتغير”، في ظل تصاعد وتيرة المواجهات في الحرب بين إسرائيل وإيران.

“ربما أفعل ذلك وربما لا أفعلها”

وأشارت المصادر إلى خطط محتملة لتوجيه ضربة في نهاية الأسبوع. وقال أحد تلك المصادر،  إن كبار القادة في عدد قليل من الوكالات الفيدرالية الأميركية، بدأوا أيضاً في الاستعداد لشن هجوم.

وذكرت “بلومبرغ” أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كان يفكر بشكل علني منذ أيام في الدعوة إلى مثل هذه الضربة على إيران.

وأبلغ ترامب الصحافيين في البيت الأبيض، الأربعاء، أن لديه “أفكاراً بشأن ما يجب القيام به”، وأنه يفضل اتخاذ “القرار النهائي في اللحظة الأخيرة”، لأن الوضع في الشرق الأوسط متقلب.

وقبل ساعات قليلة قال ترامب: “ربما أفعل ذلك. وربما لا أفعلها”، وذلك عندما سُئل عما إذا كان يقترب من مهاجمة إيران.

فيما قال مسؤول في البيت الأبيض، إن “جميع الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة”.

ووفق “بلومبرغ”، يُمثل انفتاح الرئيس على التدخل الأميركي في الحرب، تراجعاً عن تصريحاته العلنية قبل أسبوع، عندما كان يحض على إجراء محادثات دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشان برنامجها النووي.

مخاوف التورط في صراع طويل

وأفاد موقع “أكسيوس” نقلاً عن مستشارين في الإدارة الأميركية، بأن الرئيس ترامب يواصل تقييم جدوى شن ضربة عسكرية ضد إيران، في ظل تساؤلات يطرحها على مساعديه بشأن مدى فعالية القنبلة الخارقة للتحصينات في تدمير منشآت إيران النووية الأكثر تحصيناً.

ونقل الموقع الأميركي، الخميس، عن المسؤولين قولهم، إن ترامب يرغب في التأكد من أن أي تدخل عسكري سيكون ضرورياً فعلاً، ولن يؤدي إلى تورط الولايات المتحدة في صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط، مع التأكيد على أن الهدف الأساسي لأي عملية يجب أن يكون تدمير كامل برنامج إيران النووي.

وأضاف مسؤول أميركي: “نحن نستعد لتوجيه ضربة لإيران، لكننا غير مقتنعين بعد بأن تدخلنا ضروري. ونتمنى في الحقيقة ألا نكون ضروريين، لكن الرئيس لم يقتنع حتى الآن بأننا مطلوبون في هذه المرحلة”.

ترامب وافق على خطط مهاجمة إيران

وأفادت شبكة ABC News، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن الرئيس دونالد ترامب، أبلغ كبار مستشاريه بعد اجتماع في غرفة العمليات، الثلاثاء، بموافقته على خطط الهجوم على إيران التي عُرضت عليه، لكنه قال إنه ينتظر ليرى ما إذا كانت إيران مستعدة لمناقشة إنهاء برنامجها النووي.

ولم يتخذ ترامب أي قرار نهائي بشأن مشاركة الولايات المتحدة في الهجوم، وفي حين أن خطط الهجوم جاهزة، إلا أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيعطي أمراً نهائياً ويمضي قدما في تنفيذها.

كما نقلت شبكة CBS News عن مصدر استخباراتي رفيع ومسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، قولهما إن الرئيس ترامب وافق على خطط الهجوم على إيران، ليل الثلاثاء، لكنه لم يتخذ قراراً نهائياً.

وعقد ترمب، الأربعاء، اجتماعاً آخر في “غرفة العمليات” مع كبار مستشاريه للأمن القومي لمناقشة الحرب بين إسرائيل وإيران.

وقال مسؤول أميركي: “نفاد صبر الرئيس يزداد مع مرور كل دقيقة. والوقت ينفد بالنسبة لإيران، وكل الخيارات لا تزال مطروحة”.

وفي الأيام الماضية، وبينما كان ترمب يدرس خياراته، استمر مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، في التواصل المباشر مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بحسب مسؤولين أميركيين ومصدر مطلع.

وقال مسؤول أميركي: “نواصل طرح خيار الحوار.. لنفتح باب النقاش. فالأمل لا يموت. بعض الأيام يقول ستيف (ويتكوف): تواصلوا معي، لديهم استعداد للحديث. وأيام أخرى يقول: لم يردوا. لكننا لن نتخلى عن المحاولة”.

مهلة إضافية

وقال مصدر مطلع لشبكة CNN الأميركية، إن الرئيس ترامب “راجع خطط الهجوم على إيران، لكنه ينتظر لمعرفة ما إذا كانت طهران ستتراجع عن برنامجها النووي”.

فيما رجحت “بلومبرغ”، أن انتظار بضعة أيام لتوجيه الضربة يمنح القادة الإيرانيين “مهلة إضافية”، ليثبتوا لترمب أنهم على استعداد للتخلي عن بعض قدرات تخصيب اليورانيوم، لإثناء الولايات المتحدة عن الهجوم.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة “إكس”، في وقت سابق، الأربعاء، إن بلاده لا تزال “ملتزمة بالدبلوماسية”، ولم تسعَ ولن تسعى أبداً إلى امتلاك أسلحة نووية.

ويعتزم وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا E3، وهي الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، إجراء محادثات نووية مع نظيرهم الإيراني، الجمعة، في جنيف، وفق شخص مطلع على الأمر.

وأشارت “بلومبرغ” إلى تحوّل خطاب ترمب إلى حد كبير خلال الأيام الأخيرة، بعد أن أثار حلفائه انطباعاً لديه بأن إيران على وشك الحصول على سلاح نووي.

كان السيناتور من ولاية ساوث كارولاينا ليندسي جراهام “صوتاً محورياً” يحض الرئيس على التفكير في شن عمل عسكري، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات، أشاروا إلى أن الرئيس ترمب أجرى عدة مكالمات متعددة مع جراهام.

وقال جراهام عن إيران، الأربعاء: “لقد منحهم ترامب فرصة للدبلوماسية. أعتقد أنهم أخطأوا في حساباتهم، وكلما أسرعنا في إنهاء هذا التهديد للبشرية، كان ذلك أفضل”.

وأضاف جراهام، الذي قال إنه تحدث مع ترمب، الثلاثاء، إن الرئيس “شديد التركيز وهادئ للغاية”، و”يعني ما يقوله” عندما يقول إنه لا يريد لإيران أن تسيطر على سلاح نووي.

طهران تحذر واشنطن من التدخل في الحرب

في مقابل التهديدات الأمريكية، حذر مجلس صيانة الدستور الإيراني الولايات المتحدة من التدخل في الصراع.

وقال في بيان بثه التلفزيون الرسمي، اليوم الخميس، إن بلاده سترد بشكل قاسٍ إذا تدخلت واشنطن عسكريا من أجل دعم الهجوم الإسرائيلي، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس.

كما اعتبر أنه على أميركا ورئيسها دونالد ترامب أن يدركا أن ارتكاب أي خطأ ضد إيران سيقابل برد قاس.

الاعتداء على خامنئي سيثير طوفاناً

إلى ذلك، رأى أنه من الأفضل للجانب الأميركي أن “يدفن حلم استسلام الإيرانيين”.

وشدد على أن “أي اعتداء يطال المرشد علي خامنئي سيثير طوفاناً”، وفق تعبيره.

وكان نائب وزير الخارجية الإيراني أكد بدوره في وقت سابق اليوم أنه “إذا أرادت أميركا التدخل فعلياً لدعم إسرائيل فستضطر بلاده لاستخدام أدواتها للدفاع عن نفسها وتلقين المعتدين درسا”، وفق ما نقلت وكالة تسنيم.

كما أضاف غريب آبادي، الذي كان ضمن الفريق الإيراني الذي أجرى على مدى الشهرين الماضيين محادثات غير مباشرة مع أميركا: “جميع الخيارات اللازمة مطروحة على الطاولة” أمام صناع القرار العسكري. ووجه نصيحة إلى واشنطن، قائلا: “نصيحتنا لأميركا هي عدم التدخل على الأقل إذا كانت لا تريد وقف العدوان الإسرائيلي”.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى