شكوى قضائية ضد قناصين إسرائيليين من أصل فرنسي ارتكبا جرائم حرب في غزة

أقامت الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان (FIDH) وعدد من المنظمات الفلسطينية شكوى رسمية  أمام محكمة العدل في باريس، ضد قناصين إسرائيليين من أصل فرنسي، على خلفية اتهامهما بالمشاركة في عمليات إعدام ميدانية بحق مدنيين فلسطينيين في قطاع غزة بعد 7 أكتوبر 2023، وفق ما كشفته قناة franceinfo الإخبارية يوم الثلاثاء.

وأوضحت الفدرالية في بيان، الثلاثاء، أنها رفعت الشكوى بالتعاون مع الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان ومنظمة الحق، ومركز الميزان لحقوق الإنسان، والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وجمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية.

القناصان ينتميان إلى وحدة مظليين مشتركة تُعرف باسم “الوحدة الشبح” (Ghost Unit) أو “رفائيم” (Refaim) باللغة العبرية، وقد وُجهت إليهما اتهامات بارتكاب جرائم قتل متعمد تُشكّل جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وحتى جرائم إبادة جماعية. وقد كُشف عن وجود هذه الوحدة لأول مرة عبر تحقيق لصحافي فلسطيني.

مسؤولية شخصية في اتخاذ قرار القتل

في فيلم وثائقي بُثّ على مواقع التواصل الاجتماعي في أكتوبر 2024، قدّم الصحافي الفلسطيني يونس تيرّاوي مقابلة مع أحد جنود هذه الوحدة، وهو رقيب أميركي-إسرائيلي، شرح خلالها آلية عمل القناصين في غزة، موضحًا أنهم كانوا يطلقون النار على الرجال غير المسلّحين إذا وُجدوا في مناطق مصنفة كمناطق قتال، وكانوا يُعتبرون “في سن الخدمة العسكرية”.

أما فيما يتعلق بإطلاق النار على النساء أو الأطفال، فأكد الجندي أن التعليمات من القيادة لم تكن واضحة أو موحّدة، قائلاً: “في بعض الحالات يقولون نعم، وفي أخرى لا”. وأضاف أن القرار النهائي غالبًا ما يُترك لتقدير القناص نفسه، مما يمنحه “استقلالية كبيرة ومسؤولية شخصية في اتخاذ قرار القتل”.

قضايا أخرى

الشكوى المقدّمة لا تقتصر على القنّاصين الاثنين فحسب، بل تطال القيادة العسكرية الإسرائيلية بأكملها، بحسب المحامي ألكسيس ديسواف، ممثل الفدرالية الدولية.

وقال: “لسنا أمام حالات فردية، بل أمام تنفيذ ممنهج بتوجيهات واضحة. الجنود ينشرون بأنفسهم مقاطع مصوّرة لجرائمهم، وهذا لا يحدث إلا في ظل شعور كامل بالإفلات من العقاب”.

وأشار ديسواف إلى أن هذه القضية ليست الأولى، إذ دفعت الأدلة التي جمعها الصحفي تيرّاوي إلى فتح النيابة العامة الفدرالية البلجيكية تحقيقًا في أكتوبر 2024 بشأن جرائم مماثلة ارتُكبت في غزة.

كما تم فتح تحقيق في جنوب إفريقيا، وتُستعد منظمات حقوقية أخرى لتقديم شكاوى مماثلة في كل من ألمانيا وإيطاليا.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي جرائم الإبادة الجماعية منذ 7 أكتوبر 2023، راح ضحيتها نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى