لدفع مسار التطبيع مع إسرائيل… ترامب يرفع العقوبات عن سوريا

في مؤشر واضح على بدء برنامج التطبيع بين إسرائيل وسوريا، أعلن البيت الأبيض، مساء اليوم الاثنين، أن “الرئيس الأمريكي دونالد ‌ترامب، وقع أمرا تنفيذيا برفع برنامج العقوبات عن سوريا”، فيما ذكرت وسائل أعلام أمريكية أن إدارة ترامب بدأت محادثات تمهيدية للتوصل إلى اتفاق أمني محتمل بين تل أبيب ودمشق.

ويستثني قرار رفع العقوبات بحسب البيت الأبيض، العقوبات المفروضة على الرئيس السابق بشار الأسد، ومساعديه، والمنتهكين لحقوق الإنسان، وتجار المخدرات، والأشخاص المرتبطين بأنشطة الأسلحة، وتنظيم “داعش” ومن يرتبط به، والجماعات التابعة لإيران.

وقال البيت الأبيض إن “الأمر التنفيذي بشأن سوريا، سيدخل حيّز التنفيذ اليوم الثلاثاء”، معتبراً أن سوريا موحدة، لا تشكل ملاذاً آمناً للتنظيمات الإرهابية، وتضمن أمن الأقليات الدينية والعرقية فيها، تُعزز الأمن والازدهار الإقليميين.

وأكد ترامب، في تصريحات له، أن “الولايات المتحدة ملتزمة بدعم سوريا مستقرة وموحدة تعيش في سلام مع نفسها وجيرانها”، مضيفًا أن “سوريا الموحدة التي لا توفر ملاذًا آمنًا للمنظمات الإرهابية وتضمن أمن أقلياتها ستدعم أمن وازدهار الإقليم”.

وتابع: “الظروف في سوريا تغيّرت بفعل التطورات التي حدثت خلال الأشهر الستة الماضية، والحكومة السورية المؤقتة برئاسة أحمد الشرع “الجولاني”، اتخذت إجراءات إيجابية”.

من جهته، أكد وزير الخارجية السوري أشعد الشيباني، أن “رفع العقوبات عن سوريا، سيساعد سوريا في الانفتاح على المجتمع الدولي”، مشيرًا إلى أنها “ستفتح الباب لعملية طال انتظارها لإعادة الإعمار والتنمية”.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد صرح أمس الأحد، بأنه اتخذ قرارا برفع العقوبات، التي كانت مفروضة على سوريا، ليمنح دمشق فرصة للنمو وللمضي قدما، على حد قوله.

انضمام سوريا إلى اتفاقيات التطبيع

جاء ذلك في تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام أمريكية، أشارت إلى أن تعليق ترامب، جاء ردا على سؤال حول احتمال انضمام سوريا إلى اتفاقيات “أبراهام” الخاصة بتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.

وقال ترامب: “لا أعرف إن كانت سوريا ستقوم بالتطبيع مع إسرائيل”، مضيفًا: “قرار رفع العقوبات عن سوريا جاء بناء على طلب من بعض الدول الصديقة في المنطقة”.

وذكر موقع “أكسيوس” الإخباري أن إدارة  ترامب بدأت محادثات تمهيدية للتوصل إلى اتفاق أمني محتمل بين إسرائيل وسوريا.

وفي حديث للموقع الأميركي، صرّح مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، لم يتم الكشف عن أسمائهم، بأن الهدف من المحادثات ليس التطبيع، وإنما خفض التوتر وضمان أمن الحدود.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن تل أبيب تريد ضمانات بأن هذه المحادثات ستفضي إلى اتفاق سلام كامل وتطبيع.

وأفاد مسؤول آخر بأن إحراز تقدم ملموس في المحادثات سيستغرق بعض الوقت.

اتفاقيات مع سوريا على مراحل

ووفقا للمسؤولين، فإن هدف إسرائيل هو التوصل إلى اتفاقيات مع سوريا على مراحل، بدءا بنسخة محدثة من اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 بين سورية وإسرائيل، التي تحدد حدود المنطقة العازلة والمنطقة منزوعة السلاح.

ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الولايات المتحدة بحاجة إلى القيام بدور وساطة أكثر فاعلية حتى تتمكن الحكومة الجديدة في سورية من المشاركة بجدية في المحادثات.

وأشار المسؤولون إلى أن إسرائيل تعتبر الأراضي التي احتلتها من الأراضي السورية، بما فيها جبل الشيخ (حرمون)، ورقة ضغط رئيسية لها في المحادثات، وزعموا أن إدارة تل أبيب لن تنسحب من هذه المناطق إلا مقابل السلام الكامل والتطبيع.

وأكد المسؤول الأميركي أنهم أجروا “محادثات تمهيدية هادئة جدا”، وأن ترامب كان داعما للغاية.

شرط مواصلة احتلال الجولان

وفي وقت سابق من أمس الاثنين، أعلن وزير الخارجية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر، أن تل أبيب ترغب في التطبيع مع سوريا ولبنان بشرط مواصلة الاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان.

وقال ساعر: “لدينا الاهتمام بضم دول جديدة كسورية ولبنان، جيراننا، إلى دائرة السلام والتطبيع”، موضحاً أن ذلك “من خلال المحافظة على مصالحنا الحيويّة والأمنية”.

وأضاف ساعر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته النمساوية بياته ماينل-رايزينغر، في القدس المحتلة: “دفعنا ثمن الواقع الجديد في الشرق الأوسط من دماء جنودنا ومواطنينا”، مستدركاً “نجمت عن هذا الواقع فرص أيضاً”.

وشدد ساعر على أن “إسرائيل فرضت قوانينها على هضبة الجولان منذ أكثر من 40 سنة، وفي أي اتفاق سلام الجولان سيبقى جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل”، على حدّ تعبيره.

ومساء الجمعة، نقلت قناة “آي 24” الإسرائيلية عن مصدر سوري قوله إنّ إسرائيل وسوريا ستوقعان “اتفاقية سلام” قبل نهاية عام 2025، زاعماً أن مرتفعات الجولان ستتحول بموجب الاتفاقية إلى “حديقة سلام”.

وأضاف المصدر، الذي لم تكشف القناة عن هويته، أن من شأن هذه الاتفاقية تطبيع العلاقات بين البلدين بشكل كامل، موضحاً أنه “بموجب الاتفاقية المذكورة، ستنسحب إسرائيل تدريجياً من جميع الأراضي السورية التي احتلتها بعد غزو المنطقة العازلة في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ”.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى