جريمة إسرائيلية أمريكية مشتركة داخل “مصائد الموت” في غزة
الاحتلال وعناصر الأمن الأمريكيين يطلقون النار وغاز الفلفل على آلاف المجوّعين ويقتلون 21 شخص منهم

تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، كما تفرض حصاراً قاتلاً عليهم وتقتلهم في محيط نقاط توزيع المساعدات الغذائية في محيط ما بات يعرف بـ”مصائد الموت الأمريكية” التي أقامته “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة أمريكياً وتعمل بإشراف قوات الاحتلال.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان: “استشهاد 21 مواطنًا منهم 15 اختناقًا نتيجة إطلاق الغازات على المجوَّعين والتدافع الذي تلى ذلك في مركز توزيع المساعدات الأميركية (مصائد الموت) جنوب مدينة خانيونس منذ فجر اليوم”.
وقد استشهد 70 فلسطينيا خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم 49 في مدينة غزة، إثر الغارات المتواصلة على منازل وخيام النازحين وتجمعات لمنتظري “المساعدات”.
وأضافت الوزارة: “للمرة الأولى يتم تسجيل شهداء جراء الاختناق والتدافع الشديد للمواطنين في مراكز توزيع المساعدات. الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسة الأميركية يتعمدان ارتكاب المجازر بطريقة ممنهجة وبأساليب متنوعة بحق المجوَّعين”.
رشوا غاز الفلفل الحارق وأطلقوا النار على المجوّعين
بدوره، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الاحتلال والمؤسسة الأميركية بتنفيذ مجزرة مروعة بحق المجوعين خلفت 21 شهيدا.
وقال المكتب الإعلامي أن مؤسسة غزة الإنسانية ليست جهة إنسانية ولا تحمل أي معايير للعمل الإغاثي، واعتبر المؤسسة مجرد أداة أمنية واستخباراتية خطيرة صممت لخدمة أجندات الاحتلال.
وأوضح بأن مؤسسة غزة دعت المواطنين لتسلّم مساعدات جنوب القطاع ثم أغلقت البوابات لخنقهم، ثم قام موظفو المؤسسة وجنود الاحتلال رشوا غاز الفلفل الحارق وأطلقوا النار على المجوّعين.
وأضاف المكتب محاولة المؤسسة الأميركية إلصاق الجريمة بأبرياء أو فصائل فلسطينية سلوك مفضوح، مطالباً بوقف عمل المؤسسة الأميركية فورا.
وترفض وكالات الأمم المتحدة وغالبية المنظمات الإنسانية العاملة في غزة التعاون مع هذه المؤسسة، مع التشكيك في آليات عملها ومبادئها، إذ تعتبر أنها تخدم أهداف الجيش الإسرائيلي.
مزاعم مؤسسة غزة الإنسانية
وقالت المؤسسة، التي تدعمها إسرائيل، إن 19 لقوا حتفهم جراء التعرض للدعس وطُعن أحدهم حتى الموت خلال التدافع في أحد مراكزها في خانيونس جنوب غزة.
وأضافت المؤسسة في بيان لها “لدينا أسباب وجيهة للاعتقاد بأن عناصر من بين الحشود، أي مسلحين ومنتمين لحماس، تعمدوا إثارة الاضطرابات”.
من دون أن تشير إلى حشر الباحثين عن المساعدات في مناطق محددة وإطلاق الرصاص والقنابل الغازية عليهم بلا أي مبرر.
سُحقوا في التدافع
وقال مسؤولون في مجال الصحة لوكالة رويترز إن 20 فلسطينياً على الأقل لقوا حتفهم اختناقاً في الموقع.
وأفاد أحد المسعفين بأن كثيرين حُشروا في مساحة صغيرة وسُحقوا في التدافع. ووصفت الأمم المتحدة نموذج مؤسسة غزة الإنسانية بأنه “غير آمن بطبيعته” ويشكل انتهاكاً لمعايير الحياد الإنساني.
وكان المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قال، الثلاثاء: “حتى تاريخ 13 يوليو (تموز)، سجلنا مقتل 875 شخصًا في غزة أثناء محاولتهم الحصول على الطعام؛ من بينهم 674 قُتلوا في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية”.
فيما دعا المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إلى السماح بتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية فورا، في ظل ارتفاع معدلات سوء التغذية واحتدام الأزمة الإنسانية في القطاع.
وفي تعداد متقارب، أعلنت وزارة الصحة في غزة في إحصائها اليومي أن 844 شخصًا استشهدوا بالقرب من مراكز توزيع المساعدات منذ أواخر أيار (مايو) وحتى 15 تموز (يوليو).